رُوحُ النّشيد

أخرج لنا المطرب المبدعُ محمّد محسن مؤخّرًا نشيدَ مصر الوطنيّ القديم في ثوب جديد بديع، بصوته العذب الهادئ. ولا أشكّ أنّني قد سمعته عشرات المرّات المتتالية! ولا يسعني حين أسمعه إلّا أن أُقارن بينه وبين نشيد مصر الحاليّ، بلادي بلادي بلادي.

ثمّ إذا أنعمت النظر في النشيدَين، لم تستعجب ما نمرّ به من التواكل العام. ففي نشيد الرّافعيّ، تعلو البلادُ بهمّة أبنائها وجهودهم وروح التضحية والفداء. أمّا جوهر نشيد القاضي فهو أنّ مصر جميلة لا أكثر.

يتغنّى القاضي في جمال مصر ونيلها وعطائها. ولا يذكر شيئًا عن عمل أبنائها إلّا في نهاية النشيد الذي لا يعرفها أحد، لأنّه تمّ اختصارها!

بينما يبدأ الرّافعيّ نشيدَه بأنّ ابن مصر فداء لها، يمدّ لها يد العَون متى ما احتاجت إليها. وتستمرّ نغمة النشيد الحماسية بجوهر رسالتها الذي يحثّ على العمل والجهاد وبناء الوطن.

نشيد القاضي نشيد رومانسيّ. ونشيد الرّافعيّ نشيد عمليّ شديد اللهجة.

فلا عجب، إذا ما كانت الرومانسية شعار بلادنا، أن نعيش كما نعيش الآن.


هامش: أطلقتُ اليوم موقعًا جديدًا لمحبّي قراءة الكتب الإنجليزية غير التخييليّة ليساعد على مضاعفة ما نتعلّمه منها بطريقة مبتكرة، وفعّالة، بالاجتماع مع قُرّاء أمثالنا من مختلف دول العالم. اضغط هنا إذا أردتَ أن تلقيَ نظرة. عسى أن تكون خطوةً نعلو بها معًا، ونُعلي أوطاننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *