في الحُبّ، بعضُ الخصام دليل على الحُبّ العميق، والثّقة في قوّة العلاقة.
فلو خاف المُحبّ فَقدَ حبيبِه تجنّبَ الاختلاف معه. يخشى فُقدانه.
أمّا لو تيقّن من قوّة الصّلة بينهما، ثارَ ولَم يهتمّ، وخاصم ولم يهتمّ، وابتعد —قليلًا— ولم يهتمّ. وهو في كلّ ذلك مُطمئنٌّ لحبيبه، راجيًا العَودة.
عبّر عن ذلك العقّاد تعبيرًا جميلًا فقال في “سارة”: “وكانا في عنفوان الهوى يتشاجران ولا يُباليان الشجار، ويتغاضبان ولا يجفلان من الغضب، ويختلفان ويُلحّان في الخلاف ولا يتحرّزان من الخلاف والإلحاح؛ جسم فتًى قويّ فماذا تضيره هبّة من عاصفة أو لفحة من هجير. فلمّا شاخ الحبّ أجفلا من الغضب والخلاف، كما يجفل الشيخ الهرم من غضبة تنذر بالقضاء عليه.. فلا هما هانئان بوئام ولا هما قادران على خصام.”