العِلمُ حُجّة على العالِم

قلّما تكون مشكلتنا عدم معرفة التصرّف الصحيح. المشكلة هي أن نتصرّف وفقًا لما نعرفه، أن نتغلّب على الهوى، وعلى حميّة اللحظة.

المشكلة تكمن في ضعف الإرادة، والاستسلام للعاطفة.

كلّنا نعرف، إن لم يكن بالتجربة، فبالعقل والمنطق، أنّ الأفضل حين نغضب أن نسكت؛ وأننا لو تكلّمنا سنندم على ما نقوله لاحقًا. ولكننا نتكلّم.

كلّنا نعرف أنّ العمل خير من الكسل، ولكنّنا، إذا أُعطينا الفرصة، نتكاسل.

كلّنا نعرف أنّ الصلاةَ خيرٌ من النوم. لكنّنا ننام عن الصلاة، وقد نتجاهلها تمامًا.

نحن نعرف. أنت تعرف. المعرفة وحدها لا قيمة لها. بل إنّي أظنّ أنّ الجاهل يفضُل العالِم الذي لم ينفعه علمه. فعلى الأقلّ الجاهل معذور بجهله!

فما عُذرنا نحن العارفين؟

العِلمُ حُجّة على العالِم قراءة المزيد »

طفولة الكبار عند الرأي والحوار

قد يخطئ فهمَنا المقرّبون منّا أحيانًا، فيؤذينا هذا الخطأ، وقد يجرح مشاعرنا. ولكن، لو تأمّلنا، لوجدنا هذا الأذى طفوليًا على نحو ما؛ لأنّه يعني ضمنيًا عدّة أمور، أبرزها:

أولًا، أنّنا نفترض أنّ الأصل في الأمر أن يفهمَ النّاس ما نقصده كما نقصده، وكما نراه من وجهة نظرنا. وهذا محال؛ لأنّ لكلٍّ منّا عدسة يرى بها الأشياء. وليست هناك عدستان متطابقتان.

ثانيًا، أنّنا بشكل من الأشكال، نحاول أن نحجر على حقّ الطرف الآخر في التعبير وفي الفهم. فلو كنّا سنشعر بالأذى في كلّ مرّة تُفهم فيها مقاصدنا على غير ما هي عليه، قد يتجنّب الطرف الآخر أن يكشف لنا عن فهمه وعمّا يدور في خلده؛ خوفًا علينا من ذلك الشعور.

ثالثًا، أنّنا نهمل احتماليّة أن يخوننا التعبير فنرسل رسالةً غير التي نقصدها أصلًا. بمعنى أن تُفهم رسالتنا كما ينبغي أن تُفهم الرسالة، ولكن أن تكون الرسالة ذاتها ليست كما نريد. فلا لَوم على من فهم كلامَنا على نحوه بأيّ شكل من الأشكال.

رابعًا: أنّنا لا نقدّر المناقشة والأعمال حقّ قدرها. فقد يتغيّر الفهم الخاطئ بالمناقشة العادلة الهادئة، أو بإثبات العكس عن طريق الأعمال التي تعاكس الفكرة الخاطئة. ولكنّنا كثيرًا ما نلجأ إلى نوع من الابتزاز العاطفي، وهو أن نحزن، ونرجو أن يعطف علينا الطرف الآخر ويتراجع، حتى ينجلي عنّا الحزن!

كلّ هذه الأشياء، وغيرها من الحيودات (التحيّزات) التي قلّما ننتبه إليها، تؤثّر على تفاعلاتنا مع الناس. وينبغي أن نراقب أنفسنا، كيف نتعامل مع الناس، وخاصّة، مع المقرّبين لنا بشكل ناضج.

طفولة الكبار عند الرأي والحوار قراءة المزيد »

إشارة (٤٢)

كلّ عمل تقوم به مع عدم ميلك إليه يقوّي من إرادتك ويكسبها عادة العزم.

وكلّ عمل تعزم عليه، ولا تقوم به، يضعف إرادتك، ويكسبها عادة الكسل.

وضعيف الإرادة لا يستطيع سوى أن يتقهقر.

إشارة (٤٢) قراءة المزيد »

الحياة ليست خطّيّة

احسب العشر سنوات القادمة من حياتك. ما هو مقدار ثروتك الذي تتوقّعه؟

لو كنت مثلي في العشرينات من عمرك، فعلى الأرجح، ما ستحسبه وفقًا لدخلك الحالي ومصروفاتك الحالية لن يكفي لشراء سيّارة. أمر مؤسف، أليس كذلك؟ إن كنت لن تستطيع أن تشتري سيارة، ماذا عن البيت، ومدارس الأطفال، وما لا نتوقّعه من صروف الدهر؟!

لكن، لا تقلق. أنا لا أكتب هنا لأسبّب لك الاكتئاب، أو أفقدك الأمل. ولكنني أظنّ أنّ حساباتنا هذه هي التي تسبب الكثير من حالات الاكتئاب، وفقد الأمل.

لنعد عشر سنين إلى الوراء، ونعيد حساباتنا من تلك النقطة. كم كان لدينا من دخل حينها؟ وكم كانت مصروفاتنا؟ هل يمكن أن نحسب دخلنا بعد عشر سنوات (دخلنا الحالي) من دخلنا في ذلك الوقت الذي غالبًا ما كنّا نتقاضاه مصروفًا أسبوعيًا من الأهل؟ سذاجة الأمر واضحة الآن.

ما زلنا نحسب بنفس السذاجة، ولكنّنا نظنّ أنّنا كبرنا وفهمنا. الحياة ليست خطّيّة، بمعنى أنّ النموّ ليس ثابت المقدار مع الزمن. بل هي أُسّيّة، فيها قفزات سريعة جدًا، لا يمكننا أن نتنبّأ بها بتفكيرنا الخطّيّ. ولو فكّر كلٌّ منّا في حياته الشخصية، وحياة المقرّبين منه، لما استطاع أن يهمل هذه الحقيقة التي تحدّق به كما الشمس في نهار الصيف.

لا تهتمّ بالحسابات المستقبليّة البعيدة، فأنت لا تدري شيئًا عن المنحنى الذي تسير عليه. واكتفِ بحساب الأزمنة القصيرة فقط وتدبير ما كان منها في حكم المضارع.

الحياة ليست خطّيّة قراءة المزيد »

هل أتقنته؟

الشوارع مليئة بحُفَر، ومطبّات غير مستوية، وانحرافات غير ضروريّة. لا يخفى على أحد أنّ الشارع الذي نسير عليه يوميًا عبارة عن سلسلة من غياب الإتقان. بدءًا من العامل إلى المشرف العام.

في صفحة الإهداء، مكتوب :هذا كاتب إلى . . . والصواب: هذا كتاب إلى. كيف لم تُلحظ قبل الطباعة في صفحة من سطرَين؟ غياب الإتقان.

تلتقِط عبوّة عصير من السوق، فلا تجد الماصّة (الشفّاط). أين ذهبت؟ غابت مع الإتقان!

تستلم قميصك من المغسلة، وتضطر أن تكويه قبل ارتدائه. لأنّه لم يُكو جيّدًا أوّل مرّة.

حسنًا .. هذه الأعمال التي يقوم بها الآخرون، غائبو الضمير .. ماذا عن آخر خمسة أعمال قمنا بها اليوم؟ كم منها كان مُتقنًا؟

 

هل أتقنته؟ قراءة المزيد »

العادات تتسرّب إلينا دون أن نشعر

تتغيّرُ عاداتُنا شيئًا فشيئًا، ببطء، نقوم بتصرّفٍ محدد بدون أن نعيره الكثير من الانتباه أوَّل الأمر.

ثمّ يتكرر نفس التصرف عندما تكون الظروف ملائمة له. ثمّ يتحوّل، مرّةً بعد مرّة، إلى عادة.

كأنّ العادة لصٌّ ماكر ، يتسرّب دون أن يحدث صوتًا لكي لا ينتبه إليه أحد، حتّى يتمكّن. لكن، بالطبع، ليس للعادة قصد معيّن أو نيّة. هي فقط تتكوّن عندما يتكرر التصرّف في نفس الظروف مع تكرّر الميل إليه والرغبة فيه.

ينبغي علينا، إذن، أن ننتبه لأفعالنا المتكرّرة، ونرى ما إذا كانت مفيدةً أم لا قبل أن نستمرّ في تكرارها.

هل تُقرّبنا مما نريد؟ هل تبُعدنا عمّا نريد؟ هذا هو السؤال.

العادات تتسرّب إلينا دون أن نشعر قراءة المزيد »

المجهول مجهول

فلا تظنّ أنّك تعرفه أو أنّه يمكنك أن تتوقّعه بدقّة.

من مشكلاتنا أنّنا كثيرًا ما نركَنُ إلى توقّعاتنا للمجهول، فتصيب مرّة، وتخيب مرّات. ومن تحيّز البشر أنّ ما أصاب منها قوّى إحساسهم بالتمكّن، وما خاب لم ينتبهوا إليه، وكأنّه لم يكن.

فانتبه لحدود علمك، وكن حذرًا في حدود المجهول، ولا تطمئنّ.

المجهول مجهول قراءة المزيد »

مشكلة الكبير والصغير

الكبير: أنا الكبير. أنا أكثر منك خبرة. أنا أفهم أكثر منك.

الصغير: أنت قديم. لا تواكب العصر. أنا أفهم أكثر.

كلاهما محقّ. لكن ليس كلّ الوقت. أحيانًا تفيد الخبرة، وأحيانًا تفيد الحداثة. علينا فقط أن نتعلّم متى نلجأ لمن.

مشكلة الكبير والصغير قراءة المزيد »

الشيطان يكمن في التفاصيل

كثيرًا ما تشغلنا التفاصيل عن النظرة العامّة لما نقوم به. نركّز على تفادي السيّارات المجاورة وزيادة السرعة وتقليل استهلاك الوقود، وننسى إلى أين نقود.

نركّز على المنتج الذي نريد إخراجه للناس، وننسى إلى من نريد أن نخرج هذا المنتج.

نركّز على كيف ردّ عليّ الزوج، أو الصديق، أو الأبّ، أو الابن، وننسى أن نفكّر فيما كان يدور في الخلفيّة عندما قال ما قال.

الإفراط في التفاصيل ينسينا الصورة الكبيرة، ينسينا السبب الأساسي وراء ما نقوم به.

الشيطان يكمن في التفاصيل قراءة المزيد »

وما أدراك ما وُسعُك؟

قلتُ لأبّي يومًا: لن أستطيع.

