حضرتُ ندوةً قبل أسابيع وعرَضتْ المُحاضِرةُ الكريمة على كلّ الحاضرين جلسة فرديّة مجّانيّة، لكلّ واحد من نحو عشرين شخصًا كانوا حاضرين.
بعد انتهاء المحاضرة بأيّام، تواصلتُ معها ورتّبتُ معها لقاءً وذهبت. وسألتها عن فلان الذي قال لها يوم المحاضرة أنّه سوف يقابلها، هل حاول التواصل معك؟ لم يفعل. ولا أستبعد أن أكون الوحيد الذي استغلّ هذه الفرصة!
قبل نحو ثلاثة أشهر، عرَضتُ على مجموعةً من زملائي في العمل جلسةً ودّيّة لنبحث في حلّ مشكلاتهم المتعلقة بالعمل. أخبرتهم أن بإمكاني مساعدتهم، وأنني على استعداد لمقابلتهم في الوقت الذي سيختارونه هم. ولم يقابلني منهم أحد حتى الآن.
في كلّ مرّة يعرضُ فيها شخص مساعدته على الناس، يبادر القليلون جدًا منهم باستغلال هذه المساعدة.
في الحقيقة، لم أستفد كثيرًا من الجلسة الفردية تلك. ولكنني استفدت بعض الشيء. وأيضًا، أنا لم أكن أعرف قَدر الفائدة التي سأحصل عليها، فتفويتُ الفرصة لاحتمال قلة الفائدة سبب واه.
إذا كنت تحتاج إلى مساعدة، وعرض عليك أحدهم مساعدتك، فبأيّ عقلٍ تتخلّفُ عن تلبية الدعوة؟ هذا التصرّف العجيب لم أفهمه بعد!
لماذا نبخل على أنفسنا بالسعي في تحصيل المساعدة، وغيرنا لم يبخل علينا بها؟