تعلّمُنا الشركاتاك في كلّ معانلةٍ وَوَعد يعدوه لنا أنّ ما لم يوثّق لم يحدث.
هل وعدك الموظّف باستلام الأوراق خلال أسبوع؟ أين ما يُثبت ذلك؟ هذه معلومات غير صحيحة. يجب أنّه كان يقصد شيئًا آخر. ويتنصّل الموظّفُ ذاته من كلامه ويعتذر لك بأي عذر واه، ويقول مستنكرًا: ماذا أفعل؟ مرّ علينا في الأسبوع المقبل.
وهكذا كلّ تعامل وكلّ وَعد يخرج من أفواههم وتضمر قلوبهم عدم الوفاء به.
هل تقرأ هذا الكلام وتحرّك شفتيك استياءً واشمئزازًا؟ ماذا عن الأفراد إذًا؟
كم مرّةً وعدك صديقك بالحضور في موعد ما، وتأخر؟
كم مرّةً قال لك: نريد أن نجتمع، وفاتت الشهور ولم تجتمعا بعد؟كم مرّة قلت له نفس الكلام؟
كلام. مجرّدُ كلام. لا يسمن ولا يغني من جوع. لا قيمة له.
بالله عليك، مَن لم تكن لكلمته قيمة، فكيف يتعامل مع البشر؟ بالكذب والخداع؟ هل عليّ أن أخمّن في كلّ مرّة إن كان صادقًا أم كاذبًا كالعادة؟ كيف تكون هذه العَلاقة؟
لستُ أكتب شاكيًا، ولا قاضيًا، وإنّما أكتبُ لمَن اعتاد أن تكون كلمته واحدة ثمّ زَلّ لأنه يتعامل دومًا مع مهرّجين. اصمد. أنت على حقّ.
فلتكن كلمتُك سيف على رقبتك. تجاهد في سبيل الوفاء بها. ولا يمنعك عن ذلك سوى ما لا سبيل إلى دفعِه.
وليكن شعارنا دائمًا: إذا تكلمتُ، سأفي. سواء وُثّق ما قلتُ أو لَم يوثّق.