في ألعاب الفيديو القديمة، كان هناك عدد محدود من المحاولات. إذا لم تستطع اجتياز المرحلة التي أنت فيها الآن قبل نهاية محاولاتك (حيواتك)، فسوف تضطر لإعادة اللعبة من البداية، وتخسر كلّ التقدّم الذي أحرزته حتّى الآن. فكانت خطورة التجربة الخاطئة كبيرة.
وفي كثيرٍ من الأحيان، أشعر أننا نتعامل مع حياتنا كأنّها لعبة فيديو، فيها عدد محدود من المحاولات. وأننا إذا لم نستطع اجتياز المرحلة في هذه المحاولة، فسنكون قد خسرنا إلى الأبد؛ لأننا، على عكس لعبة الفيديو، لا نستطيع أن نعيد الزمن ونبدأ ثانيةً من نقطة الانطلاق.
غير أنّي لا أظنّ أنّ هذه هي اللعبة في الحقيقة. أظنّ أنّ لعبة الحياة تتميّز بشيئين عن هذا النوع من الألعاب. الأوّل هو أنّ بها عدد لا نهائي من المحاولات. بمعنى أنّه لن يأتي وقت -ونحن أحياء- نجد أنّه لا خيارات أمامنا، ولا يمكننا محاولة اتخاذ خطوة جديدة. دائمًا هناك محاولة إضافية متاحة، ولا تنتهي المحاولات إلا بانتهاء الحياة نفسها.
الشيء الثاني هو أنّنا عندما نخسر في محاولة لا نبدأ مرّة أخرى من نقطة الانطلاق. بل نبدأ من النقطة التي توقّفنا فيها تمامًا، مكتسبين خبرة هذه التجربة غير الموفّقة.
إذن، في لعبة الحياة، القانون هو أن تتحرّك باستمرار. بالحركة، تكتسب خبرةً إضافية، وتكتسب محاولةً إضافيّة.
في لعبة الحياة، السكون هو الموت.