وننظرُ لمن ابتلاهُ اللهُ ونحسب أنّنا خيرٌ منه. عجبًا لنا كيف نغترُّ بالعافيةِ وكأنّنا نملِك لأنفسنا نفعًا!
ثمّ نُحاول إحصاء عشر نِعَم أنعمَ اللهُ بها علينا -ونحنُ المعافون- فلا نجد! فما ينقضي عَجَبي ممّن يقرأُ ويكتبُ ويحرّك أصابعَه، ويجدُ ملبسًا ومسكنًا، ويتمتّعُ بحواسّه الخمسة، ويستطيع الكلام دون جَهد، وبلع الطعام دون جَهد، وشُربَ الماءِ دون جَهد، وربّما له أهل يحبّونه، أو أصدقاء يُقرّبونه، ثمّ يُسألُ عن نِعَمٍ عَشرٍ فلا يَجد!
« مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» حديث شريف.
فيَا مَن حِيزَت له الدُّنيا، ألا ترَى؟