نخشى الصدمة، فنختبئ خلف أسوار من حديد. لا نسمح لأحد أن يقترب منّا بقدر يسمح له بإيذائنا، إذا قرّر يومًا أن يبتعد. نحيط أنفسنا بأسوار اللامبالاة، والعزلة، والاعتماد -شبه الكلّيّ- على النّفس. نصدُّ، بشراسة، أيّ محاولة للاقتراب الحقيقيّ. نخالط من لا نهتمّ لأجلهم كثيرًا، ونصاحبهم، ونتكلّم معهم، إذا قرّرنا يومًا أن نتكلّم
هؤلاء غير مهمّين على كلّ حال. لا يستطيعون إيذاءنا برأيهم فينا أو في أفكارنا. لن نحزن لفراقهم لو فرّقتنا الأقدار.
هذا مسلكُ الخائفين، ربّما نتج هذا الخوف من أذًى أصابهم من قبل. من فقد عزيز، أو فراق حبيب، أو خسارة صديق.
لهذا، فالحبُّ شجاعة. أن تحبّ هو أن تخفض دروعك، وتسمح لشخص ما بالوصول إلى نقاط ضعفك. الحبّ تمكين الحبيب من النّفس. لأنّنا أعطيناه، بحبّنا له، القوّة ليؤذينا إذا قرر الابتعاد، أو جفا؛ إذا لم يلتزم بمقتضى الحبّ.
“الأسوار التي تمنع عنّا الحزن، تمنع عنّا السعادة أيضًا.”
— جيم رون