أظنّ أنّ أكثر ما يثير دهشتي ومتعتي عند القراءة هو معرفتي بمساحات ما لا أعرف. وفضولي لزيادة المعرفة بهذه المساحات.
قيل أنّ المعرفة ثلاثة أنواع: معرفةٌ تعرفها، وتعرف أنّك تعرفها، وهي ضئيلة محدودة. ومعرفةٌ لا تعرفها، وتعرف أنّك لا تعرفها. ومعرفةٌ لا تعرفها، ولا تعرف أنّك لا تعرفها، وهي الأوسع والأكبر.
وأكثر ما يجذبني للقراءة، وتصفّح الكتب في المكتبات هو أن أعرف أنّني لا أعرف عن عِلمٍ ما، أو زمنٍ ما، أو شخصٍ ما. ولا أدري إن كان هذا الأمر خاصّ بي وحدي، ويختلف بين كلّ قارئ، أو كان عامًّا يشعر به غيري كما أشعر به.
ولكنّني أحبّ أن تشاركني بأكبر متعة تشعر بها عند القراءة، لأستفيد منك، وأكوّن صورةً أكثر وضوحًا. فقل لي، بربّك، لماذا تقرأ؟