الشمس تشرق تلقائيًا، لكن لا تنمو الشجرة من تلقاء تفسها

التمنّي لا يحقّق الثراء. هكذا اختار نابوليون هيل عنوانًا لأحدِ كُتُبه. وعلى الرّغم من أنّنا جميعًا نعرف ذلك بداهةً، إلّا أنّنا كثيرًا ما نجد أنفسنا نتمنّى حدوث شيءٍ ما دون أن نبذل أدنى جهد في تحصيله وتحقيقه. بل إنّنا، في الحقيقة، قد نهرُبُ ممّا نتمنّى إذا شعرنا أنّه وشيك الوقوع. ولكن لقصّة الهرب هذه قصّة أخرى نحكيها في خاطرة أخرى إن شاء الله.

نتمنّى، مثلًا، أن نؤلّف كتابًا وننشره ويتمّ توزيعه بنجاح ساحق، لكن لا نكتبُ حتى خواطرنا ولا ندرّب أنفسنا على الكتابة. نتمنّى أن نخلق حملةً دعائيّة يتحدّث عنها الجميع، ونقضي أيّامنا وشهورنا في شغل أنفسنا عن التفكير الجاد في كيفية تنفيذ هذه الحملة. نتمنّى أن نحصّل درجة الامتياز في دراستنا، لكنّنا نقضي وقتنا كلّه بين الشاشات.

وهكذا، نجدُ أنّ حياتَنا تتفلّتُ من بين أصابعنا ولا نشعر بها. لأنّنا مشغولون عن العمل بالتمنّي. ثمّ نغضبُ لأنّنا كبُرنا ولم نحقّق شيئًا، ثمّ ننظر لمن هم أصغر وأنجح منّا -كما يبدو لنا- ونقارن نتائجنا بنتائجهم، فنحبط، وندّعي أنّ الكونَ ظلمنا.

“وقد استعجلت النتائج وقطف الثمار من قبل الحرث وزراعة الشجرة، أو توهَّمَت أن الفجر آتٍ بشكلٍ تلقائيٍّ لا محالة قياسًا على أن الشمس تشرق تلقائيًا كل يوم.”
فقه الثورة، د. يوسف زيدان


الشاذلي يتحدّث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *