نقع في مشكلة فنلجأ إلى صديقنا المقرّب، أو إلى الأب والأم، أو إلى ابنة عمّنا نطلب منهم النصح والتوجيه. وفي أغلب الأحيان، يكون الشخص الذي نسأله النصح والتوجيه ثابتًا حتّى لو تغيّرت أنواع المشكلات والعقبات التي نواجهها. ومع التفكير قليلًا، يتّضح لنا أنّ هذا أمرًا عجيب حقًا!
نحن لا نبذل جهدًا في تحرّي الشخص المناسب ذي الخبرة في المشكلة التي نواجهها. فقط نلجأ لأقرب شخص متاح نثق به.
وهذا خطأ كبير. علينا ألّا ننفق من انتباهنا وتركيزنا مع مَن لا يعرف شيئًا عمّا يتكلّم فيه. وعلامةُ ذلك حال الشخص نفسه. بمعنى أنّنا إن احترنا في كيفيّة ادّخار مبلغ معيّن من المال مثلًا فلا ينبغي أن نسأل شخصًا فقيرًا أو مدينًا عن ذلك؛ فلو كان يعرف عن ذلك شيئًا لنفع نفسَه!
لا ينبغي أن نستشير شخصًا أعزبَ في مسائل تخصّ الزواج مثلًا، ناهيك عن شخص متزوّج لكنّه في علاقة سيّئة مع زوجته ويكاد يطلّقها كلّ أسبوع. تمامًا كما لم نكن نسأل طالبًا راسبًا ليؤكّد لنا إجابة سؤال في الامتحان. كنّا دائمًا نعتمد على أحد الطلبة في المراكز المتقدّمة، أليس كذلك؟
قال جيم رون مرّةً: “إذا كان الشخصُ ثريًا وسعيدًا، عليك أن تُنصت إليه.” وأنا أؤمن بهذا المبدأ جدًا. الشخص الغنيّ هو من ينبغي أن ننصت إليه في الأمور المتعلّقة بالماليّات. والشخص السعيد هو من ينبغي أن ننصت إليه في أمور الصّحّة النفسية والسعادة. والشخص الذي تراه في علاقة طيّبة مع كلّ النّاس هو من ينبغي أن نأخذ عنه فنّ التعامل مع النّاس وكسب الأصدقاء، وهكذا.
وقد كتبتُ سابقًا عن تجربتي مع كتاب وجدته مصادفةً من تأليف المهندس نجيب ساويرس، فلم أتردّد أن أشتريه مباشرةً. فإن كان هذا أغنى رجل في مصر، فأنا الخاسر إن لم أقرأ ما كتب.
خلاصة ما أريد قولَه: تأمّل في حال المتكلّم قبل أن تقرّر إن كنت ستنصت لما يقول أم لا. فإن لم يكن يعمل بما يتكلّم به، فهو لا يدري عن أيّ شيء يتكلّم.