قال: كيف تحكم على نهاية طريق لم تبدأه بعد؟ سِر وابذل ما يسعك من الجهد، ثمّ ليكُن ما يكون.

وقد اكتشفتُ، بعد عبور ذلك الطريق، وطرق غيره أكثر وعورة، أنّني كنتُ مستهينًا بقدرتي.

وظنّي أننا بين الاستهانة الشديدة بقدرتنا فيما لا نريد، والمبالغة فيها فيما نريد.

وعسى كلٌّ منّا، يومًا ما، أن يتعلّم ألّا يتعجّل الحكم على النهاية قبل أن يبدأ المسير.

وما أدراك ما وُسعُك؟ قراءة المزيد »

للناس حياة غنيّة مثلنا

نميل إلى اختزال تصرّفات الناس في ظاهرها. كثيرًا ما نغفل عن أنّ وراء كلّ كلمة وكلّ فعل حياة كاملة، غنيّة، ومُركّبة، ولّدت هذه الكلمة أو هذا الفعل.

وقد اختُرع لفظ Sonder ليعبّر عن هذه الحالة في اللغة الإنجليزية. ولا يوجد ما يكافئه في العربية على حد علمي.

وعندما نغفل عن هذه الحقيقة، وهذا التداخل والتركيب، نحكم بسرعة على ما نرى، ويكون ردّ فعلنا، عادة، لا يتناسب مع حقيقة الأمر.

ربّما هذا الشخص متعب. ربّما هو يعاني من مرضٍ ما، أو من عقدة نفسيّة منذ الصغر. ربّما توفّي عزيز عليه مؤخرًا.

هناك احتمالات لا حصر لها.

الحلّ أن نتمهّل، ونحسن الظنّ.

للناس حياة غنيّة مثلنا قراءة المزيد »

إشارة (٤١)

كن قدوة، إمَا سيتبعوك، أو لن يتبعوك. لا يمكنك أن تفعل أفضل من ذلك.

قدّم النّصح، واجعلهم يرون ذلك في سلوكك، واتركهم. ليس عليك أكثر من ذلك.

 

إشارة (٤١) قراءة المزيد »

صدّق أو لا تصدّق

أظنّ أنّ أصعب ما نواجهه حين نحاول تغيير أنفسنا هو أن نصدّق الشخص الجديد الذي نسعى أن نكون عليه. أن نصدّق أننا نستطيع أن نكون هذا الشخص.

لا أقصد أن نؤمن بقدرتنا في أن نكون من نريد، هذا أساس مسلّم به، ولكن أن نصدّق أنفسنا حقًا. بمعنى ألّا نشعر أننا كاذبون، أو مزيّفون.

فقد اعتدنا على أنفسنا بشكل معيّن، بتصرّفات معيّنة. محاولة تغيير هذه التصرفات وهذا الشكل يسبب لنا مشكلة في الهويّة. نحن لا نصدّق أنّنا هذا الشخص الجديد. حتى لو كان شخصًا أفضل. هو لا يشبهنا.

وأظنّ أن جوهر قرار التغيير والالتزام به هو أن نختار تصديق هويّتنا الجديدة. وأن نغيّر مفهومنا عن أنفسنا، وعمّا يشبهنا.

صدّق أو لا تصدّق قراءة المزيد »

التعلّم سهل، ولكن

الصعوبة تكمن في نسيان ما تعلّمناه. في كثير من الأمور، يكون لدينا خلفيّة تعلّمناها بالفعل عن هذا الأمر. ولكي نتعلّم شيئًا جديدًا، لا بدّ لنا من التخلّص أولًا من المعرفة التي لدينا.

تمامًا كما لا يمكنك أن تملأ كوبًا ممتلئًا إلّا بعد إفراغ محتواه، لا يمكننا أن ندخل معلومات جديدة إلى عقولنا إلّا بالتخلّص من المعلومات القديمة التي تخصّ نفس الموضوع. وما أصعب أن نتخلّص ممّا ألِفنا وصدّقنا لوقت طويل!

وهنا سرّ مهارة سرعة التعلّم. هي، في حقيقتها، مهارة سرعة التخلّص من العلم القديم.

التعلّم سهل، ولكن قراءة المزيد »

ما دليلك؟

كثير من مشكلاتنا، وكثير من مواقفنا التي ندافع عنها، لو دقّقنا النظر، لوجدناها مبنيّة على ظنّ محض.

ونسينا أنّ الله قال: “إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا”

هل القصّة التي تحكيها لنفسك حقيقية فعلًا؟ ما مصادرك؟ هل لديك دليل؟

أم أنّك بنيت على ظنّ.

لا بأس أن تبني على الظنّ، فلا بدّ من ذلك في بعض الأحوال. لكن عليك أن تدرك وتقرّ بأنّه ظن. أنّك ربما تكون مخطئًا. وتتعامل معه على هذا الأساس.

ما دليلك؟ قراءة المزيد »

الحياة سلسلة من الأولويّات

من يشرع في الزواج يعرف أنّه سيحتاج أن يعطّل أشياءً كثيرة حتّى يقوم بكلّ التجهيزات.

من يبدأ مشروعًا تجاريًا جديدًا يقضي الشهور الأولَى كلّها في العمل أو مشغولًا به، حتّى يعتادَه ويستقرّ به الحال.

من له قريبٌ مريض يوقف أشغالَه أو بعضها ليزوره ويعتني به.

لا تحدّثني عن التوازن. فكلُّ خطوة نخطوها تبعدنا عن التوازن.

لا شيء اسمه التوازن بين العائلة والعمل والأصدقاء. لكلّ شيء وقته. كلٌّ حسب أولويته.

 

الحياة سلسلة من الأولويّات قراءة المزيد »

اليوم في معرض الكتاب

سمعت أحد الناشرين يقول لمن بدا وكأنّه أحد الكتّاب الذين نشروا معه كتابًا منذ عامَين: “يبدو أنّك نسيت الكتاب. الكتاب لا يحقق المبيعات المتوقّعة.”

وأتساءل أنا كيف يفكّر هذا الناشر؟ لماذا يختار المؤلّف ناشرًا أصلًا؟ أليس، في المقام الأوّل، من أجل أن يقوم ذلك الناشر بتسويق الكتاب؟ فما بالك أنّه هو من يلوم على المؤلّف أنّ التسويق ضعيف.

مع ازدياد كبير في الأعوام الأخيرة في عدد دور النشر، ورواج الكتابة كصناعة، وليس كوسيلة لنقل المعرفة والخبرات. ومع ازدياد أُسّيّ في عدد الكتب المنشورة سنويًا. ومع ضَعف المحتوى المُقدّم للقرّاء. ومع تشابه العناوين والأغلفة والتصميمات الداخلية. مع كلّ ذلك، على الكاتبَ أن يفكّر جيدًا لِمَ يكتب؟ وعلى أيّ أساس يختار الناشر الذي يتعامل معه؟

للأسف، الكثيرون جدًا من الكتّاب الشباب يضحّون بقيمة العمل الذي بذلوا فيه من أرواحهم باختيار أي ناشر يقبل بهم مهما كان ضعيفًا أو مغمورًا. آملين في أن يحالفهم الحظّ وينجح الكتاب نجاحًا باهرًا.

ثمّ تمرّ الأيّام، وينتهي المعرض. ينتهي موسم الحصاد، بلا حصاد، أو يكاد. ويكتشف الكاتب أنّه كان يجب عليه هو أن يسوّق لكتابه لأنّ ما من أحد على وجه الأرض يعرف شيئًا عن هذا الناشر. ثم يكتشف بعد ذلك بشهور عدم التزام الناشر بسداد الحقوق المالية، القليلة أصلًا، له.

فلو كان الأمر كذلك، بدون تسويق، وبدون مستحقّات، على الكاتب أن يتأمّل في هدفه من اختيار طريقة نشر الكتاب. هناك بدائل متاحة لكلّ الناس عن طريق الإنترنت. منصّة نشر شخصي تتيح لك فرصة الحصول على الربح مثل كتبنا، أو كتابة الكتاب في مدوّنات، أو نشره كاملًا بالمجّان. هناك طرق كثيرة، لكن، قبل اختيار الطريقة، عليك أن تختار الهدف من النشر.

اليوم في معرض الكتاب قراءة المزيد »

نحن لا نختلف عن الآخرين

شعورنا الدائم بالأفضلية؛ شعورنا أننا استثنائيون، أننا لسنا من الجماهير، لسنا ككلّ الناس، قد يجعلنا لا ننتبه للأخطاء التي نقوم بها. أو قد يجعلنا نُقدم بلا استعداد، ونندفع بدون تجهيز المكابح.

ومع وجود المايكروفون بين أناملنا جميعًا، يزداد هذا الشعور بالأفضليّة. ويتغذّى على كل تعليق ومشاركة وعلامة إعجاب نحصل عليها من الإنترنت.

والعجب فعلًا أن يشعر كلّ واحدٍ أنّه الاستثناء، فأين الجماهير إذَن؟

نحتاج أن ننظر إلى الأرقام، وندرك أنّ أغلب الظنّ أننا ضمن الجمهور، ضمن العوام. ربّما يكون لدينا مزيّة ما في جانب ما تجعلنا استثنائيين في هذا الجانب. لكن، حتى لو صحّ هذا، واستطعت أن تكتشف مزيّتك تلك، فما زلت من الجماهير في كلّ الجوانب الأخرى.

بقليل من التركيز، والتأمّل، سنجد أنّنا، في النهاية، لا نختلف كثيرًا عن الآخرين في كثيرٍ من الأمور.

نحن لا نختلف عن الآخرين قراءة المزيد »

إشارة (٤٠)

كثيرًا ما نعطي أنفسنا أكثر مما نستحقّ. وكثيرًا ما نقلّل من الآخرين.

وجدير بنا أن ننتبه لهذا التحيّز. لا أقول أن نتغلّب عليه في جميع الأحيان، فهذا صعب. فقط أن ندرك وجوده ما استطعنا، لعلّنا نتواضع قليلًا.

إشارة (٤٠) قراءة المزيد »

إشارة (٣٩)

الناس لا يريدون ما تريد. هم يريدون ما يريدون.

إذا أردت أن تؤثر فيهم، لا تحاول تغيير ما يريدون أو إقناعهم أن يريدوا شيئًا آخر. لهم ابحث عن طريقة جديدة ليحققوا ما يريدون.

إشارة (٣٩) قراءة المزيد »

إشارة (٣٨)

ليس لمدى الرؤية علاقة بخصائص الشخصيّة. فعامل السفينة الذي يقف أعلى الصاري يرى أبعد من القبطان. وهذا عامل، وذاك قبطان.

