إنّ الإنسان الذي يملأ أكثر من مكانه هو الإنسانُ الوحيد الذي يساعد على تقدّم هذا العالَم.
إذا قام كلّ منّا بأقلّ من دوره سيتأخّر العالَم. وإذا قام بدوره ولم يزد عليه، سيصاب العالَمُ بالرّكود. لا فرصةَ للنموّ في عالَم ليس فيه من يملأ أكثر من مكانه.
حين روّض الإنسان الخَيل لتحمله، كان يملأ أكثر من مكانه. لقد كان الجميع حولَه يمشون ولا يشتكون.
حين ابتكر الإنسان أوّل سيّارة، كان يملأ أكثر من مكانه. كان النّاسُ يركبون الخيل ولا يشتكون.
حين اخترع الإنسان الطائرة، كان يملأ أكثر من مكانه. لم يكن أحد يشتكي من قلّة الطائرات.
حين صعد الإنسانُ إلى الفضاء، واستكشف المجرّات والنّجوم، كان يملأ أكثر من مكانه. لم يكن أحد يشتكي من جهله بالمجرّات الأخرى.
ليس التقدّم بالعلم وحدَه. فمَن كان ماشيًا ودلّ سائلًا عن الطّريق، فقد ملأ أكثر من مكانه. ومن كان راكبًا فحمَلَ معه شخصًا يتصبّبُ عرقًا في شدّة حرارة الصيف، أو يرتجف من برودة الشتاء، فقد ملأ أكثر من مكانه. ومَن ربّت على رأس يتيم، فقد ملأ أكثر من مكانه. ومن أسهم بقميص لفقير، أو رغيف خبز لمسكين، فقد ملأ أكثر من مكانه.
كُن من هؤلاء تَنجُ، ونَنجُ بك.