الرّوح الرّياضيّة
سمعتُ شاعرًا كان قد اشترك في مسابقة أمير الشعراء ولم يفز باللقب يقول في حفل خاصّ فيما بعد: “ومش عايزين اللقب.” ففقدت ما تبقّى من احترامي له (لم أكن أحترمه كثيرًآ من البداية).
التنافس على جائزة معيّنة ثمّ ادّعاء أنّها غير مهمّة بعد خسارة المنافسة أمر مُشين. لا أعرف علامَ يدلّ تحديدًا، على الحقد، أم الطفولة، أم غياب النزاهة، لكنّه، بالتأكيد، لا يدلّ على أيّ صفة حميدة.
من لم يتحلّ بشجاعة الاعتراف بالهزيمة، حتّى قبل أن تبدأ المنافسة، فمن الأفضل ألّا يشارك فيها. من لا يقبل الخسارة إلّا ويدّعي الظلم والمحسوبيّة، كيف يسوّغ لنفسه مشاركته من البداية؟ إن كان الأمر هكذا، فلماذا تتورّط في مثل هذه المعاملة المشبوهة؟
اشتراكك شهادة منك بالأهليّة للقائمين على الأمر. لا يمكنك أن تتراجع عن هذا الموقف لمجرّد أنّ الأمور لم تنتهِ على ما تحبّ. فهذا نادرًا ما يحدث على أيّة حال.