السائق والمستثمر

رجل يعمل سائقًا عند أحد كبار المستثمرين في البورصة. كبرت ابنة السائق وأصبحت (عروس) واحتاج أن يجهّز لها جهاز العروس. فأخبرها بأنّه قد جمع ما يكفي من المال فتعجّبت الفتاة من أين لأبيها البسيط هذا القدر من المال؛ فجهاز العروس في هذه الأيام أصبح بمبالغ طائلة وهو يعمل سائقًا.

أخبرها الأب أنّ صاحب العمل المستثمر الماهر في البورصة كان يجري مكالمات هاتفية بطبيعة الحال وهو في الطريق. وكان السائق ينتبه إلى كلامه ويستثمر مبالغ صغيرة من المال في نفس الشركات التي يستثمر فيها صاحب المال.

استفاد هذا السائق من مهارة صاحب العمل ومن مصاحبته له. سائق ذكيّ.

نحن جميعًا في موقف يشبه موقف هذا السائق. إلّا أنّ ما سنحصل عليه بالاستثمار الصحيح لا يعوّض بأيّ شيء آخر. والفرصة واحدة لا تتكرّر. فرصة هذا العمر الذي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى. فيم نستثمره؟ وفيم نستثمر باقي الموارد؟