لا شكّ أنّ القبطان لو صعد الصاري لفهم ممّا يرى أكثر ممّا يفهم العامل. ولكنّه لن يرى أصلًا ما دام لا يخرج من غرفة التحكّم.

والغرور كلّ الغرور، أن يظنّ القبطان في نفسه رؤية أبعد، فقط لأنّه القبطان.

إشارة (٣٨) قراءة المزيد »

رأيُنا دائمًا مشوّش

نحن فقط لا ننتبه لهذا الأمر في كثير من الأحيان.

رأيُنا مشوّش بأهوائنا، وبمن نجالسهم، وبكثير من الأشياء على المستوى اللاواعي مثل كتاب قرأناه منذ زمن ونسيناه، أو فيلمًا شاهدناه، أو موقفًا عبرنا أمامه ولم ننتبه له كثيرًا.

رأيُ غيرنا مشوّش أيضًا.

لا بدّ أن رأيَك يعجبك. إنّه رأيك، أليس كذلك؟

ولكن من الغرور أن تثق به ثقةً تامّة. أن تظنّ أنّه لا رأي غيره.

ربّما من حقّك أن ترجّح رأيَك في بعض الأحيان. ولكن إذا وجدتَ الكثير من المعارضة من أُناس هم أهل للثّقة، لا تغلق باب عقلك، تراجع خطوتين للوراء وأفسح لهم المجال. وفكّر فيما بنيت عليه رأيك، وانتبه لهواك ما استطعت، ثمّ اتّخذ القرار.

ولا أنسى أبدًا قولَ الشاعر الحكيم

إذا احتار أمرك في معنيَين
ولم تدرِ أيّما الخطا والصوابُ
فخالف هواك فإنّ الهوى
يقود النفوسَ إلى ما يعابُ

رأيُنا دائمًا مشوّش قراءة المزيد »

لكي تحافظ على من تحبّ

إذا لم يقضِ الناس وقتًا ممتعًا معك، لن يقضوا وقتًا طويلًا معك ما لم يضطروا لذلك. فإذا كنت ترغب في صحبتهم طويلًا، وفّر لهم المزيد من الرعاية والاهتمام.

تعلّم الأشياء التي تستهويهم لتستطيع أن تحدّثهم عنها. راقب حركات أجسادهم لتفهم حين يملّون من الحديث أو حين يشغلهم طارئ ما. أنصت جيّدًا لما يقولون، وانتبه لما وراء الكلام. أشعرهم بيقظتك وأنت معهم، وحبّك لهم، واستمتاعك بمجالستهم. أكثِر الثناء الصادق عليهم. واجزل لهم العطاء. هادهم بما يحبّون.

إذا لم تتوفّر على الأقلّ بعض من هذه الأشياء فيمن تجالسه، هل ستحبّ مجالسته؟

لكي تحافظ على من تحبّ قراءة المزيد »

اصدُق مع نفسك

لا يمكنك أن تغيّر شيئًا لا تراه.

ولا يمكنك أن تراه وأنت تدفنه تحت الخوف.

ولا يمكنك أن تكشف عنه غطاءه ما لم تعترف بوجوده تحت الغطاء.

أعظم هديّة تهديها لنفسك هي أن تَصدُقَها. أن تعرف مشاعرك العميقة، وتعترف بها، وتتصالح معها؛ لا يمكنك أن تغيّرها بالتحارب معها.

الاختباء جُبن.

الاستسلام جُبن.

فَقدُ الأمَل جُبن.

اصدُق مع نفسك قراءة المزيد »

نحن نعذّب أنفسنا

ما هي الفكرة التي تتردّد في رأسك اليوم؟ هل هي شيء يخيفك؟ أم شيء يملؤك بالرجاء؟

أكاد أجزم أنّ أكثر الأفكار التي ترد على ذهن معظم الناس هي أفكار يشفقون منها ولا يرجونها، ومع ذلك، يفكّرون فيها طوال الوقت.

ويظنّ أكثرنا أنّ هذه الأفكار جبرية لا اختيار له فيها. “أنا لا أريد أن أفكّر في هذا الأمر ولكن الأمر ليس بيدي.” هكذا نفكّر. في الواقع، إنّ الأمر بيدك. وأنا أعرف كيف تمنع نفسك عمدًا من التفكير فيما لا تريد. الأمر ليس سرًّا، ولا سحرًا.

أولًا: امتنع عن كلّ ما يذكّرك به. اقطع الصلات المرئيّة كلّها بينك وبينه.

ثانيًا: ازرع أفكارًا أخرى تريد أن تفكّر فيها. (الأفكار لا تختفي، فقط تُستبدلُ بغيرها)

ثالثًا: كوّن صلات مرئيّة بينك وبين الفكرة الجديدة حتّى تلحّ عليك في أن تفكّر فيها.

مبروك، لقد سيطرتَ على أفكارك.

نحن نعذّب أنفسنا قراءة المزيد »

هناك ثمن

لكلّ شيء ثمن.

إذا أردت أن تكون الوحيد بين أصدقائك الذي لا يُشتم، هناك ثمن. عليك أن تكون صارمًا مع من يشتمك، وعليك أن تكون مستعدًا لقطع اتصالك بواحد أو اثنين ممّن لن يقبلوا الوضع الجديد.

إذا أردت أن تضع حدًا لاستغلال مديرك في العمل، عليك أن تكون مستعدًا لمواجهة صارمة معه عن مهامك وحقوقك قد يترتّب عليها فصلك عن العمل، وقد لا يحصل.

إذا أردت الالتزام بوعد قطعته لأسرتك بقضاء يوم الإجازة معهم، عليك أن ترفض عرض صديقك للسّهر خارج المنزل في عطلة نهاية الأسبوع.

إذا لم تكن متسعدًا لدفع الثمن، ستكون واحدًا من الكثيرين الساخطين على حالهم ولا يحرّكون ساكنًا.

هناك ثمن قراءة المزيد »

فخّ الاستهانة بالتغيير البسيط

نحن نعاني من هذا الأمر كثيرًا. وأزعم أن الاستهانة باليسير من التغيير سبب رئيسيّ في حالة الإحباط المنتشرة بيننا في هذه الأيّام. وسأضرب مثالًا، وبالمثال يتضح المقال.

من المشاكل المعروفة في الشركات متعددة الطوابق مشكلة الزحام في المصاعد، وطول وقت الانتظار أمام المصعد ووقت الرحلات بين الطوابق. قامت شركة تيليبيرفورمانس ببناء زحلوقة (وهي الكلمة العربيّة الفصيحة لزوحليقة العامّيّة) حتّى يستخدمها الموظّفون في النزول سريعًا من الطوابق العليا، مخفّفين بذلك الضغط على المصاعد شيئًا ما.

انتشرت القصّة لغرابتها في مصر وحكيت عنها لبعض معارفي. وكان الردّ الأشهر الذي سمعته: ولكن كيف سيصعد الناس إذن؟ مازالت المشكلة موجودة.

لم ينظر أولئك لفكرة أنّ الشركة نفّذت حلًّا مبتكرًا للإسهام في حلّ المشكلة جزئيًّا. نظروا مباشرةً للجزء الذي لم يتمّ حلّه بعد. واستهانوا بالأمر كأنّما لم يحدث فرقًا.

تمامًا كما استاء المعلّمون في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنّي بعد صدور نظام التعليم الجديد واشتكَوا أنّ الوزير لم يحلّ بعد مشكلة المعلّم. واستغلّوا هذا في مهاجمة النظام الجديد. أليست تلك نقرة أخرى؟ أليس النظام الجديد خطوة جديرة بالاحترام في طريق طويل لا يبدو أنّ له نهاية؟

نحن أيضًا قساة بنفس الطريقة مع أنفسنا. عندما نحاول أن نغيّر كلّ شيء دفعة واحدة، فنجد أنّنا عاجزون عن ذلك لضخامة الحِمل، فنستسلم، ونستخفّ بقدراتنا، ونقنع أنفسنا أنّنا لا قيمة لنا، وأنّنا لن ننفع العالَم بشيء أبدًا.

هذه نظرة خطيرة وقصيرة المدى للتغيير. وجهل بقدراتنا التي من الممكن أن تنكشف لنا بالسعي المبدأي في الخطوات الصغيرة الأولى.

فانتبه.

فخّ الاستهانة بالتغيير البسيط قراءة المزيد »

لا شيء يسير حسب الخطّة المرسومة

لذلك، من لا يتحلّ بالمرونة فقد خسر. عليك أن تستعدّ للتغيير في كلّ لحظة. وأن تنتبه متى يكون التغيير واجبًا.

حتّى الشمس يتغيّر موعد شروقها وغروبها كلّ يوم.

لا شيء يسير حسب الخطّة المرسومة قراءة المزيد »

إشارة (٣٦)

أحيانًا نُثقلُ على الناس في النصيحة، مستعجلين تنفيذهم لها. لاحظتُ أنني أقوم بذلك كثيرًا عندما أرشّح لأحدٍ شخصًا يتابعه أو كتابًا يقرأه أو فيلمًا يشاهده … إلخ.

صحيح أننا نتحمّس لمن نحبّ مشاهدته أو القراءة له. لكن كذلك من نكلّمهم متحمّسون لأشياء أخرى، ولديهم خطط مستقرّة، قد يربكها ما نسألهم تنفيذه.

علينا أن نحترم خطتهم. وألّا ننسى أننا لهم ناصحون، لا آمرون. ومن ظنّ أنّه آمرٌ شخصًا راشدًا فقد غرّته نفسه.

إشارة (٣٦) قراءة المزيد »

إشارة (٣٥)

في الأيام التي يطول فيها الزمن، كمناسبات الفرح والحزن،فرصة للانغماس بالكامل في شعور معيّن. وفرصة للتأمل، والتعلّم.

لا تنس أن تتزود بالوقود في تلك المحطات.

 

إشارة (٣٥) قراءة المزيد »

إشارة (٣٤)

الزمن لا يُقاس بالوقت الذي يمرّ، بل بالمشاعر. فلا تستهِن بمشاعر أحد لأنّها نمت في وقت قصير. ففي حساب الزمن، هذا الوقت القصير دهور.

لنَقدُر كلّ موقف حسب زمن صاحبه. وليس حسب زمننا نحن.

إشارة (٣٤) قراءة المزيد »

إشارة (٣٣)

اختبار بسيط لأي اعتقاد أو تصرّف: هل يجعل قابليّتك للتعارف مع الناس أكبر أم أصغر؟ قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: ١٣.

وبالتالي، كلّ ما يسهم في الفصل بينك وبين الآخر باطل. وكلّ ما يقرّب بينك وبينه حقّ.


