ويا عجبًا كيف يتباهَى الفاسدُ بفساده، ويخجلُ الخلوقُ من أخلاقِه!
لا يشغلني كيف ينظر الفاسدُ للصّالحِ بازدراء واستنكار، بل يشغلني كيف أنّ كثرتَهم تجعلُ الصالحَ ينظر إلى نفسه بعينِهم، ويقيسُ أعمالَه بمقياسهم، ويشعر بغربةٍ شديدة، ووَحدة عنيدة لا تفارقه أينما حلّ، فيستنكر حالَه ويخجل من نفسه، بدلًا من أن يعتزّ بها ويباهي.
أيّها الكريم، لا تكترث للبخلاء. استمرّ في كرَمِك. العالمُ يحتاج إلى المزيد من الكرماء.
أيّها الرفيق اللّيّن القريب، لا تكترث لغليظي القلوب عديمي الرحمة. كن رفيقًا ليّنًا قريبًا، فالعالَم مكان أفضل ما دمت فيه هكذا.
أيّها المُخلص، لا تكترث للمغرضين الانتفاعيين الانتهازيين، زِد في إخلاصك وجدّد نواياك وأتقن عملَك. العالمُ مكان أفضل ما دام فيه المتقنون.
كلّما اشتدّ الظلامُ، اشتدّت الحاجةُ إلى الضياء. كُن مصباحًا في طريق مظلم، يهتدي بك من يتلمَّس الطريق.