لا بدّ أن أشعر أنك تتقمّص مشاعري، وتنظر من خلال عدستي أنا، لا عدستك أنت.
استطاعتك رؤية الدنيا من خلال عدسة شخص آخر هي مهارة، لو اكتسبتها، فُتحت لك كلّ القلوب.
لا شيء أغلى من أن يشعر الإنسان أنّه مسموع. أنّك تفهم ما يقول حقًا. وتشعر بما يشعر به حقًا.
أن تكون موجودًا بعواطفك كلّها معه.
هذا يقتضي عدم السخرية من مشاعره، وعدم التسفيه من شأنها. يقتضي احترامك له ولما يشعر به.
ويتطلّب قلبًا نابضًا بالحبّ.
البائع الذي لا يفكّر إلّا في هدفه الشهريّ، فيحاول إقناعك بمنتج لا تريده، ولا يعير ملاحظاتك أيّ اهتمام ينفّرك منه. البائع الذي يحاول فَهم رغباتك واحتياجاتك قبل أن يعرض عليك الخيارات التي تناسبك يكسب ثقتك.
الصديق الذي يصرّ على رأيه دون أن يستمع إلى مشكلتك حقًا ينفّرك منه، ويشعرك بانحطاط قدرك لديه، أمّا مَن ينصت إليك أولًا، ويتفهّم مشاعرك، وينظر إلى الموقف بعينيك أنت، يشعرك أنّك مهمّ، وتزداد له حبًا وودًا.
وهكذا كلّ مَن لا يرى سوى نفسه ينفّر الناس من حوله. وكلّ مَن يرى النّاس ودواخلهم، يزداد لهم حبًا، ويزيدون له قربًا.