*فكرة مقتبسة من برنامج خطوات الشيطان

إشارة (٣٣) قراءة المزيد »

الحياة سلسلة من المستحيلات تتحقق

هل كنت تظنّ أن ما أنت فيه الآن ممكن؟

لو فكّرنا قليلًا في حياتنا ونظرنا إلى ما نحن فيه الآن وما كنّا فيه قبل سنوات لما صدّقنا. نحن فقط تعوّدنا.

بمقياس جماعيّ، لم يكن أجدادنا ليحلموا، أو حتّى يتخيّلوا، ما لدينا من وسائل للاتصالات والمواصلات الآن.

وبمقياس فرديّ، لا بدّ أنّك في يومٍ ما، نظرت إلى الجهاز الذي تقرأ منه الآن من بعيد بعينٍ متمنّية. الآن أنت تملكه. لا بدّ أنّ زوجتك كانت حُلمًا بعيد المنال. لم تتخيّل، في بداية معرفتك بها، عندما كنت تخجل أن تسألها عن اسمها، أنّها ستكون زوجتك يومًا ما.

كلّ ما في واقعنا الحاضر، تقريبًا، كان مستحيلًا يومًا ما.

ما الذي يمنعنا، إذن، من السعي نحو المستحيل؟ أليس مستحيلًا فقط حتّى يتحقّق؟!

الحياة سلسلة من المستحيلات تتحقق قراءة المزيد »

التحرّر من القيد

عندما نتحرر من قيدٍ ما، نندفع بقوّة. كأننا نحاول الانتقام. كأننا لا نصدّق أننا أحرار الآن، ونريد أن نثبت لأنفسنا ذلك بالانطلاق بأقصى سرعة في جميع الاتجاهات. ونتعجّل البحث عن الفرص البديلة.

الفتاة التي يتركها من تحبّ تعلن خطبتها بعد أسبوع واحد من الرجل الذي كان يطاردها منذ شهور بلا جدوى. وذلك الرجل الذي ترك عمله يحاول الاشتراك في عدّة مشاريع في نفس الوقت… إلخ.

ربّما علينا أن نتريّث قليلًا؛ خاصّة بعد التحرّر من القيد الذي كان يكبح جموحنا. أن ننظر حولنا مليًّا، وننظر داخل أنفسنا. أن نبحث عن الإجابة الأنسب، وليس فقط عن أي إجابة متاحة. أن ننظر أيضًا إلى الخلف ونحلّل الأسباب ونفهم المقدّمات التي أدّت إلى هذه النتائج.

وربّما يكون انطلاقنا الجامح، في الحقيقة، هروبًا من هذا التفكير، ومن البحث، ومن الفهم.

التحرّر من القيد قراءة المزيد »

لكي لا تنسى

كثيرًا ما تطرأ على بالي فكرة تعجبني أقرّر أن تكون هي الفكرة التي سأكتب عنها اليوم. وكثيرًا ما أنسى هذه الفكرة قبل أوان الكتابة.

أحاول عادةً أن أحتفظ بها في شكل تسجيل صوتي صغير أو قصاصة ورقيّة أو كمسوّدة في المدوّنة نفسها أو كملاحظة على الهاتف. وأحيانًا أكون في وضع لا يسمح لي بتسجيل الفكرة.

اليوم، نسيت فكرة المقال الذي أردتُ أن أكتب عنها. فأحببتُ أن أشير إلى أهمية تسجيل كلّ ملاحظة هامة تخطر ببالنا. فهي أشياء ثمينة لا ينبغي أن نفقدها.

وغدًا، إن شاء الله، نكتب فكرةً جديدة.

لكي لا تنسى قراءة المزيد »

تبادل الأدوار

في المسلسل الأمريكي Suits، يجد البطل مديرتَه في العمل تعامله بقسوة في إحدى الحلقات ولا تسمح له بمناقشتها في القرار الذي اتّخذته. بعد قليل، وفي نفس الحلقة، نجد البطل يقسو على تلميذه في العمل ولا يسمح له بمناقشته في القرار الذي اتّخذه.

يسهل على المشاهد من بعيد أن يلتقط مثل هذه اللحظات ويقارن بينها ويلاحظ أنّ البطل الذي كره أسلوب مديرته يعامل تلميذه بنفس الأسلوب. ويتكرّر ما يشابه هذا الموقف كثيرًا في المسلسل.

ويتكرّر كثيرًا في الواقع الذي نعيشه أيضًا. ولكنّنا، كأبطال المسلسل، لا نشعر بما نقوم به. نلعب أدوارًا لا تعجبنا عندما نشاهدها من بعيد أو نتعرّض لها من شخص آخر.

يعجبني أن أفكّر في نفسي كلّما تعرّضت لموقف لا يعجبني مع أيّ شخص؛ هل قمتُ بهذا الأمر من قبل مع غيري؟ وقد لاحظتُ أنّ النتيجة، غالبًا، تكون ضدّي!

تبادل الأدوار قراءة المزيد »

ماذا ستفعل الآن؟

في كلّ لحظة، هناك الكثير من الخيارات التي يمكنك أن تنفق وقتك عليها. دعني أصنّف الخيارات كلّها صنفين، صنف اللهو، وصنف صناعة المجد. في أيّ جهة ستنفق وقتك؟ بمعنى آخر، هل ستنفقه في شيء ذي معنى، وله غاية تسعى إليها؟

الوقت والمال يمكن إنفاقهما. المال الذي أنفقته قد يعود إليك. الوقت الذي تنفقه لن يعود أبدًا.

فماذا ستفعل الآن؟

لا تتسرّع في الإجابة.

ماذا ستفعل الآن؟ قراءة المزيد »

المسافة بين الفعل ورد الفعل

من البديهي أنّك لا تستطيع التحكّم في الظروف. ولكن لك حريّة مطلقة في اختيار ردّ فعلك على هذه الظروف.

المساحة بين الفعل وردّ الفعل هي الميزة الأساسيّة للإنسان.

نعم، معك حقّ. هذا كلام مُعاد ومكرّر. ولكن، برغم ذلك، لا أزال أقابل يوميًا من يشكو أنّه مجبرٌ على كذا وكذا.

لستَ مُجبرًا. كن صادقًا. قل: أنا اخترت كذا. ثمّ احكِ لنفسك وللناس قصّتك كيف اخترت، ولم اخترت. لكن لا تقل أنا مجبر.

ابدأ بالاعتراف: أنا اخترت.

المسافة بين الفعل ورد الفعل قراءة المزيد »

ماذا لو لم تفعل؟

“ولكن، ماذا لو لم تفعل؟”

هذا هو السؤال السحري الذي يمكنك، بالإجابة عليه، أن تُقيم الحُجّةَ على نفسك. أن تتأكّد من أنّ الخيار لك، والقرار بيدك. أن تدرك عاقبة الفعل، وعاقبة الترك.

هذا السؤال السحري هو الذي يؤكّد لك حرّيّتك، والتي بالضرورة تصاحبها مسؤوليّتك.

ماذا لو لم تفعل؟ قراءة المزيد »

إشارة (٣٢)

ليست مشكلة المسير بلا هدف أنّك لن تصل أبدًا. المشكلة هي أنّك لن تشعر أبدًا بالتقدّم.

ومن يسير طويلًا ولا يشعر بالتقدّم، يبدأ بالموت تدريجيًا.

إشارة (٣٢) قراءة المزيد »

إشارة (٣١)

مع بداية عام جديد، من المناسب أن نسأل أنفسنا: كم عامًا مرّ على الحُلم الذي يراودنا، والذي تخلّينا عنه لأنّه سيتطلّب أعوامًا لتحقيقه؟

ألم يمرّ الوقت على كلّ حال؟

لا يمكننا أن نستعيد الأعوام التي مضت. ولكن يمكننا أن نختار أن نبدأ الآن، أو أن نختار إضافة عام جديد لرصيد الأعوام المهدرة.

 

إشارة (٣١) قراءة المزيد »

نحن لا نأخذ العواقب مأخذ الجدّ

لو كنّا نفعل، لأحجمنا عن كثير ممّا نفعل.

فكّر في آخر موقف أو تصرّف قمت به دون أن تحسب عواقبه، وكانت نتيجته وبالًا عليك، أو على شخص تحبّه. ربّما آخر مرّة أنفقت فيها مالك دون حساب لطارئ قد يحصل، وحصل. ربّما آخر مرّة تفوّهت فيها بكلام لم تزِنْه، ودفعت الثمن. ربّما آخر مرّة تقاضيت فيها رشوة، وفُضح أمرك.

كلّ هذه الأشياء هي أشياء لو تدبّرناها وأدركنا سوء عواقبها لما أقدمنا عليها. ولكنّه نقصُ الإيمان بالعاقبة هو الذي يدفعنا إليها غير مبالين.

فتأمّل.

نحن لا نأخذ العواقب مأخذ الجدّ قراءة المزيد »

التعبير عن الحبّ

التعبير عن الحبّ يختلف من شخص لآخر. لا يمكنك أن تقارن بين الناس وتقول فلان لا يحبّني مثل فلان لأنّه لا يفعل مثله.

هناك صديق يعبّر عن حبّه لك بـ”عزومة” وآخر يعبّر عن حبّه لك بأن يستمع إليك حين تتكلّم، وينتبه.

كلاهما مُحبّ. ولكلّ منهما طريقته. لا تستطيع أن تحكم على شخص أنّه يحبّك أم لا إلا إذا فهمت كيف يعبّر عن حبّه.

ويبقى التعبير الأبسط، والذي لا لبس فيه، هو أن تقول أحبّك. فإن أحببتَ، قُلها.

التعبير عن الحبّ قراءة المزيد »

انتحار بشكل آخر

“الأشخاص الذين لا يفكّرون أبدًا في الانتحار قد يهدروا الدقائق والساعات يوميًا بدون شعور بالذنب.”

هكذا سمعت من المحاضر الشهير، براين تريسي. ويا لها من فكرة!

قد يظنّ الواحد منّا أنّ حياته أغلى بكثير من أن يقتل نفسه. ولكن لا مشكلة لدينا في إهدار الوقت الثمين في أعمال لا فائدة منها على الإطلاق.

ماذا عنك؟ كم ساعة تضيع بلا فائدة من حياتك؟ كم سنة تضيع؟

انتحار بشكل آخر قراءة المزيد »

سؤال وجيه

من الذي اختار لك الوضع الذي تشكو منه حاليًا؟

من الذي أدخلك فيه؟

ومن بيده أن يخرجك منه؟

هل الإجابة هي الشخص الذي ينظر إليك في المرآة؟ لو كان الأمر كذلك، إما أن تختار غيره، أو تكفّ عن الشكوى.

