حكى الكاتبُ الكنديّ الشهير، مالكُلم جْلادْوِل مرّة أنّنا لو كشفنا الغطاء عن نزعاتِ الإنسان، لَوَصَلَتنا صورةٌ مغايرة تمامًا للحقيقة.
للإنسان نزعات كثيرة. لكنّها نصف الحقيقة فقط. النّصفُ الآخر هو أخلاقُهُ التي يستجيب بها لهذه النزعات. دعنا نأخذُ مثالًا.
قال الكاتبُ عن نفسِه أنّ بها نزوعًا نحو العَجَلة في الكتابة. يكتب بسرعة يراها مُخِلّةً بالموضوع أحيانًا. ولكنّه يستجيب لهذه النزعة بإعادة الكتابة مرّات عديدة. فلا يكتبُ شيئًا أبدًا مرّةً واحدة ويكتفي.
لو عرفنا النزعةَ فقط لقُلنا كاتبًا متهوّرًا. ولكنّه، في الحقيقة، عكس ذلك تمامًا. لأنّه يدرك نزوعه للعَجَلة ويعوّضه بخُلُقٍ يوازنه.
النزوع طبيعيّ، حتّى لو كان نزوعًا نراه سيّئًا أو غير أخلاقيّ. ولكنّه لا يعوّل عليه في معرفة الشخصية. الأخلاقُ هي مفتاح الشخصيّة. فمَن عَوَّضَ نزعاتِه بأخلاقٍ حميدة توازنها، كان صالحًا.