قرأتُ مع زوجتي قائمة الامتنان اليومية التي كنا نكتبها في بداية زواجنا. استعدنا الكثير من الذكريات المبهجة وتفاجأنا بالكثير منها، دع أنّنا وجدنا التاريخ المكتوب عام ٢٠١٧ وتساءلنا متى مرّ كلّ هذا الوقت.
كنّا قد كتبنا أيضًا مجموعةً من الأشياء التي نرغب في عملها معًا، وشطبنا على بعضها اليوم لأننا أتممناها بالفعل! وأضفنا بعض الأشياء الجديدة.
تسجيل اللحظات والأفكار أمرٌ هام جدًا نغفل عنه كثيرًا.
وأظنّ أننا نغفل عنه لأننا ننخدع بحضوره الطاغي في ذهننا في الوقت الحاضر، ولا نظنّ أننا سننساه. ولكننا دائمًا ننسى. تستطيع تجربة هذا الأمر بنفسك إذا عُدتَ لأي كرّاسة قديمة كتبتَ فيها فكرةً أو خاطرةً يومًا ما.
ونغفل أيضًا بطريقة أخرى، غير مباشرة، أنّنا نسجّل أفكارنا ولحظاتنا على Facebook مثلًا أو Twitter. فتتوه هذه اللحظات بين آلاف اللحظات الأخرى. وتكاد العودة إليها تكون مستحيلة.
كتبتُ في أول تدوينة لي هنا أنّ واحدًا من أسباب إنشاء هذه المدوّنة هي أن تكون سجلًّا أعودُ إليه لأتذكّر فيمَ كنتُ أفكّر. ولا أرى سببًا يمنعك من إنشاء مدوّنتك الخاصّة، بطريقتك.
ليس شرطًا أن تنشر ما تكتب، وليس شرطًا أن تكتب أصلًا. يمكنك إنشاء سجلّ صوتي. المهم أن تسجّل، أن تخلّد هذه الأفكار في هيئة يمكنك استعادتها لاحقًا. لتستطيع يومًا أن تقول: أخرجت دفترًا قديمًا، وتفاجأتُ بما يحتويه.