 

سؤال وجيه قراءة المزيد »

بالفعل. وليس بالكلام

كان هذا هو شعار الحملة الانتخابية للمرشّح الرئاسي “أحمد شفيق” بعد ثورة يناير المصريّة. وبغض النظر عن هذه اللفتة التاريخيّة للجملة، ما يعنيني هنا هو تفشّي ظاهرة من الممكن أن نطلق عليها اسم: بالكلام، وليس بالفعل.

كلّنا نتكلّم. ونجادل. ونحاول إقناع الآخرين. كلّنا لنا آراء نراها سديدة وموفّقة. ونرى أنّ آراء غيرنا ليست كذلك.

رأيُك فيّ لا يهمّني، لأنني أعرف من أنا. أنا أتأخّر كثيرًا، ولكنّني أقول أنّي ملتزم. أنا أخالف القانون، ولكنّني أقول أنّني مواطن صالح. أنا أشكو فقط، ولا أرى إلّا السوء، ولكنّني أقول أنني لست سوداويًا. أنا خامل لا أعمل ولا أريد أن أبذل جهدًا، ولكنني أقول أنني أقوم بكلّ ما يمكنني القيام به. أنا أكره التغيير، وأدّعي أنني مغامر … إلخ.

كلّ هذه الأمثلة نعيشها حرفيًا كلّ يوم. ونراها بأعيننا. ولو لم تلحظ هذه الأشياء في نفسك، فهذا أسوأ.

ابدأ بتحليل كلامك وقارنه بتصرّفاتك. وتوقّف عن الادّعاء، والأفضل ألا تتكلّم أصلًا. فقط اعمل. واضرب المثل بالعمل.

بالفعل، وليس بالكلام.

بالفعل. وليس بالكلام قراءة المزيد »

من أنت؟

ما هي الكلمة التي تسمعها كثيرًا من معارفك حين يصفوك؟ هل هي صفة إيجابيّة أم سلبيّة؟

هل تعجبك؟

هل ستساعدك هذه الصفة على تحقيق أهدافك؟ أو على التقدّم بشكل عام؟ أم أنّها تسحبك للخلف؟

قد لا تصدّق أنّك تتصف بهذه الصفة. وربّما هم مخطئون. ولكن إن كانت تتكرّر من أناس كثيرين وعلى فترات طويلة، فربّما عليك أن تعيد النظر في رأيك عن نفسك. وربّما عليك أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد.

ربّما.

من أنت؟ قراءة المزيد »

الأبطال يخسرون بعض الجولات

الأبطال يخسرون بعض الجولات قراءة المزيد »

خلط الأوراق

لا يمكنك أن تقرأ الأوراق كلها في نفس الوقت. ولا يمكن أن تقرأ سطرًا من كلّ صفحة لتفهم الرواية.

لماذا نصرّ على التعجّل في الحكم على أشياء مركّبة دون النظر إلى تفاصيلها، وفصل كلّ جزء على حدة. أظنّ أنّنا لا نريد فعلًا أن نصل إلى حلّ. نحن نريد أن نشكو، فقط.

لو نظرنا إلى التفاصيل، قد نفهم. ولو فهمنا، قد نكون مخطئين في حكمنا الذي أصدرناه بالفعل، دون فهم. ولو كنا مخطئين، سيكون علينا أن نعترف بخطئنا وأن نتراجع. سيكون علينا أن نتحمّل المسؤوليّة. أمر مرعب، أليس كذلك؟

الأسلَم، أن نشكو من كلّ شيء دفعةً واحدة. وأن نستبدل الشكوى من الأحداث، إلى الشكوى من الأشخاص. وأن نكرّر الشكوى لكلّ من نراه، ونؤكد، أننا قد ظُلمنا.

خلط الأوراق قراءة المزيد »

في أيّ سجن أنت؟

نحن نعيش بين سجون. سجون من العادات الفكريّة والسلوكيّة قلّما نخرج منها ونرى الشمس. بعض هذه السجون يسمح لك أن تخرج منه بين الحين والآخر، أو، على الأقل، أن تنظر خارجه. له أبواب ونوافذ.

وأكثرها حوائط مصمتة لا ينفذ منها الضوء. لا يمكنك، طالما أنت داخل السجن، أن ترى أيّ شيء غير ما بين هذه الحوائط.

قد تكون مسجونًا في عملٍ ما، أو تلعب دورًا ما في حياة المقرّبين إليك، أو تكون سجين فِكرة تدفعك بسرعة نحو الهاوية. السجون لا نهائية، ولا بدّ أنّك مسجونٌ.

لكن، لا بأس ببعض القيود، وبعض الحوائط؛ للحماية ربّما، وربّما للشعور بالدفء في مكان تألفه وتعرفه.

البأس كلّ البأس في أن تبني سجونًا مصمتة، تحيط بك من جهاتك كلّها. البأس كلّ البأس أن تمنع الضوء من النفاذ إليك، إلا بالحفر في الصخر، وشقّ الأنفس.

في أيّ سجن أنت؟ قراءة المزيد »

سلوك الإنسان

سلوكيّات الإنسان شديدة التعقيد والتداخل. والتعقيد هنا بمعنى أنّها مركّبة من مكوّنات كثيرة، وليست بسيطة من مكوّن واحد فقط. وغالبًا ما تكون شديدة الحساسيّة للسياق الذي حولها.

قد يصدر عن شخص هادئ بطبعه سلوك عنيف، أو عن شخص عنيف سلوك هادئ.

ولذلك، يخطئ من يحكم على شخص من ظاهر سلوكِه. وينبغي أن ننظر للناس كلٌّ في سياقيِه هو، وفي أحواله هو، وأن ننظر في تاريخ معاملات هذا الشخص كاملًا، لنفهم. وإذا فهمنا، سنعرف كيف نتعامل معهم.

سلوك الإنسان قراءة المزيد »

الثُقلاء

هؤلاء الذين لا يلبثون أن يرَوك حتّى يبدأوا مباشرةً بالشكوَى. الشكوى من أيّ شيء، ومن كلّ شيء.

يشكون إليك يومهم في العمل، وهموم أولادهم، وضيق الرزق، وطول الأرق، وآلام الظهر… أي شيء. المهم أنّهم متضايقون، وغاضبون، ويعانون. ولا بدّ، لأنّك لا تبدو عليك نفس الأعراض، أن يشاركوك كلّ هذه الشكاوَى.

نعم، هذا الشخص الثقيل الذي تمرّ صورته في خيالك الآن. الثِقَل الذي تشعر به في قلبك عندما تعرف أنّك ستقابله قريبًا.

هل أنت هذا الشخص الثقيل بالنسبة إلى أحد؟

من الذي ترتاح له فتظلّ تشكو، حتى لو ليست عادتك الشكوى؟ هل هو أعزّ أصدقائك؟ هل هو أحبّ أقاربك إليك؟

هل تحبّ أن تكون عليه ثقيلًا؟

الثُقلاء قراءة المزيد »

أنا أكره الانتظار

وقد دفعني هذا الكره إلى البحث المستمرّ عن أشياء أستغلّ بها أوقات الانتظار، وما أكثرها!

نحن ننتظر بالسّاعات أن نصل إلى العمل، أو البيت. وننتظر بالساعات أن ينتهي الطابور الطويل في المصلحة الحكومية، أو البنك، أو المشفى، أو غيرها الكثير. وكثيرًا ما ننتظر أصدقاءنا -عديمي الإحساس- معتادي التأخّر بلا سبب… وغيرها من أوقات الانتظار.

في كلّ هذه الأوقات، أكون في أشدّ حالات التوتّر العصبي إذا لم يكن هناك ما يشغلني أو إذا أحسست أن وقتي يضيع وليس لي اختيار في الأمر أو إرادة. لا أريد أن أبدو وكأنّني أستثمر كلّ دقيقة من وقتي، فأنا لست كذلك. ولكنني أحبّ أن أقضي وقتي كما أختار أنا، حتى لو قضيته فيما لا ينفع إلا قليلًا.

المهم، أنّني توصّلتُ أنّ هناك دائمًا طريقة لاستغلال هذا الوقت وتحويله من مجرّد وقت للانتظار إلى وقت حيويّ هام في حياتك.

مثلًا، لاحظتُ مؤخّرًا أنني في عطلة نهاية الأسبوع أقضي وقتًا أقلّ في القراءة والاطّلاع والتواصل مع الناس. والسبب هو أنني أقوم بكلّ هذه الأمور وأنا في الطريق من وإلى العمل. أقرأ إذا استخدمت الباص، وأسمع برامج البودكاست إذا كنت أقود سيّارتي، وأتواصل مع الناس وأردّ على رسائلهم أيضًا وأنا في الباص، وأقوم بعمل بعض المكالمات الهامّة مثل الاطمئنان على أفراد عائلتي وغيرها. كلّ هذه الأشياء أنسى أن أقوم بها في يوم العطلة، لأنني، يوم العطلة، لا أركب الباص.

احسب عدد الساعات التي تقضيها يوميًا وأنت في حالة انتظار، ستصاب بالذهول. حاول أن تجد حلولًا ملائمةً لك كي تستغلّ هذه الأوقات. ستصاب بالذهول مرّة أخرى عندما تجد أنك تفتقد أوقات الانتظار في الأيام التي لا تخرج فيها من المنزل ولا تحتاج أن تنتظر شيئًا.

أنا أكره الانتظار قراءة المزيد »

قبل أن تضغط على share

كثرة الشائعات وسهولة انتشارها يشيرُ إلى قلّة اكتراثنا بمصادر معلوماتنا، وعدم اهتمامنا بتمحيص ما نتبنّاه من أفكار تتحوّل، فيما بعد، إلى معتقدات قائمة بلا أساس فما تلبث أن تُهدم مع أوّل اختبار. أو -وربّما يكون هذا أخطر- لا تُختبر فتظلّ قائمة.

وفي نفس الإطار، يسهلُ علينا جدًا أن ننتقد أشياءً نحن لا نعرف عنها شيئًا أصلًا. ونحن في هذا أشبه بمراهق لا تعجبه أغاني أمّ كلثوم، ولا يكتفي بإبداء استيائه من أغانيها، بل يتمادى ويقول إنّ صوتها سيّء! وكالعادة، يكون الردّ عليه من الكبار بكلّ ثقة: عندما تكبر ستحبّها.

الأحرى بنا، قبل أن نبديَ رأينا في أيّ شيء، أو أن ننقل أيّ خبر غير معلوم المصدر، أن ننتظر حتّى نكبر، حتّى نبحث، ونفهم، ونطمئنّ أنّ لدينا من المعرفة ما يؤهلنا لإبداء هذا الرأي.

