على صفحات الإنترنت، وأثناء كتم الصوت في مكالماتنا الهاتفية أو الاجتماعات عن بعد في العمل.
حين نظنّ أنّنا يمكننا قول ما نشاء دون رقيب. حين ننسى أنّ هناك رقيبًا عتيدًا يسجّل كلّ ما نقوله.
حينها نطلق لأنفسنا العنان لنقول أشياءً ما كنّا نقولها لو كنّا معهم وجهًا لوجه أو لو لم يكن زرّ كتم الصوت موجودًا. ويخوننا الحظّ أحيانًا فنتوهّم أنّنا في مأمن ونقول ما نشاء ثمّ نكتشف أنّ صوتنا مُعلنٌ على الملأ. حينها نشعر بالتضاؤل، ونودّ لو تبلعنا الأرض لتنقذنا من الحرج.
عادةً ما نقول هذا الكلام غير مبالين، لن يحدث فرقًا أن نقوله أو ألّا نقوله. لن تتغيّر حياتُنا ولن يضاف إليها شيء إذا قلناه، بل يُنقص منها. يا عجبًا كيف نقول كلمةً بلا مبالاة، وربّما يترتّب عليها خسارة صديق، أو جرح مشاعر إنسان.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :ِ (إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) .
كريمُ المشاعرِ واللسان يزنُ كلامَه قبل أن يتفوّه به. يتقمّص مشاعر الآخرين حين سماعهم لهذه الكلمات، ولو وجد فيها ما يسيء صام عنها فلم يقل شيئًا.