حين تقابل أصدقاءك وأقاربك، عمّ تتحدًثون؟ هل تقضون أكثر الوقت في سؤال: هل تذكر حين كُنّا…؟
هل كلّ كلامكم في الماضي؟ ما معنى هذا الكلام؟
النوستالجيا أصبحت موضة لأنّ الحاضر سيّء، ولا يوجد مستقبل. لأنّ ليس لدينا أشياء مثيرة تستحقّ التحدّث عنها حين نلتقي. فقط نتذكّر ما كان في الماضي.
لا أظنّ قادة العالَم وأصحاب الشركات الكبرى يتحدّثون عن الماضي حين يتقابلون. ولا أظنّ أحدًا يتقدّم في مشوار حياته يومًا بعد يوم ليس لديه ما يقوله عن الحاضر.
سمعت الدكتور مبروك عطيّة مرّة يحكي عن أحاديث والده معهم في البيت، وكيف كانوا يهتمّون بها أكثر من اهتمامهم بما يذاع على الراديو (أكثر التكنولوجيا تقدمًا وقتها)، ويقابل بين ذلك وبين ما يجري الآن في بيوتنا من اهتمام كامل تقريبًا بالتلفاز والهواتف المحمولة. ويُعزي ذلك إلى حديث أبيه المشوّق والمفيد.
فيم نتحدّث؟ عمّ نتساءل حين نلتقي؟ من الجدير بنا أن نلاحظ، ونفهم، ونتعامل مع ما نلاحظه.