 

قبل أن تضغط على share قراءة المزيد »

بنك المعرفة المصري

بنك المعرفة المصري مشروع مذهل. لا ينبغي المرور أمامه مرورًا عابرًا.

بنك المعرفة المصري هو بوّابة لكلّ مصري تسمح له بالدخول في قصور من الثقافة والمعرفة والعِلم لا ترى آخرَها.

يكاد بنك المعرفة المصري أن يكون حُلمًا لولا أنّه أمام عيني الآن! وبين يديك.

بنك المعرفة المصري قراءة المزيد »

إشارة (٣٠)

بعض الأمور أجمل من أن نتكلّم عنها. وبعض الأمور أقسى من أن نتكلّم عنها. وكلّ ما نتكلّم فيه يقعُ بين هاتين المنزلتين.

إشارة (٣٠) قراءة المزيد »

وإن تعدّوا نعمةَ الله لا تحصوها

أكثرنا حظًّا هم أولئك العاملون في المؤسّسات الصحّية، والخيرية، ومؤسسات مثل التموين والدعم وما إلى ذلك. هذه المؤسسات تعرّضك كلّ يوم إلى أناسٍ معدَمين أو أقرب ما يكون إلى ذلك. ويا لَها من نعمة! أن ترى، كلّ يومٍ تقريبًا، نعمة الله عليك. وأن تدرك القيمة الحقيقية للصحّة، والبيت الآمن، وطعامك الذي يكفيك طول الشهر.

حين ترى كيف هو حال المريض، وحال الشريد، والفقير .. حين تسمع توسّلاتهم .. حينها فقط تدرك حجم ما أنت فيه من نِعَم. ولكن، لا تبالي!

إذا لم يكن في حياتنا ما يعرّضنا لهؤلاء، فنحن نستحقّ الشفقة حقًا.

وإن تعدّوا نعمةَ الله لا تحصوها قراءة المزيد »

فخّ الإقرار بالذنب

“على الأقل، نحن نعرف أننا مذنبون، ونُقرّ بهذا الذنب. نحن أفضل من الذين هم في ضلالهم غارقون، يحسبون أنهم يحسنون صنعًا. نحن سيهدينا ربُنا يومًا ما. لكن ليس اليوم.”

هكذا نخدع أنفسنا كثيرًا، لنستمرّ في ضلالنا وضمائرنا مرتاحة. أليس كذلك؟

فخّ الإقرار بالذنب قراءة المزيد »

عن الهمّ

عندما يصيبنا كدَر أو همّ، ألاحظ أنّ كلّ تصرفاتنا التالية له هي عبارة عن استزادة لهذا الهمّ؛ كأنّنا نحبّ أن نهتمّ. كما يمكنك ملاحظة سرعة اهتمام الناس أيضًا، وكأنّنا دائمًا مستعدّون له، متحفّزون لمجيئه.

الهمّ ضيف حساس جدًا. بمجرّد أن تترك الباب مفتوحًا، أو حتّى النافذة، أو إذا تشاغلت عنه قليلًا بأي شيء آخر، يشعر أنّك لا ترغب في وجوده معك، فيتركك احترامًا لهذه الرغبة.

ولكنّنا، على الرغم من استثقالنا لوجوده معنا، إلّا أننا نحبّ أن نحافظ عليه. وكأننا نخجل أن نسيء إليه. ندعوه بكل السبل إلى البقاء معنا. عندما يدخل، نغلق كل الأبواب والشبابيك ولا نسمح حتّى للهواء بالمرور، ونعطيه اهتمامنا الكامل؛ خوفًا أن يهرب منّا!

عن الهمّ قراءة المزيد »

حصل خير

هذه الكلمة التي نقولها عندما نريد تجنّب استمرار الحديث في مشكلةٍ ما.

حصل خير. يبدأ بها أحد الطرفين المتنازعين، أو من يحاول الإصلاح بينهما، فكأنّه قرارٌ جمهوريّ بوقف الكلام، وتمثيل المصالحة. بمجرّد ما ينطق بها أحد الحاضرين، لا يستطيع أيّ شخص أن يقول أيّ شيء آخر، إلا ترديدها فقط.

حصل خير. ويقبّل أحدهما رأس الآخر، ويتصافحا ظاهريًّا فقط. تبقى الغضاضة في القلوب. أيّ صلحٍ هذا؟

ولماذا لا بدّ لكلّ المشكلات أن تنتهي بأنّ خيرًا قد حصل؟ ربّما حصل شرًّا يستحقّ الجزاء.

حصل خير تمنع المظلوم من المطالبة بحقّه.

حصل خير تنهي الكلام، ولا تنهي المشكلة.

إذا خرجنا من مجلس التحكيم، أو من النقاش، يدعو كلٌّ منّا على الآخر، فلم يحصل خير. الأولى أن نتكلّم بشفافية، وأن يُجازى الظالم. الأولى أن نستبدل (حصل خير) بـ (هل أنت راض؟)

حصل خير قراءة المزيد »

فيلم حياتي

كثيرًا ما أشعر أنني أشاهد حياتي من بعيد، كفيلم سينمائيّ. أقصد اللحظة الحالية، التي أعيشها الآن. أتخيّلها بموسيقى تصويريّة خفيّة تتناسب مع الموقف. وكأنني بطل هذه اللحظة في الفيلم. وهو شعور غريب لأنّني، حينها، أشعر أنّ كل ّ ما أقوم به مصطنع، تمثيل!

في هذه اللحظات، أنا المخرج، والمؤلّف، والبطل. أنا المتحكّم في كلّ شيء يخصّ هذا الفيلم.

والمفارقةُ أنّ، في أغلب الأحيان، ليست هذه الأفكار وَهمًا أو محض خيال. هي الحقيقة. ولكن، ماذا سنفعل بالحقيقة؟ الحقيقة مخيفة. لأنّ معناها أنّ مصيرنا في أيدينا، وأنّنا قد نغيّر (السيناريو) في أي وقت.

وما أصعب هذه الفكرة، وما أثقلها على العقول البليدة، التي حصرت أصحابها في (دور الضحيّة.)

فيلم حياتي قراءة المزيد »

إشارة (٢٩)

إذا وجدتَ أنّك تتلفّت كثيرًا في الطريق، وتتكرّر انعطافاتك الجانبيّة المؤقتة. سل نفسك: لماذا أسير في هذا الاتجاه؟ لماذا أتلفّت كثيرًا؟ ما هو الاتجاه الذي قد يدفعني إلى المُضيّ قدمًا بحماس، دون الحيود يمينًا أو يسارًا؟

قيل قديمًا: متلفّتٌ لا يصل.


اليوم، لا صوت يعلو فوق صوت أحمد مكّي.

إشارة (٢٩) قراءة المزيد »

إلى من تنصت؟

“وأنتَ في طريقك، اسمع صوتين: الصوت الذي بداخلك، وصوت خارجيّ يحاول توجيهك.” هكذا قدّم المهندس هشام الجمل نصيحته لكلّ من يتلمّس طريقه بعدُ.

الصوت الداخلي هو القصّة التي تحكيها لنفسك. لماذا تسلك هذا الطريق، وما معناه بالنسبة إليك، وأين يقع دورك في مسار التاريخ؟

الصوت الخارجيّ هو الأكثر خداعًا في رأيي. الأصوات الخارجية كثيرة جدًا، ومتضاربة جدًا. لا تجمعها قصة واحدة، بل هي العديد من القصص المتداخلة التي، وإن تقاطعت في نقطة واحدة -معك، لا ترمي إلى نفس الوِجهة.

وبالتالي يكون السؤال الأهم: إلى من تنصت؟

ولهذا، عليك اختيار النماذج العليا الذين تحترم آراءهم و تطمح أن تكون مثلهم. وتبحث عن أصواتهم، وتنظر في تأثير هذه الأصوات على حكايتك الداخليّة.

إلى من تنصت؟ قراءة المزيد »

أشجار الكَرَم

ألقِ بعض البذور في الطريق، واروِها كلّ فترة.

يومًا ما، ستنمو البذور أشجارًا عالية.

هذه البذور هي أشياء صغيرة تهمّك؛ تعتني بها لأنّها تشعرك بالسعادة. هي سويعاتٌ من كرَم، تمارسها مع من تحبّ، ومن يحتاج؛ تشحن بها طاقتك أثناء الرّحلة الطويلة الشاقّة. وتستسظلّ في ظلّها في لحظات التعب. وستسافر ثمارها معك إلى وجهتِك التي شددت لها الرّحال.

أشجار الكَرَم قراءة المزيد »

قل لي من “تتابع” أقل لك من أنت

قالوا قديمًا قل لي فيم تفكّر أقل لك من أنت. وقالوا قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت. وأقول أنا قل لي من تتابع على فيسبوك وتويتر وإنستجرام ويوتيوب، أقل لك من أنت.

ما القراءة إلا وسيلة من وسائل المعرفة. قبل الإنترنت كانت الوسيلة الوحيدة أن تقرأ أو أن تقابل الشخص بنفسه. اليوم، تدخل المعلومات عقولنا من عشرات المصادر، وبصور شتّى. وكل ما تتابعه وتسمح له أن يدخل عقلك يشكّل جزءًا منك، جزءًا من عقلك وتفكيرك وتصرّفاتك.

ماذا ترى حين تتصفّح صفحتك الرئيسية على هذه المواقع؟ هل ترى النكات وآخر أخبار الفنّانين ومن تزوّج ومن طلّق ومن ارتدى ومن تعرّى ومن فاز في مباراة الأمس وأسماء محرزي الأهداف؟ أم هل تتعثّر في فيديو لشخص يحكي تجربة إنسانيّة وآخر يلقي إليك بمعلومة وثالث يشير إلى اكتشاف جديد في علم من العلوم ورابع يقوم بتجربة فكريّة مثيرة للعقل؟

أيًا يكن ما تراه، هذه مرآتك.

قل لي من “تتابع” أقل لك من أنت قراءة المزيد »

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا

من المفقودات في عالمنا الحاضر حسنُ الظنّ بالنّاس، على كلّ المستويات. نحن نسيء الظنّ بأصدقائنا، وبزملاء العمل، وبمديرنا في العمل، وبالحكومة، وبرئيس الجمهوريّة، وبحكومات الدول الأخرى، بل ونسيء الظنّ، كثيرًا، بالله سبحانه وتعالى.

تسيطر علينا نظريّة المؤامرة، وأنّ كلّ ما يحدث في الدنيا يحدث بخطّة واضحة ليُنالَ منّا نحن، المساكين، الضحايا.

