ما نزالُ نفكّرُ في الإجازة التالية، وأين سنسافر، وكيف سنستمتع. ونخطّط كثيرًا لهذا الأسبوع، حتّى يكون أسبوعًا لا يُنسى. نغترّ به لأنّه أسبوع متّصل، ولا ننتبه إلى أنّه يشغل حيّزًا لا يكاد يُذكرُ مقارنة بأعمارنا.
وعلى الجانب الآخر، نقضي يوميًا ساعتين في الطريق من وإلى العمل ولا نخطّط أبدًا كيف سنقضيها. ونقضي ساعتين في تناول الطعام ولا نفكّر فيها. ونقضي نصف ساعة مثلًا في تجهيز ملابسنا، ونصف ساعة في الترتيب للنوم، وساعة ونصف على الهاتف أو الإنترنت (هناك من يقضي تسعًا)، وطريقتُنا في تحيّة أهلنا عند الدخول والخروج من المنزل، ومثلها عشرون أو ثلاثون شيء آخر.
كلّ هذه الأشياء، مع تكرارها، تشكّل حياتَنا. حياتُنا التي نفكّر فيها وكأنّها تافهة، لا قيمة لها، لا تحتاج إلى تخطيط وتفكير واستثمار. فتجدُنا مكتئبين شاحبي اللون مقطّبي الحواجب مكفهرّي الأوجه. ننتظر الإجازة.
“الأشياء التي تقوم بها يوميًا ليست تافهة الشأن. إجازاتُك تافهة الشأن. أما كيفيّة تحضيرك لوجبات الطعام، فهذه هي حياتُك بعينها.”
جوردان بيترسُن