بساطة البدايات

لا تلغي أثرها ولا تقلّل منه.

إذا أردتَ تعليم ابنك قراءة مؤلّفات نجيب محفوظ الكاملة، ابدأ بتعليمه حرف الألِف. وإذا أردتَ له أن يكون بطلًا أولومبيًا في الركض، ابدأ بتعليمه أن يقف ساندًا يديه على الطاولة.

بدايةُ كلّ عمل عظيم عملٌ يبدو تافهًا جدًا لا قيمة له. والحقُّ أنّ الوقوف مسنودًا على الطاولة لا قيمة كبيرة له. ولكنّه مُقدّمة للوقوف حرًّا. ومقدّمة لكلّ ما يترتّب عليه.

ومن هنا نفهم قولَه تعالَى: (ولا تتّبعوا خُطوات الشيطان) لم يقل سبحانه وتعالى ولا تتبعوا الشيطان. بل لا تتبع خُطواته! قد يستدرجك من خطوة تافهة إلى الكفر البواح!

ومن هنا نفهم أنّ خطرَ البدايات عظيم. وأنّه كما تؤدي خطوات الشيطان إلى الهلاك، فإنّ خطوة واحدة نحو الحقّ ربّما أدّت بك إلى النجاة.