وَلَعٌ بالمَوسوعات

أصابَ هذا الجيل. لا لنقرأها، ولا لنتعلّمَ منها، ولكن لنقتنيها. اقتناءُ المَوسوعة يُشعرُك بإنتاجيّة زائفة، وثقافة زائفة، وذكاء لا أساس له.

تشملُ كلمة “الموسوعات” هنا ما يُتداول على الإنترنت من مناهج مجّانيّة لأشهر الجامعات في علوم مختلفة. أو ٥٠٠ كتاب صوتي مجّاني. أو ١٠ آلاف بحث علمي. أو جميع أعداد مجلّة ناشُنَل جِيُجرافِك… إلخ.

هذا النّوع من الموسوعات نقتنيه لنتباهَى بِه، لا لننتفع بما فيه. قلّما يكون لدينا العزمُ على قراءة كلّ الأعداد دفعة واحدة، أو الاطّلاع على منهج الجامعة الأمريكية في علم الكيمياء الحيويّة!

هي معلومات مفيدة بلا شكّ. وتُضيف لقارئها الكثير. ولكن ليس نحن. إن كنت مُوْلَعًا بالكيمياء الحيوية ستصل إلى محاضراتها بالذات، وتقرأ كتبَها بالذات، ولن تحصل عليها من ضمن هذه الموسوعات “المجّانيّة” الرائجة.

ما نحتاجه هو التخصّص، والتريّث. اقرأ كتابًا واحدًا. اسمع محاضرة واحدة. شارك في دَورة واحدة. أن تشارك في أحد هذه الأعمال بتركيز وعزم خَير لك من بعثرة الجهد في صفحة هنا وصفحة هناك. لا تصل بأيّ منها إلى شيء سوى إلى اليقين بأنّك غير مهتمّ بهذه الموسوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *