للمحافظة على صحّتُنا الجسديّة، لا بدّ أن نخرج قليلًا عن المعتاد. نبذل جهدًا أكبر قليلًا. نغسل أيدينا لفترات أطول، ونحافظ على المسافات بيينا وبين زملائنا قدر المستطاع، ونمتنع عن المصافحة والعناق.
كلّ هذه الأشياء لا تصدر عنّا بالسليقة، وإنّما نحتاج إلى تفعيل إرادتنا للقيام بها. ونحن نفعل ذلك مُرَحّبين.
بينما على الجانب الآخر نهمل نوعًا من الصحّة يبدو أقلّ وضوحًا للإنسان العاديّ؛ وهي الصحّة النفسيّة.
أثبتت الدراسات أنّ حفاظنا على صحّتنا النفسية يقوّي جهاز المناعة. وله فوائد عديدة من ضمنها شعورنا بالسعادة والراحة.
كما تحتاج صحّتنا الجسديّة إلى الإرادة للحفاظ عليها، كذلك الصحة النفسية. لا يمكننا أن نقضي يومنا كلّه نتابع “الأخبار” عن الفيروس المنتشر وشائعاته وردود أفعال الناس وما إلى ذلك.
علينا مراقبة أفكارنا وما ندخله إلى عقولنا. علينا اختيار ما تقع عليه عيوننا. علينا تحديد وقت متابعة الأخبار، وعدم تجاوزه. علينا التركيز على دائرة تأثيرنا بدلًا من الاهتمام بما لا يمكننا التأثير فيه.
علينا أن نفعل ذلك متخطّيين حدود دائرة الراحة. علينا أن نفعّل إرادتنا ونركّز طاقتنا.
للصحّة النفسية أثر مباشر في صحتنا الجسدية. فحفاظنا عليها حفاظ على حياتنا بدرجةٍ ما.