فلا تفكّر طويلًا في الاختيار. لا تجعل الحيرةَ تشلّ حركتك. فأنت لن تعرف ماذا كان سيحدث لو كنت اخترت الطريق الآخر، على أيّة حال.
يحكي جاري فينرتشك أنّك ربّما تمشي في الطريق (أ) فتنجح نجاحًا باهرًا ثمّ تحتاج للذّهاب إلى اجتماع هام في الولايات المتّحدة مثلًا، وفي طريقك إلى هناك تسقط الطائرة وتتحطّم وتموت! لم يكن هذا القرار موفّقًا على الأرجح، أليس كذلك؟ وربّما تختار الطريق (ب) فتعيش حياةً سعيدة وتكتشف أنّ هذا الطريق هو الأفضل، وربّما تمرض، من يدري؟
لن تعرف أبدًا ماذا لو كنت مشيت في الطريق الآخر؟ لن تعرف أبدًا كلّ المعلومات عن المستقبل بدقّة. المستقبل غَيب. لا يمكنك بناء قرار تثق به ١٠٠٪. يمكنك فقط أن تقرّر، وتتحرّك، ثمّ تعدّل مسارَك حسب المعطيات الجديدة.
لن يجديَ الانتظار نفعًا. ولن يجديَ المزيد من التفكير. يكفي أن تفكّر بنسبة ٨٠٪ فقط، ثمّ تنطلق. وعليك أن تكون مرنًا بحيث تستطيع تعديل المسار حين يلزم الأمر.
في الحقيقة، ما يضمن لك أفضل نتيجة هو المرونة وسرعة قراءة المعلومات الجديدة وسرعة الاستجابة لها، وليس أن يكون القرار صحيحًا من البداية. ودومًا أقول أنّك لا يمكن أن تحكم على صحّة قرارٍ ما من خلال نتيجته. أنت تحكم على صحّة القرار من سلامة المنهجيّة التي أدّت إلى اتّخاذك هذا القرار. وهذا المنهج يعتمد فقط على المعلومات التي نملكها الآن، وليس على فرضيات غَيبية عن المستقبل.