في كلّ فترة، يظهر شيءٌ ما وينتشر ويصبح حديث السّاعة، فيديو يراه كلّ الناس ويتحدّثون عنه، أو مسلسل جديد، أو شكل لقصّة الشعر، إلخ.
وللأسف، في كلّ عام، في شهر رمضان، تبدأ موضة العبادة. ففي الشهور الأخرى، يزور المسجدَ عدد قليل من المصلّين، أمّا في شهر رمضان، فلا تكاد تجد مكانًا تقف فيه. يمتلئ المسجد عن آخره بالنّاس وتمتدّ الصفوف إلى الشارع المجاور. العبادة هي هي. نفس الفريضة، فقط أنّها الآن في وقت الموضة.
صلاة الجمعة هي أمر مشابه لذلك. لأنّ صلاةَ الجمعة فيها جانب اجتماعيّ. فلا بديل عن حضور الصلاة في المسجد. لا يمكنك أن تصلّي الجمعة في بيتك. فتجد عدد المصلّين أضعاف العدد في الصلوات الأخرى.
طبعًا، ليس كلّ من يزور المسجد في رمضان يزوره اتّباعًا للموضة. بل أنا لا أقول أنّ أكثرهم يفعل ذلك عمدًا. أنا فقط أذكر ملاحظةً جديرة بالتأمّل. ويبدو لي أنّنا، قاصدين أو غير قاصدين، نضع رمضان في قالَب غير قالَبه.
رمضان مدرسة. يمكنك استغلاله كفرصة لتعويد نفسك زيارة المسجد، أو تعويد جوارحك التوقّف عن المعاصي، ولكن عليك أن تكون حذرًا وأنت تفعل ذلك. أن تتأكّد من إخلاص نيّتك. وأن تضع هدفك لما بعد رمضان. وأن تحكم على نجاحك، فقط، بنتائجك بعد رمضان، بعد زوال الموضة.