تذكّرت اليوم أحد زملائي في الكلّيّة، وكان طالبًا خلوقًا هادئًا. يحبّه الجميع. لم يقل لأحد كلمة تؤذيه، ولم يجادل أحدًا بغير داع، ولم يغتب أحدًا، ولم يتأخر عن مهام دراسته أبدًا. لا عجب أنّه كان محبوبًا من كلّ الناس، بغض النظر عن اختلاف الناس الذين يحبونه.
وكان بيننا، كما هو في كلّ وسط من الأوساط، أناس مختلفون شكلًا وخُلُقًا ومزاجًا، ولكنّه كان يتعامل مع الجميع بنفس الطريقة التي تعبّر عنه هو، لا عمّن يتعامل معه. وكان شديد الاحترام للجميع، فكسب احترام الجميع.
أذكر أنّ العقّاد كتب مرّة ما معناه أنّ عليك أن تعامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم؛ فالناس فيهم الغشّاش والخائن والكاذب، ولو عاملتهم بأخلاقهم لاجتمع فيك ما تفرّق فيهم فصرت أحطّ النّاس.
أيّ واحد سيقرأ هذا الكلام من زملائي في الكلّيّة سيعرف عمّن أتكلّم.