تنتشر قطعانٌ من الخراف في كلّ مكان. تمشي بسيّارتك في شارع رئيسيّ فتقطع عليك الطريق الخراف، وتضطر لتفاديها، وتبطّئ حركة السير.
تمشي على قدميك، فتدوس في مخلّفات الحيوانات التي مرّت قبلك من هنا، أو ربّما مكثت بضعة أيّام.
ولو لم تقطع طريقَك بمخلّفاتها أو أجسادها، فإنّك لن تستطيع أن تهرب من الرائحة النّتنة المنتشرة في كلّ مكان.
سويسرا، على سبيل المثال، بلدٌ مهتمٌّ جدًا بالأبقار، لأنهم يستخرجون منها الجُبن السويسري الشهير. وإذا شاهدت حلقة الإحسان يصنع ثروة من برنامج خواطر ٩، ستجد أنّ لهذه الأبقار أوراقًا تصدر من جهات مختصّة، تحدّد أماكن إقامتها وحالتها الصّحيّة وكميّة اللبن التي تخرج منها. ولا يمكنُ لبقرةٍ أن تنتقل من مزرعة إلى أخرى دون صدور تصريح بذلك.
قصدتُ أن أضرب مثالًا بسويسرا حتّى لا يقول أحدٌ أنّه لا بدّ من هذا الوضع. هناك مثال صارخ يوضّح عكس ذلك. ناهيك عن أنني لم أتكلّم عن الغشّ في الأضاحي مثل ملئها بالماء قبل وزنها، وعن التعامل السيّء معها وذبح الأضحية أمام غيرها، وغيرها من المخالفات.
لماذا لا تقوم صناعة كاملة نظيفة على الأضاحي؟ هيئةٌ متخصصة عامّة ترعى الأضاحي وتوزيعها وتربيتها أثناء العام وتخصّص لها المزارع المناسبة للعَيش فيها. أو تشرف على جهات أهليّة تقوم هي بذلك الدور.
أُشجّع أن نضحّي من خلال مؤسسات مثل مصر الخير وبنك الطعام المصري وغيرها من الجمعيّات، في محاولة لتقليل أعداد الأضاحي التي تسكن الطرقات العامّة والأرصفة.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.