قف حارسًا على بوابة العقل

حين نولد، لا يكون عقلنا الواعي قد تكوّن بعد. فقط اللاواعي. وبالتالي، نقبل أي فكرة جديدة كأنها حقيقة مباشرةً دون تحليل أو نقد أو اختيار. وكأنّ عقلنا حينها كوبًا فارغًا يقبل ما يُسكبُ فيه بلا انتهاء.

ثمّ نكبر قليلًا ويبدأ عقلنا الواعي في التشكّل. لم يعد كالكوب الفارغ، بل كمصفاة تقبلُ بعض الأفكار وترفض بعضها.

وها نحن قد كبرنا وما زالت هذه المصفاة تعمل دون كثير انتباه منّا. وربّما كان الانتباه لأيّ الأفكار نسمح لها بالدخول وأيّها التي نرفضها أهم عمل قد نقوم به؛ لأنه سيحكم حدودنا وإنجازاتنا اليوم وفي المستقبل.

غير أن لهذه المصفاة نقطة ضعف خفيّة. وهي أنها تقبل ما تكرّر من الأفكار حتى لو رفضته من قبل. كلّ ما يتكرّر باستمرار، يمُرّ.

ومن هنا، يكون دورنا في حراسة العقل هو الحرص على تكرار الأفكار التي تساعدنا فقط. وعدم تكرار الأفكار الضارّة بعقولنا.

كحارس البناء، يسمح فقط لمن يعرف من السكّان بالدخول. وكلّ من يشكل تهديدًا لن يمرّ.