هناك أحلامٌ تبدو مستحيلة التحقيق في الوقت الحالي. وربّما تكون كذلك فعلًا. هذه الأحلام، إن طاردتها واستعجلت تحقيقها، ستُصاب بالإحباط. لأنّك لن تحقّقها. ليس في الوقت الحالي.
يُعزَى توقّعُنا لتحقيق الأحلام البعيدة بسرعة لانحيازنا لتقدير إمكاناتنا بأكثر مما هي عليه في الحقيقة. وانتباهُنا للمكان الذي نحن فيه الآن في الواقع هو الحارسُ الذي يضبط جماح هذا الانحياز.
ولكنّني لا أقول أن نودّع هذه الأحلام البعيدة. فقط علينا أن ندرك أنّها بعيدة. سيتطلب تحقيقُها سنواتٍ عديدة. وعندها، لدينا خياران: إمّا أن نُسخّر طاقتنا لمطاردة هذا الحلم، مع التّحلّي بالصبر الشديد وتقبّل التقدّم البطيء نحو هذه الأحلام.
أو ربّما نقرّر أنّها ليست بهذه الأهمّية بالنسبة إلينا لدرجة أن نسخّر لها سنواتنا العشر القادمة. مثلًا، أحبُّ أن أكونَ مُمثّلًا مشهورًا يلعب دور البطولة في فيلم حركة مثير. أعرف أن تحقيق مثل هذه الأمنية شبه مستحيل بالنسبة إليّ. ولا أظنّها مهمّة جدًا لي كذلك.
ماذا نفعل في مثل هذه الأحلام؟
هي أحلامٌ بعيدة، وغير مهمّة. قد يتخلّى عنها بعض النّاس. ولكنني أظنّ أنّ مع مرور الزمن، وتغيّر ظروفنا الحالية، تتغيّر المسافات بيننا وبين هذه الأحلام. ويا له من شعور جميل أن تحقّق حلمًا كان لديك منذ أعوام!
وبالتالي، لا تتخلَّ عن أحلامك. فقط ضع الأحلام البعيدة، غير المهمّة الآن، على جَنب. ضعها في إحدى زوايا ذاكرتك لتعود إليها لاحقًا، حين تسنحُ الفرصة.