أشرتُ إلى موضوع “التفهّم” سابقًا، ولكنّني أرى أنّ بعض التوضيح فيه سيفيد.
قلنا أنّ التفهّم لموقف شخصٍ ما هو أن ترى الأمر من زاويته. وقلنا أيضًا أنّه لا يتطلّب منك أن تعترف بهذه الزاوية أو تقتنع بها، أو تعتقد في صحّتها. ولكن فقط أن تتفهّم أنّ هناك رأي آخر مخالفٌ لرأيك وتستطيع تحليل هذا الرأي وإدراكه.
وأظنّ أنّ أهميّة التفهّم تكمن في مجالات التعامل التي، بدونه، لا يمكن أن تفتح لك. فبالتفهّم فقط يمكن أن تتعامل مع الموقف بشكل حكيم لا يغضب الطرف الآخر. أو، باختصار، بالتفهّم فقط يمكن أن تضع الشخص الآخر في الحسبان. وبدونه، أنت لا تحسب إلّا حساب نفسك.
ومن البديهيّ، أنّك، إن كنت لا تحسب إلا حساب نفسك، فلن تستطيع حلّ شيء. ومما يجب علينا الاعتراف به أيضًا أنّه لا أحد منا يملك الحقّ المطلق أو الحقيقة الكاملة، وأنّه ربّما كنّا مخطئين فيما نرى. وإذا سلّمنا بهذَين، لا غناء لنا عن مجاهدة الغرور، والمحاولة بإخلاص لأن نتفهّم الآخر.