سخّر اللهُ لك وأنت لا تزال في رَحم أُمّك الغذاء، وسخّرَها لك تهتمّ لشأنك قبل وصولك إلى هذا العالَم. تخاطبك وأنت لا تردّ. تفكّر فيك نهارَها وليلَها. تحلُمُ بيوم وصولك حتّى وهي ليست نائمة.
ثمّ سخّر لكَ مَن يرعاك وأنت في مهدك.
ثمّ سخّر لك مَن يرعاك وأنت في طفولتك.
كُلُّ ذلك وأنت لا تعي بعدُ مَعنى الحياة. ولا تعرفُ هدفَك منها. ولا تفهم معنى البحث عن العَيش.
ثمّ تكبر، وتبدأ عضلاتُك بالنّموّ، ويبدأ عقلُك يتعامل مع معطيات الحياة. ثمّ تنسى كلّ ذلك، وتتوكّل على ذكائك وقدرتك. وأنت لا حول لك ولا قُوّة.
يا مسكين!
توكّل على الله الذي رعاكَ حتّى هذه اللحظة. فإنّه لا حول ولا قُوّة إلّا بالله.