لا تطلق على نفسك الصفة إلا بعد مرور “ستة أشهر” منتظمة على الأقلّ.
لست رياضيًّا إذا لم تكن تمارس التمارين الرياضية بشكل منتظم لستّة أشهر مضت على الأقلّ. ولست قارئًا، ولست كاتبًا، ولستَ تتبع حميةً غذائيةً صحّية، ولست تتعلّم لغةً حديدة … إلخ.
نتعجّل إطلاق الصفة على أنفسنا بعد يومين من الممارسة الحماسيّة ثمّ يفتر حماسنا وتنهزم عزيمتنا ثمّ نتوقّف. فبأيّ حقّ أطلقنا على أنفسنا هذه الصفة؟ وكيف نتكلم عنها كأننا خبراء في ممارستها وننصح بها مَن حولنا ونحن لم نرَ منها ثمرةً بعد؟
تجد زميلك في العمل قد بدأ نظامًا غذائيًا جديدًا بالأمس ويأتي ليحدّثك عن مزاياه ومنافعه وكيف عليك أن تتبعه كذلك وتغيّر نظامك الرديء. وهو لم يمارسه سوى يوم واحد! عن أيّ شيء نتكلّم؟
وكذلك من يذهب إلى الصالة الرياضية أسبوعًا .. ومن بدأ يقرأ كتابه الأوّل منذ عشر سنين، ومن بدأ يكتب منشورات رأي على فيسبوك أوّل أمس …
لا يجب أن نتحدّث عن شيء لم نسبر غورَه ونعرف خباياه. لم نجرّبه بأنفسنا. لا يجب أن نطلق على أنفسنا الصفة أصلًا ناهيك عن أن نحثّ غيرنا على اتّباع خطانا.