لا أعرف كيف بدأ هذا الأمر. ولكن، علينا جميعًا أن نقف مع أنفسنا في كل يوم لحظات ونفكّر: في الساعة الماضية، أسأتُ الظنّ بكم من الناس؟ هناك فرق بين أن تكون على علم بشيء ما، وأن تبني رأيًا حول شيء ما أو نظريّة.

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس: ٣٦.

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا.

إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا قراءة المزيد »

إشارة (٢٧)

وعندما نتعامل مع من نحب، علينا ألّا نزن أعمالنا وأعمالهم في كفّتين متقابلتين. ميزان الحبّ له كفّة واحدة. كلّما وضع عليها أحدنا ثقلًا ازدادت ثباتًا. ولكن، من له مثل هذا العزم؟!

إشارة (٢٧) قراءة المزيد »

أثر النصيحة

كيف نستهين بالنصيحة وبقوّة الكلام ونحن، لو تفكّرنا في أفكارنا، لوجدنا كثيرًا منها متأثّر بنصيحة شخص لنا في وقتٍ ما؟

النصيحة حلقة مؤثّرة في سلسلة من الأحداث التي تشكّل فكرةً معيّنة في عقل المتلقّي.

أثر النصيحة قراءة المزيد »

الرؤية ضبابيّة في الحياة

لن تستطيع أن ترى خطّ الأفق. نظرك لن يقوَ على رؤية أبعد من حدّ معيّن.

أحيانًا ينحسر الضباب قليلًا إلى الوراء، فيفتح لك مجالًا أوسع للرؤية.

وأحيانًا تزيد كثافته فتكاد لا ترى محلّ وقوفك.

تقبّلك لضبابيّة الرؤية هو أحد أسرار السكينة أثناء سيرك في حياتك.

من يطالب الحياة بالكشف عن خط الأفق، لم يتعلّم قواعد اللعبة بعد.

الرؤية ضبابيّة في الحياة قراءة المزيد »

كيف تبني إنسانًا آليًّا ليقتل؟

“إذا أردت أن تبنيَ إنسانًا آليًا ليَقتُل، ابدأ ببناء واحدٍ يستطيع تحريك يده فقط.” هكذا قال لنا أستاذ تصميم الهياكل بقسم هندسة الطيران ونحن في السنة الأولى.

لا أحد يقفز قبل أن يحبو، ثمّ يقف، ثمّ يمشي … وبعد كل هذا، من الممكن أن يقفز. ولكن علينا أن نحبو أولًا.

كنتُ أقرأ في كتاب “تراث مصري” لـ أيمن عثمان كيف تطوّرت السينما في مصر. ضحكتُ كثيرًا من حال السينما قبل ١٠٠ عام. وذُهلت من تطوّرها الرهيب.

لم أكُن لأتخيّل أن قصة الفيلم كانت تقدّم للمشاهد في دار العرض من خلال لافتات مكتوبة بخط اليد يحملها عامل. ولا أنهم حين عرضوا الأفلام لمن لا يعرف القراءة استأجروا “مفهّماتي” كي يشرح للناس ما يحصل. لم يكن هناك صوت مع الفيلم حتى يشرح لك صوت في الخلفية Narrator كما يحدث الآن.

كانت الترجمة تُعرَض على شاشة صغيرة بجوار شاشة العرض؛ لأنه لم يكن من الممكن أن تعرض على شريط الفيلم نفسه!

ثمّ تطوّرت إلى ما نراه الآن. شيء لا يصدّق.

كثيرًا ما يقف الطموح الكبير عقبةً في طريق النموّ إذا لم نفطِن أنه علينا أن نسير إليه حبوًا لفترة، ثمّ مشيًا، ثم هرولةً، ثمّ ركضًا، ثمّ نقفز ثمّ نطير!

كيف تبني إنسانًا آليًّا ليقتل؟ قراءة المزيد »

لا تختبئ وراء “يجب”

لا يجب عليك أن تقوم بأيّ شيء.

سل نفسك: “ماذا لو لم أفعل؟” الإجابة هي الثمن الذي تستطيع أن تختار أن تدفعه أو لا تدفعه. وأيًا يكن اختيارك، صرّح به لنفسك. كن واضحًا. لا تبحث عن مسوّغات.

لا تختبئ وراء”يجب.”

واجه. اختر بوضوح.

لا تختبئ وراء “يجب” قراءة المزيد »

مفتّش مباحث – قسم العادات

إذا أراد مفتّش المباحث أن يمسك بأحد المجرمين يقوم، أوّلًا، بمراقبته. يرصد كلّ تحرّكاته. يتابع أعوانه. يحاول فَهم النمط الذي يستخدمه حتّى يجد الثغرة التي يتسلّل إليه منها. ويضعه خلف القضبان.

إذا أردتَ أن تغيّر عادةً ما، تقمّص طريقة مفتّش المباحث. عليك أن تراقب العادة، وما يسبقها وما يلحقها. ماذا يعينك عليها؟ ماذا تحقّق لك؟ ما هو النمط الذي يؤدي إليها عادةً؟

إجابات هذه الأسئلة ستسهّل عليك كثيرًا أن تغير العادة. لأنّك تفهمها الآن. كمفتّش مباحث يقرأ أفكار المجرم الذي يتتبّعه.

مفتّش مباحث – قسم العادات قراءة المزيد »

الحاسد أتعس الناس

أؤمن أن الحاسدين والحاقدين، والمتعاملين مع الحياة بعنف، الذين لا يقبلون الهزيمة بروح التحدّي، ويشعرون بالنقص إذا خالطوا من هم أفضل منهم في جانبٍ ما؛ يعيشون حياة بائسة حقًا، وتعيسة.

لا شيء أثقل على النفس من الحسد.

لا شيء أكثر ألمًا وأكثر خِسّةً من أن ترى نعمةً منّ الله بها على عبدٍ، فترجو زوالها من عنده!

كن رحيمًا بنفسك. تمنّ الخير لكلّ النّاس.

الحاسد أتعس الناس قراءة المزيد »

قانون لعبة الحياة

في ألعاب الفيديو القديمة، كان هناك عدد محدود من المحاولات. إذا لم تستطع اجتياز المرحلة التي أنت فيها الآن قبل نهاية محاولاتك (حيواتك)، فسوف تضطر لإعادة اللعبة من البداية، وتخسر كلّ التقدّم الذي أحرزته حتّى الآن. فكانت خطورة التجربة الخاطئة كبيرة.

وفي كثيرٍ من الأحيان، أشعر أننا نتعامل مع حياتنا كأنّها لعبة فيديو، فيها عدد محدود من المحاولات. وأننا إذا لم نستطع اجتياز المرحلة في هذه المحاولة، فسنكون قد خسرنا إلى الأبد؛ لأننا، على عكس لعبة الفيديو، لا نستطيع أن نعيد الزمن ونبدأ ثانيةً من نقطة الانطلاق.

غير أنّي لا أظنّ أنّ هذه هي اللعبة في الحقيقة. أظنّ أنّ لعبة الحياة تتميّز بشيئين عن هذا النوع من الألعاب. الأوّل هو أنّ بها عدد لا نهائي من المحاولات. بمعنى أنّه لن يأتي وقت -ونحن أحياء- نجد أنّه لا خيارات أمامنا، ولا يمكننا محاولة اتخاذ خطوة جديدة. دائمًا هناك محاولة إضافية متاحة، ولا تنتهي المحاولات إلا بانتهاء الحياة نفسها.

الشيء الثاني هو أنّنا عندما نخسر في محاولة لا نبدأ مرّة أخرى من نقطة الانطلاق. بل نبدأ من النقطة التي توقّفنا فيها تمامًا، مكتسبين خبرة هذه التجربة غير الموفّقة.

إذن، في لعبة الحياة، القانون هو أن تتحرّك باستمرار. بالحركة، تكتسب خبرةً إضافية، وتكتسب محاولةً إضافيّة.

في لعبة الحياة، السكون هو الموت.

قانون لعبة الحياة قراءة المزيد »

إشارة (٢٦)

إمّا أن تختار (أ) أو أن تختار (ب). التردّد لن ينفعك. ولكن، ليست هذه مشكلتنا. مشكلتنا أننا نختار (أ) ثمّ نقضي اليوم كلّه نفكّر في (ب). فلا نستمتع باختيارنا ولا نعطيه حقّه؛ لأننا خائفون جدًا أن نكون قد فوّتنا فرصةً أفضل على الجانب الآخر.

لن تعرف أبدًا ما يمكن أن يحصل على الجانب الآخر. ولن ترَ أبدًا الجانب الآخر على حقيقته وأنت في الجهة المقابلة منه. فقرّر، وتوكّل على الله. ولا تكترث.

إشارة (٢٦) قراءة المزيد »

من لا ينفق من القليل، لا ينفق من الكثير

قال لي صديقي مرّة: مَن لا يُنفق ومعه القليل، لن ينفق بعد أن يرزقه الله بالكثير.

بما أنّك تمتلك الجهاز الذي تقرأ منه الآن هذا الكلام، ولك وصول على شبكة الإنترنت، فأنت على الأرجح تملك ما يكفيك قوتَ يومِك ولك بيت آمن تبيت فيه وتتّقي به برودة النسمات الخريفيّة والشتاء الذي اقترب. وبالتالي، تستطيع إنفاق بعض المال، ولو اليسير جدًا على المحتاجين دون أن تتأثر حياتك أو تضطر للجوع.

لا بدّ أنّك تأتيك أخبارٌ من بعض الأصدقاء عن أشخاص محتاجين أو يمرّون بضائقة مالية ويحاولون جمع ما تيسّر من المال للمساعدة. فإذا كنت تنهرهم بقولك: وهل معي شيء لأعطيه؟ وربّما لا يكون معك الكثير فعلًا. لكن إذا أغدق الله عليك من نعمته ووسّع رزقك وأصبحت من الأثرياء. ستكتشف أنّ مصروفاتك قد زادت، وطموحاتك. سيّاراتك تحتاج إلى صيانة دورية، ووقود. والملابس باهظة الثمن والماركات العالميّة واحتياجاتك منها المتزايدة وأسرتك. وستجد أنّك ما زلت تقول: وهل يكفيني ما معي حتّى أنفق على غيري؟ لأنّك لم تدرّب نفسك على الإنفاق إلا لنفسك فقط.

فإن لم ينفق الإنسان، على قدر وُسعه، وإن ضاق، لن ينفق مهما اتّسع الوُسع.

فمِن القليل، أنفق قليلًا، وقليلٌ دائم خير من كثيرٍ منقطع.

