مَن لا يعرفُ الشيء يُسَمِّه!

لا شيء بسيط. كل صناعة مركّبة من خطوات كثيرة متتالية ومتوازية، لا بدّ من اصطفافها معًا بتسلسلٍ معيّن حتّى ينتج منها شيء نافع.

نحن، الجمهور الجاهل بالشيء، ننظر إليه نظرةً سطحيّةً جدًا لا تتعدّى معرفتنا باسمه. فنقول مثلًا: الوضع الاقتصاديّ لا يعجبنا لأن الأسعار مرتفعة. أو نقول معلّقين على خسارة فريقنا المفضّل: لا بدّ من إقالة المدير الفنّي. أو نقول ساخرين: وماذا سيضيف الآيباد لطُلّابنا؟

هذه الأمثلة والكثير جدًا غيرها مما نتناقش فيه يوميًا هي أشياء نحن لا نعرف عنها، في الحقيقة، سوى اسمها. وربّما نتعدّى اسمها لمعرفة بعض المعلومات غير المرتّبة التي تلقيناها سماعًا من أجهزة الإعلام مثلًا أو على الفيسبوك، دون الرجوع لمصدر له مصداقية حقيقية، ودون بحث أو عناء في تحصيل المعلومات.

كلُّ جهد ووقت نبذلهما في التحدّث عن شيء لا نعرفه ضائعان. إهدار للطاقة فيما لا ينفع.

ولأنَّ يومنا محدود، والوقت الذي يمرّ لن يعود، فمن المهم أن نحاول التركيز في توزيع هذه الطاقة فيما يستحقّ. ينبغي علينا ألّا نكتفي بالتعامل مع الأشياء من خلال اسمها فقط، وأن نتعمّق فيها ونسبر أغوارها قبل أن نبدأ بمناقشتها، ناهيك عن نقدها.

مَن لا يعرفُ الشيء يُسَمِّه! Read More »