قالوا قديمًا قل لي فيم تفكّر أقل لك من أنت. وقالوا قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت. وأقول أنا قل لي من تتابع على فيسبوك وتويتر وإنستجرام ويوتيوب، أقل لك من أنت.
ما القراءة إلا وسيلة من وسائل المعرفة. قبل الإنترنت كانت الوسيلة الوحيدة أن تقرأ أو أن تقابل الشخص بنفسه. اليوم، تدخل المعلومات عقولنا من عشرات المصادر، وبصور شتّى. وكل ما تتابعه وتسمح له أن يدخل عقلك يشكّل جزءًا منك، جزءًا من عقلك وتفكيرك وتصرّفاتك.
ماذا ترى حين تتصفّح صفحتك الرئيسية على هذه المواقع؟ هل ترى النكات وآخر أخبار الفنّانين ومن تزوّج ومن طلّق ومن ارتدى ومن تعرّى ومن فاز في مباراة الأمس وأسماء محرزي الأهداف؟ أم هل تتعثّر في فيديو لشخص يحكي تجربة إنسانيّة وآخر يلقي إليك بمعلومة وثالث يشير إلى اكتشاف جديد في علم من العلوم ورابع يقوم بتجربة فكريّة مثيرة للعقل؟
أيًا يكن ما تراه، هذه مرآتك.