تمامًا كما كانت في السنة الماضية!
باقتراب نهاية العام، اعتاد الناس التفكير في أهداف جديدة يسعون لتحقيقها أثناء العام. حماس شديد مع بداية صفحة جديدة من العمر.
لكن، دعونا نتذكّر بداية العام الماضي. ألم نعد أنفسنا بنفس الوعود؟ ألم نختر نفس هذه الأهداف “الجديدة”، وفكرنا في تنفيذها في هذه الصفحة “الجديدة”؟
ألم نخذل أنفسنا العام الماضي، والذي قبله، وما قبلهما؟
أنا لا أكتب لأوبّخك، بل لأطمئنك أنّ بإمكانك جعل هذه السنة مختلفة، ولأعلّمك ما سبب خذلانك لنفسك طوال السنين الماضية.
في عقل الإنسان عضلة تسمّى قوّة الإرادة. هذه العضلة مسؤولة عن التركيز والقيام بكلّ عمل غير اعتيادي. فحين نقرر أننا سنمارس التمارين الرياضية لمدة ساعة يوميًا، نحتاج إلى قوة الإرادة لتنفيذ هذه الفكرة. وحين نريد أن نجبر أنفسنا على النوم مبكرًا عن الموعد المعتاد، نحتاج إلى قوة الإرادة. وحين نقاوم رغبتنا في تناول هذه الحلوى اللذيذة، نحتاج إلى قوة الإرادة.
ولكن، كما يمكنك أن تخمّن، هذه القوّة محدودة. هي أشبه بالبطارية التي تنفذ ويعاد شحنها. في كلّ يوم جديد، تكون قوة الإرادة مشحونة عن آخرها، ومع كلّ قرار وعمل يتطلب تفكيرًا وتركيزًا، تُستهلك قوة الإرادة شيئًا فشيئًا. وكلما تطلب العمل مجهودًا أكبر، تطلّب كذلك كمية أكبر من قوة الإرادة. فإذا قلّت مقاومتنا له لبساطته، احتجنا إلى مخزون قليل من قوة الإرادة لتنفيذه.
الآن، في ضوء هذه المعلومات، دعنا نفكّر في أهدافنا في السنوات الماضية. كم هدفًا نحدد في كلّ عام؟ وما هي صعوبة كل هدف؟ وكم تبعد عن عاداتنا الحالية؟
ما هي معقولية تنفيذ هذه الأهداف كلّها في نفس الوقت، علمًا بأنّ قوة إرادتنا لم تعتد هذا الجهد؟
الآن، وصلنا إلى مفتاح التغيير المستدام: استهداف أعمال بسيطة تكون مقاومتنا لها ضعيفة فنستطيع الاستمرار عليها حتى تنقلب عادات لا تحتاج إلى جهد، ثمّ تكرار الأمر مع عادة جديدة.
هكذا، وهكذا فقط، يمكننا أن نجعل السنة التالية مختلفة عن السنة الماضية. وإذا أصررنا على مقاربة أهدافنا الجديدة لعامنا الجديد بنفس الطريقة القديمة، فلا عجب أن ننتهي إلى نفس النتيجة القديمة.