طالما فيها من يفعل الخير ولا ينتظر المقابل. من يقدّم المعروف ابتغاء وجه الله. من يساعدك وقت الضّيق، ثمّ يدير ظهره ولا يقف منتظرًا كلمة “شكرًا” أو منتظرًا حتّى الدّعاء.
لكن، أين هو هذا الشّخص؟ هكذا نتساءل. من الذي يمكن أن يفعل ذلك في عالم يبحث فيه كلّ واحد عن مصلحته فقط؟ من يمكن أن يضحّي هكذا؟ والجواب بسيط جدًا، في الحقيقة. إنّه أنت.
يمكنك اختيار أن تكون هذا الشخص. أن تكون من ينظر الناس إليه ويقولون: ما زالت الدنيا بخير.
صعوبة الأمر تزيده قيمة. ندرته تزيده قيمة. إذا لم يكن هناك غيرك في دائرة معارفك يمكنه أن يفعل ذلك، فهذا يزيدك قيمة، ويجعلك شخصًا لا غنى عنه. لأنّنا، جميعًا، نعرف أنّ وقت الضيق، سنلجأ إليك أنت.
الكرم هو مفتاح كلّ الأبواب في هذا العصر. في العصر الذي يستطيع كلّ واحد فيه اختيار أن يحصر نفسه في دور “المتلقّي”، يلمع الكريم المعطاء. الذي لا يطلب، بكرمه، شيئًا. فمن يطلب شيئًا مقابل معروف صنعه، لم يصنع معروفًا، بل قايض شيئًا بشيء. قبض الثمن. فلا يسألن بعد ذلك عن امتنان أو شكر.