كُن غريبًا

عن نفسك.

نحن لا نثق بالغرباء إلا بعد امتحانات متعددة يثبتون لنا في كل واحد منها أنهم أهل لهذه الثقة. الثقةُ أمرٌ عظيم. له أثر خطير.

ثقتي في إنسان قد تعني أن أخبره بأسراري، وأشاركه في أحوالي، وأستمع لما يقول، وأُشكّل جزءًا من رأيي بناء على معتقداته هو وأفكاره هو. ثقتي فيك قد تغيّر مجرَى حياتي. فليست أمرًا هينًا.

ولكننا مع أنفسنا نعكس هذه القاعدة دون مسوّغ. نبدأ من محلّ ثقة قويّ ولا نحتاج أن نختبر أنفسنا لكسب الثقة. نتبعُ ما نهوَى وما يُشعرنا “بالسعادة”. نتبعُ مزاجَنا. ونتبع أفكارنا. ونتبع رأينا. ونشكّل حياتنا التي نراها من خلال هذا الإطار. دون امتحان!

من أدراك أنّ نفسك تستحقّ الثقة؟ ومن أدراك أنها لن تخدعك؟ ولن تغويك؟ ولن تضيّعك؟ ولن تقودك للهلاك؟

وأين مقياس الامتحان؟ أين نموذج الجَواب؟ أين مسطرة القياس؟

كيف تعرف؟

الجواب الحقّ: لا نعرف.

يتبعه السؤال: فَمَن؟

والجواب الوحيد الممكن: مَن خَلَق.

فكيف أدّيت في الامتحان؟

وكيف ستؤدّي في امتحان اليوم؟