أعطِ طفلًا صغيرًا ورقةً وقلمًا ثمّ اطلب منه رسمَ خط مستقيم. سيحرك القلم على الورقة بشكل عشوائي وهو سعيد متحمس ثمّ يريكها بشغف قائلًا: انظر! رسمتُ خطًّا مستقيمًا.
وأنت تنظر في الورقة ولا ترى إلا خرمشة لا معنى لها ولا شكل مميّز. هذا الطفل لا يعرف أنه لم يرسم؛ ليس لديه مرجع واضح يقيس عليه.
الآن جرّب أن تعطيه مسطرة واطلب منه رسم خطّ مستقيم. سيرسمه بنجاح. اطلب منه مقارنة هذا الخط بالذي رسمه آنفًا وسيفهم الفرق حتى لو ام يستطع التعبير عنه.
نحن نعيش حياتَنا نفتقر إلى هذه المسطرة التي نقيس عليها نجاحنا واستقامتنا. لا نعيرها كثير اهتمام. نتصرّف كهذا الطفل. نتحمس ونشارك “إنجازاتنا” التي ما هي إلا خرمشة لا تعني شيئًا في كثير من الأحيان.
آن أوان الاستفاقة. ابحث عن مسطرة صحيحة. قس عليها حياتك في كل ساعة. وقرّب حياتك منها قدر المستطاع.