كنتُ أقرأ في الجزء الثاني من سيرة “رِتشارد برَنسِن” مؤسس العلامة التجارية “ڤِرجِن” وكان يحكي كيف حاول إيقاف الحرب بين الولايات المتّحدة الأمريكية والعِراق.
اصطحب في طائرته الخاصّة “نِلسُن مَندِلّا” وحدّد موعدًا لمقابلة الرئيس صدّام حُسَين. ولكن محاولته باءت بالفشل.
أذكر أنّ دهشتي بما أقرأ كانت كبيرة. هذا الرجل الواحد كان بمقدوره إيقاف حرب بين دولتين! يصطحب في طائرته الخاصّة زعماء العالَم متّى أحبّ! قوّة عظيمة حقًّا!
هذا الرجل يستطيع تغيير العالَم! ناهيك عن أنّه غيّر العالَمَ بالفعل بما كان له من إسهامات في التّجارة والإبداع.
ثمّ فكّرتُ أنني لا أستطيع تغيير العالم بهذا الشكل، على الأقلّ في الوقت الحالي. وعلى الأرجح، أنت أيضًا لا تملك مثل هذه القوّة التي يتمتّع بها السّير رِتشَرد.
ولكن ما يزال بإمكاننا تغيير العالَم. أنا وأنت. تغيير عالمنا نحن. أو تغيير عالم شخص ما.
نستطيع التبسّم في وحه زملائنا في العمل كلّ يوم دون انقطاع. البسمة المستمرّة عُملك نادرة هذه الأيّام.
نستطيع التدرّب على حِرفتِنا حتّى نُتقنها.. ونزيد في إتقانها كلّ يوم.
نستطيع تشجيع مَن يجتهد.
نستطيع تقديرَ مَن يستحقّ.
نستطيع زيادة كفاءة بيئة العمل ١٪.
نستطيع مساعدة عائلتنا وتسهيل حياتهم ولو يومًا.
نستطيع مصالحة اثنين من أصدقائنا اختلفا على أمرٍ تافه.
نستطيع أن نكون صوتَ العقل حين نجد من حولنا عَمَتهم العاطفة.
نستطيع أن نكون مصدر عطف حين تتغلّبُ العقلانية على أحدهم.
ربّما لا نستطيع إيقاف حرب بين دولتين. ولكن ما زال بإمكاننا -بكلّ تأكيد- تغيير العالَم.