في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالَمُ كلُّه، يحتار الإنسان حيرة شديدة. كلُّ ما نعرفه ونتّخذه من المسلّمات قد تغيّر.
لا طيران. لا نقل. لا تجوّل في الشوارع دون هدف. المشي محظور في المساء. لا أحد يصافح أحدًا. لا تلامس بأي شكل إلا في أضيق الحدود. لا نضغط على زرٍّ هادئين! لا أحد خالي البال. لا أحد يشعر بالسعادة من أعماقه.
الكلّ يترقّب. الكلّ متوجّس.
أكثرُ النّاس يهلعون، ولو على مستوى اللا وعي. أكثر الناس يتحولون إلى حالة الهروب. لا أحد يريد تحمّل المسؤولية. الكلّ يحاول أن يحمل أدنى ما يمكن حمله.
بعض الشركات لا تهدأ. العمل لا بدّ أن يستمرّ. لا بد أن نحقق أهداف العام، مهما كان الثمن. العاملون مضغوطون، ومتوجّسون، ويضغطون على مُوظِّفيهم أن اتركونا في سلام. قد لا تكون هناك رحمة في العمل. ولكن الرحمة في قلوب العاملين. فالعاملُ إنسان.
في ظلّ كلّ هذا، تبدأ المُجاملات بالاختفاء تدريجيًا، ويبدأ كلّ واحد التفكير في نفسه أولًا، وتأجيل كلّ التضحيات، وتسود طاقةٌ مظلمة لا تسامح فيها ولا كرم. ممتلئة بالأنانية.
وهنا تكون فرصتك. فرصةٌ للتصرف بكرم، مهما تخاذل الناس. فرصة لتحمّل المسؤولية، وفرصة للتسامح، وفرصة لتحكي لنفسك حكاية جديدة، أنت فيها البطل الكريم الذي سينقذ العالم بأعماله البسيطة.
حين تشحّ البضاعة، يغلي قدرُها. وحين يشحّ الكرَم، يعلو قدرُ الكريم.
أيّها الكريم. نحن في أمسّ الحاجة إليك.