إذا أراد الإنسان معرفة إذا ما كان يتحدّث أثناء نومه أم لا، فلا سبيل إلّا المراقبة والتسجيل.
ولكنّنا نغفل أنّنا في حكم النّائم حتّى ونحن يقظين! وسأشرح لك كيف ذلك.
تصدُرُ عنّا معظم أفعالنا دون انتباه؛ هي عادات لا نكثر التفكير فيها قبل القيام بها. كأنّنا لا نراها ولا نسمعها. فقط نقوم بها بتلقائيّة شديدة، وقد لا نعي ما نفعله أو ندرك أثرَه.
كأن يعتاد أحدُنا السبّ مثلًا، فيظلّ يسبّ هذا وذاك وهو غير منتبه لما يفعله على الإطلاق، ولا على أثر ذلك على من حوله.
أو أن يعتاد أحدٌ الصياح بصوت عالٍ بداعٍ وبدون داعٍ، ولا ينتبه لصوته العالي إلّا أن يُنبّه إليه.
وغيرها من الأفعال الكثيرة التي اعتدناها وتصدر عنّا بسهولة ويُسر دون اكتراث. كلّ هذه الأفعال تحتاج إلى المراقبة والتسجيل. لنعرف الصالح منها فنزيد منه، وننتبه إلى الفاسد فنحدّ منه.
فإمّا أن ندرّب أنفسَنا مراقبة أنفسنا وعاداتنا، أو أن نطلبَ ممّن نثق بهم أن يراقبونا، ونسمع لكلامهم إذا نبّهونا. والخيرُ أن نجمع بين الطريقتين، فنراقب أنفسنا، ونستمع لتوجيهات من حولنا.