كثرة الشائعات وسهولة انتشارها يشيرُ إلى قلّة اكتراثنا بمصادر معلوماتنا، وعدم اهتمامنا بتمحيص ما نتبنّاه من أفكار تتحوّل، فيما بعد، إلى معتقدات قائمة بلا أساس فما تلبث أن تُهدم مع أوّل اختبار. أو -وربّما يكون هذا أخطر- لا تُختبر فتظلّ قائمة.
وفي نفس الإطار، يسهلُ علينا جدًا أن ننتقد أشياءً نحن لا نعرف عنها شيئًا أصلًا. ونحن في هذا أشبه بمراهق لا تعجبه أغاني أمّ كلثوم، ولا يكتفي بإبداء استيائه من أغانيها، بل يتمادى ويقول إنّ صوتها سيّء! وكالعادة، يكون الردّ عليه من الكبار بكلّ ثقة: عندما تكبر ستحبّها.
الأحرى بنا، قبل أن نبديَ رأينا في أيّ شيء، أو أن ننقل أيّ خبر غير معلوم المصدر، أن ننتظر حتّى نكبر، حتّى نبحث، ونفهم، ونطمئنّ أنّ لدينا من المعرفة ما يؤهلنا لإبداء هذا الرأي.