حين نصمت ونسمع، نعرّض أنفسنا لخطر تعلّم شيء جديد. أقول خطرًا لأنّ تعلّم أيّ شيء يتطلّبُ منّا نوعًا من التواضع ونوعًا من المرونة.
لنتعلّم شيئًا ما، علينا أولًا الاعتراف بجهلنا به. ثمّ علينا أن نفسح له مكانًا داخل عقولنا. ربّما كان هذا المكان مزدحمًا بأشياء أخرى بالفعل علينا إزاحتها أو محوها.
أكثرُ ما يمنعنا من التعلّم هو اعتقادنا بأنّنا نعرف بالفعل. يعرضُ عليّ صديقي كتابًا مثلًا في فنّ الحوار، فماذا أقول لنفسي لو لم أقرأه؟ لا بدّ أنّني أقول لا حاجة لي بهذا الكتاب. أستطيع أن أفعلها وحدي. وهكذا نظنّ أننا نعرف عن فنّ الحوار ما لا نحتاج به العلم في هذا الكتاب.
ضاقَ الوقتُ بالأمس في الاجتماع فلم تتسنّ لي فرصة التحدّث، وضاق صدري بذلك بعض الشيء في البداية، ولكن بنهاية الاجتماع، كنتُ سعيدًا جدًا؛ لأنّني تعلّمت شيئًا ما كان لي أن أتعلّمه لو تحدّثتُ أنا.
ربّما نحتاج أن ننصت أكثر. في كلّ من نقابله خبرات لا نملكها. قد نستفيد منها لو أمهلناهم فرصة مشاركتها.