شعورنا الدائم بالأفضلية؛ شعورنا أننا استثنائيون، أننا لسنا من الجماهير، لسنا ككلّ الناس، قد يجعلنا لا ننتبه للأخطاء التي نقوم بها. أو قد يجعلنا نُقدم بلا استعداد، ونندفع بدون تجهيز المكابح.
ومع وجود المايكروفون بين أناملنا جميعًا، يزداد هذا الشعور بالأفضليّة. ويتغذّى على كل تعليق ومشاركة وعلامة إعجاب نحصل عليها من الإنترنت.
والعجب فعلًا أن يشعر كلّ واحدٍ أنّه الاستثناء، فأين الجماهير إذَن؟
نحتاج أن ننظر إلى الأرقام، وندرك أنّ أغلب الظنّ أننا ضمن الجمهور، ضمن العوام. ربّما يكون لدينا مزيّة ما في جانب ما تجعلنا استثنائيين في هذا الجانب. لكن، حتى لو صحّ هذا، واستطعت أن تكتشف مزيّتك تلك، فما زلت من الجماهير في كلّ الجوانب الأخرى.
بقليل من التركيز، والتأمّل، سنجد أنّنا، في النهاية، لا نختلف كثيرًا عن الآخرين في كثيرٍ من الأمور.