وقد دفعني هذا الكره إلى البحث المستمرّ عن أشياء أستغلّ بها أوقات الانتظار، وما أكثرها!
نحن ننتظر بالسّاعات أن نصل إلى العمل، أو البيت. وننتظر بالساعات أن ينتهي الطابور الطويل في المصلحة الحكومية، أو البنك، أو المشفى، أو غيرها الكثير. وكثيرًا ما ننتظر أصدقاءنا -عديمي الإحساس- معتادي التأخّر بلا سبب… وغيرها من أوقات الانتظار.
في كلّ هذه الأوقات، أكون في أشدّ حالات التوتّر العصبي إذا لم يكن هناك ما يشغلني أو إذا أحسست أن وقتي يضيع وليس لي اختيار في الأمر أو إرادة. لا أريد أن أبدو وكأنّني أستثمر كلّ دقيقة من وقتي، فأنا لست كذلك. ولكنني أحبّ أن أقضي وقتي كما أختار أنا، حتى لو قضيته فيما لا ينفع إلا قليلًا.
المهم، أنّني توصّلتُ أنّ هناك دائمًا طريقة لاستغلال هذا الوقت وتحويله من مجرّد وقت للانتظار إلى وقت حيويّ هام في حياتك.
مثلًا، لاحظتُ مؤخّرًا أنني في عطلة نهاية الأسبوع أقضي وقتًا أقلّ في القراءة والاطّلاع والتواصل مع الناس. والسبب هو أنني أقوم بكلّ هذه الأمور وأنا في الطريق من وإلى العمل. أقرأ إذا استخدمت الباص، وأسمع برامج البودكاست إذا كنت أقود سيّارتي، وأتواصل مع الناس وأردّ على رسائلهم أيضًا وأنا في الباص، وأقوم بعمل بعض المكالمات الهامّة مثل الاطمئنان على أفراد عائلتي وغيرها. كلّ هذه الأشياء أنسى أن أقوم بها في يوم العطلة، لأنني، يوم العطلة، لا أركب الباص.
احسب عدد الساعات التي تقضيها يوميًا وأنت في حالة انتظار، ستصاب بالذهول. حاول أن تجد حلولًا ملائمةً لك كي تستغلّ هذه الأوقات. ستصاب بالذهول مرّة أخرى عندما تجد أنك تفتقد أوقات الانتظار في الأيام التي لا تخرج فيها من المنزل ولا تحتاج أن تنتظر شيئًا.