كنت أتصفّح، في العام الماضي، صفوف الكتب المصفوفة على رفوف المحل، المريح للعين، (فيرجين) وإذا بصورة المهندس نجيب ساويرس على أحد الكتب. لفتت نظري صورته فاقتربت من الكتاب وقرأت عنوانه (مصر من غير لفّ ودوران). ودار في بالي حوار سريع مع نفسي بشأن هذا الكتاب، الذي لم أسمع عنه قبلها. هل أشتريه، أم لا؟
لم أقرأ شيئًا للمهندس نجيب ساويرس من قبل. ولا أعرف أصلًا إن كان قد كتب كتابًا غير هذا الكتاب. وهذه أول مرة أرى فيها الكتاب، ولم يقم أحد أصدقائي بترشيحه مثلًا أو أي شيء من هذا القبيل. وكذلك، لست متابعًا جيّدًا للمهندس نجيب ولا أعرف الكثير عنه. كلّ ما أعرفه هو أنه أحد أغنى أغنياء مصر، والعرب.
ثمّ حسمت الموضوع في نفس اللحظة بأن اشتريت الكتاب. والسبب البسيط هو أنّ كاتب هذا الكتاب هو أحد أغنى أغنياء العرب! أليس هذا سببًا كافيًا لأعرف ماذا لديه كي يقول؟ أليس هذا سببًا كافيًا لأن أنصتَ إليه حين يتكلّم، وأن أقرأ له، حين يكتب؟
لا أخفيك سرًّا لم يكن الكتاب كما رجوت أن يكون. كان كتابًا سياسيًا من الدرجة الأولى. ويناقش الكاتب فيه أحوال مصر العامّة (كما هو واضح من عنوانه) وكنت أرجو لو كان يحكي فيه عن قصّته هو وأظنّ أنني كنت سأستفيد بشكل أكبر في هذه الحالة. ولكن، على أي حال، لقد ساعدني في الكتاب في رؤية بعض الأمور من زاوية مختلفة. وهناك بعض الأمور التي انتبهت إليها على الصعيد العام للدولة التي أعيش فيها.
سمعت جيم رون -المحاضر الشهير- مرّة يقول: إذا اكان الشخص ثريًّآ وسعيدًا، لا بدّ أن تنصت.
ولا أستطيع التفكير في أيّ طريقة أفضل من هذه الطريقة لصياغة هذا المبدأ. وكرّرتُ نفس الموضوع مرّة أخرى قبل أسابيع قليلة في نفس المكان عندما رأيت كتابًا يحكي فيه ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين عن قصة حياته في العشرين عامًا الأخيرة. فكّرتُ مباشرةً: هذا الشخص ثري، وسعيد. واشتريت الكتاب.