في هذا الشهر الكريم، شهر الكرم، تكثر إعلانات التبرّعات مع ازدياد رغبة الناس واستعدادهم في دفع الصدقات؛ ابتغاء الثواب المُضاعَف. وهذا شيء جميل. ولستُ مع الدّاعين بعدم التبرّع للمؤسّسات والمستشفيات التي تُجري إعلاناتٍ تلفزيونيّة. بل أشجّع على ذلك ما دُمنا نرى تقدّمًا متواصلًا ونجاحًا مستمرًّا لهذه المؤسسة عامًا بعد عام.
نعم، نحن لا نعرف يقينًا أين تذهب أموالنا ولا كيف تُنفق. ولكنّنا نستطيع، على الأقلّ، أن نتابع التقدّم والنموّ بشكل عام. وهذا مؤشّر جيّد. بل أدعوكم أيضًا إلى التبرّع للمؤسّسات لا للأفراد ما لم يكن هناك فردٌ تعرفه وتعرف أنّه محتاج. فإذا عرفتَ مُحتاجًا بعينه فأعطه، وإلّا فوجّه تبرّعاتك لمؤسسات لديها فِرق للبحث والاستكشاف عن المحتاجين.
وإن كنتَ لا محالةَ متبرّعًا لشخصٍ بعينه، فإليك قائمة ممّن لا يجب أن تتبرّع لهم، ولا بجنيه واحد:
- المتسوّلون في الشّارع. لا يخفى على أحد أنّ كثيرًا منهم قد اتّخذ من التسوّل مهنة، وأنّ هناك عصابات تسوّل تسيطر على مناطق بعينها، ولا يمكنك أن تكون متسوّلًا في منطقة كذا إلّا بإذن من فلان … إلخ.
- الأطفال المتسوّلون في الشارع. لا تعوّدوا تلك العصابات استغلال الأطفال في التسوّل.
- من يقف على باب الجامع بعد صلاة الجمعة، أو قبل صلاة العيد.
- لا تعطي زكاة مالك لمن لم توقن بأنّه مُحتاج إليها.
- عامل النظافة الذي يقف في منعطفات الطرق مادًّا يدَيه للسيّارات لا يكنسُ ولا ينظّف، وامتهن التسوّل عوضًا عن مهنته.
- من يأتي إليك بطفلٍ مُصاب أو مُعاق ومعه شهادة طبّيّة يطلب منك أن تشفق على حاله وترأف به. لا تعوّدوهم -مرّة أخرى- استغلال الأطفال في التسوّل.
لا تتساهل في تبرّعك كأنّك تريد أن تتخلّص من الصدقة أو الزكاة، تحرَّ جيّدًا. انظر في الأقربين. قد يكون أخوك محتاجٌ إليها وأنت غافل.