سمعتُ مرّةً قصةَ رجل مبيعات كان موكّلًا ببيع محاضرة عن كيفيّة تكوين الثروة وتحقيق الاستقلال المادّيّ. كان ماهرًا جدًا وباع جميع التذاكر.
وكان أكثر اعتراض يواجهه أنّ المشتري المحتمل يقول له: تكلفة المحاضرة باهظة جدًا؛ أنا لا أملك هذا القدر من المال. وكان جوابه عن ذلك: هذه علامةُ حاجتك الشديدة لمثل هذه المحاضرة. لو كنتُ مكانك، لاقترضتُ المال، أو شحذته، أو حتّى سرقته إن استطعت!
جواب مُفحم بلا شكّ.
نحن نواجه مثل هذا الموقف بأشكال مختلفة. في عصر الإنترنت والسرعة الفائقة، وجنون الإنتاجيّة، نجد أنّنا منهمكون في مهام لا نهاية لها. ويبدو لنا أنّنا منشغلون جدًا لدرجة أنْ لا وقتَ لدينا للتخطيط لكيفية تنفيذ هذه المهام.
وكما قال رجل المبيعات لزبائنه المحتملين، أقول لنفسي: الانشغال الشديد لدرجة عدم وجود وقت كاف للتخطيط علامةُ احتياجك الشديد للتخطيط.
فإمّا أن نسهرَ لنخطّط لما هو مهمّ، وإمّا أن نقضيَ حياتنا في إطفاء حرائق المهام العاجلة!