يقول طه حسين في كتاب في الشعر الجاهلي: “وعلى هذا النحو يكون تفضيل القديم، لأنّه قديم لا نراه من جهة، ولأننا ساخطون بطبعنا على الحاضر من جهة أخرى.”
وبهذه النظرة، يكون “النوستالجيا” أو الحنين إلى الماضي ليس حُبًّا في الماضي لذاتِه، وإنّما هروبًا من حاضر لا نرضاه لأنفسنا.
حين يصيبنا ذلك الحنين، ننسى آلام الماضي التي كنّا نعانيها وقتها، ونبحث فيه عن لحظات متعةٍ متوهّمة، أو على الأقلّ، مهوّلةً بعض التهويل.
عدمُ وجوده أمام أعيننا الآن يسمح لنا بوضع التفاصيل التي نريدها وحذف ما لا نريده، ونهولّ فيما نشاء ونهوّن فيما نشاء.
مَن كان سعيدًا في حاضرِه، ممتنًّا للنّعم التي يتمتّع بها، لا يصيبه مثل ذلك الحنين القويّ.
ينبغي علينا أن نعمل على تحسين حاضرنا بدلًا من اللجوء إلى الذكريات والأحلام.