من لا ينفق من القليل، لا ينفق من الكثير قراءة المزيد »

ثمّ تأتيك الفرصة، فتقول: ولكن

ثمّ تأتيك الفرصة التي كنت تحلم بها، وتنتظرها، وتترقّبها، وتتمنّاها. فتقول: ولكن.

كنت تشكو من عملِك ومديرك وزملائك والبيئة غير الصحّيّة والضغط النفسي الذي يقع عليك ولا يعطيك فرصة للحياة. ثمّ جاءت فرصة، عمل جديد، براتبٍ أكبر. ولكن، (أبعد مسافةً، الشركة أصغر حجمًا، لا أشعر بالراحة، جديد!) ولكن.

كنت تشكو من الوَحدة، والعُزلة، وشعورِك بأنّ حياتك بلا قيمة، وأنّك غير مؤثّر في من حولك. ثمّ جاءتك الفرصة. الإنترنت مفتوح للجميع. يمكنك التواصل مع الناس كما تشاء. يمكنك نشر كتابك الذي كنت تحلم بنشره منذ زمن وكانت حجّتك أنّه ليس هناك ناشر. ولكن، أنت تخاف ألّا يعجب الناس. أنت تخاف أن يُنشر الكتاب في موقع إلكتروني لا يعرفه سوى عشرة آلاف فقط! بينما دار النشر المرموقة (أو غير المرموقة إطلاقًا!) يعرفها الملايين، أو هكذا تظنّ.

أنت تشكو فقط. أنت تشكو لأنّك لا تريد التغيير. ولأنّ في الشكوى شيء يعطيك إحساسًا زائفًا بالأهمّية، أو ربّما إحساسًا زائفًا برغبتك في التغيير. أنت تشكو لأنّ لك صوت، ومعك ميكروفون، لا تعرف ماذا تفعل به. ولكنّك ستقرأ هذا الكلام وتقول أنّه ترّهات ومحض خيالات. ولكن، لا تحكم الآن. احكم عند الامتحان. عندما تأتيك الفرصة. ماذا ستقول لها؟

ثمّ تأتيك الفرصة، فتقول: ولكن قراءة المزيد »

إشارة (٢٥)

لا يمكنك أن تحصل على شيء دون أن تدفع ثمنه. وتمنّي ذلك هو توهّمٌ منك بإمكان حصول المستحيل. إذا أردتَ شيئًا ولم تبذل له الثمن المطلوب، فأنت لا تريده حقًّا. كن أمينًا في رغباتك.

إشارة (٢٥) قراءة المزيد »

إشارة (٢٤)

إيّاك أن تشتكي معاملةَ شخص معك. أو أن تقول أنّه يتجاوز حدودَه دائمًا. ربّما مرّة أو مرّتان. ولكن إذا كان دائمَ التجاوز، فأنتَ دائم السماح له بالتجاوز. ولستَ مجبرًا على شيء. هو اختيار. فاختر حدودَك. وألزم بها الجميع. ولا تلومنّ إلا نفسك.

إشارة (٢٤) قراءة المزيد »

راعِ

قليلون هم من يراعون الآخرين في سلوكهم. للأسف.

مثلًا من يقف بسيارته في منتصف الطريق لتحميل وإنزال الركّاب.

ومن يسدّ الباب بجسده لأنّه رأى صديقه بجوار الباب فقرر أن يخبره بآخر نكتة.

ومن يرفع صوته غاضبًا أو ضاحكًا في مكان العمل الهادئ.

ومن يتناسى أن يحوّل هاتفه الجوّال إلى وضع “صامت” أثناء الصلاة في المسجد، ويتغافل عن إغلاقه عندما يرنّ!

ومن يلقي سيجارته خارج “الميكروباص” ثم يركب لينفث دخان “النَفَس*” الأخير بالداخل، وتظل الرائحة الكريهة تفوح منه طول الطريق.

ما يستحقّ الاهتمام أنّك ستبذل نفس القدر من المجهود، بل وربما أقلّ، حين تراعي من حولك. لن تستغرق وقتًا طويلًا حتى تتنحّى جانبًا من المدخل، أو من الشارع. في الحقيقة، ستنعم بالراحة. لن يزعجك أحد بسباب لا داعي له، أو نظرة اشمئزاز، أو بوق سيارة مزعج.

ربما لن يراعي البعضُ البعضَ الآخر. ولكن ما أسهلَ أن تُسهمَ في جمال المكان الذي أنت فيه في ظلّ هذا القبح المنتشر. لتكن أنانيًا جدًا وتراعي الناس من أجل أن تكسب سيرة عطِرة بين الناس. صدّقني، الأمر سهل جدًا.

* ملاحظة: لا أعرف كيف يُسمّون دخان السجائر والشيشة “نَفَس” وهو يسدّ أنفاس المدخن ومن حوله

راعِ قراءة المزيد »

من سيربح المليون؟

إذا عدتَ لمشاهدة برنامج من سيربح المليون، خاصّة الحلقات المخصّصة للأزواج، ستجد أنّك، مع القليل من التركيز، ستتمكّن من معرفة طباع الزوجين بشكل كبير. وقد أثار اهتمامي بشدّة ما لاحظتُهُ أثناء مشاهدة هذا البرنامج في الليالي الماضية -ولا أعرفُ بشكل دقيق سبب متابعتي له هذه الأيّام.

الكثير من الرجال يُجيبُ على السؤال مباشرةً، دون استشارة زوجته، إذا كان يعرف الجواب وواثق منه. فقط ينتهي السيّد جورج قرداحي من طرح السؤال والإجابات الأربعة فينطلق الرجل مسرعًا بالإجابة كأنّه ظفر بغنيمة. مع أنّه، لو استشار زوجته، أو أعطاها الفرصة للمشاركة، لن يخسر شيئًا!

إحدى الزوجات كانت قلقة دائمًا وتخشى أن يخسرا فكانت تقول لزوجها كلّما أجاب على سؤال: “لا تقُل جواب نهائي”. هي تريد التريّث والتفكير، حتى لو كان هو يعرف الجواب، وحتّى حين لا تكون لديها أدنى فكرة عن السؤال. فقط لا تقل جواب نهائي. سألها السيّد جورج مرّة عن رأيها فأجابت: أنا أثق به جدًا. فكّرتُ مباشرةً: واهِمة!

أحد الرجال كان ربّما يميل بالاختيار إلى إجابة معيّنة (ولتكن رقم ١ مثلًا) فتقترح زوجته إجابةً أخرى (رقم ٣ مثلًا) فيقول مباشرةً: أنا أشكّ أنّها ربما تكون رقم ٣. وقد قال قبلها بثانيتَين أنه يفكّر في رقم ١. وقد تكرر هذا الأمر في كثير من الأسئلة. واتّضح أيضًا عندما اختارت هي الاستعانة بالصديق، واختارت كذلك الصديق الذي ستستعين به، وقرأت له السؤال. وبالطبع، اقترحت الإجابة، فأجاب الرجل من فورِه بنفس الذي قالته. ثمّ قال: جواب نهائي.

لا يهمّني من صاحب الجواب النهائي. ومن الذي يقرأ السؤال للصديق. ومن الذي يفكّر. فقط لفت انتباهي التناقض بين الكلام والأفعال. إن كنتِ لا تثقين بمعلومات زوجك أو بحسن قراره أنّه إذا قال: أنا واثق من الجواب فهو واثق بالفعل، لا مشكلة عندي، ولكن لا توهمي نفسك أنّك “تثقين به جدًا!” ويسعدني أن تثق في رأي زوجتك وعقلها ومعلوماتها ولكن، إن كنتَ ستتبع خطاها، دعها تقل هي جواب نهائي. ولا تمثّل أنّك أنت صاحب القرار. كن فخورًا باتّباعك لها، لأنّ معلوماتها أفضل من معلوماتك.

هذا بمتابعة دقائق معدودة على الشاشة. ماذا إذا لاحظنا أفعالَنا نحن، وما نقوم به كلّ يوم؟ كيف نعامل من هم حولنا؟ ولو عقدنا المقارنة بين معاملتنا لهم، وبين ما نحكيه لأنفسنا عن معاملتنا لهم، ماذا سنرى؟

من سيربح المليون؟ قراءة المزيد »

آفةُ دوام النّعمة أن تألَفَها

ربّما يكون إلفُ النّعمة، وعدم الإحساس بقيمتها سببًا لزوالها؛ حتى نشعر بقيمتها من جديد، ونسعى جاهدين أن نعود إليها. فالصحيح قد تعجبه قوّته حتّى إذا ما أصابه مرضٌ ألزمه الفراش، أسرع للاستنجاد بالطبّ والدواء، وأسباب الشفاء. وما كان مرضُه إلّا تذكيرًا له بنعمة الصحّة من قبل المرض ومن بعدِه.

وهكذا في كلّ نعمة. وبالتالي، فإنّ سبيلَ استدامة النّعمة هو عدم مؤالفتها. هو الشعور المتجدّد بقيمتها. وهذه الحالة من الامتنان الدائم لواهبِ النِّعَم تضفي على النفسِ حالةً من الرّضا، والسكينة.

انظر حولك.

انظر في نفسك.

اشكر الله.

آفةُ دوام النّعمة أن تألَفَها قراءة المزيد »

من أين تستقي معلوماتك؟

يدهشني كيف نكوّن آراءً عن أشياءٍ لا نعرف عنها شيئًا في الحقيقة، إلا كلمات عابرة تعثّرنا بها في طريقنا نحو شيءٍ آخر. فما نلبث أن نكوّن عنها رأيًا نؤمن بقوّته بشكل غريب.

نحن عادةً لا ننتبه لمصدر المعلومة التي عندنا، ولا لصحّة المنهجيّة التي اتبعناها في اكتسابها. لا نسأل أنفسنا من أين لنا بهذه المعرفة. على الرغم من أنّ المنهج الذي نتبعه في اكتساب المعلومات ربّما يكون أهم من المعلومة نفسها.

بدون منهجية سليمة، لا نستطيع معرفة ما إذا كانت هذه المعلومة ذات قيمة أم لا. ولا شيء أسوأ من الجهل، سوى الجهل المقنّع بقناع العلم.

فانتبه!

من أين تستقي معلوماتك؟ قراءة المزيد »

عرفتُ مرّة شخصًا مهذّبًا

تذكّرت اليوم أحد زملائي في الكلّيّة، وكان طالبًا خلوقًا هادئًا. يحبّه الجميع. لم يقل لأحد كلمة تؤذيه، ولم يجادل أحدًا بغير داع، ولم يغتب أحدًا، ولم يتأخر عن مهام دراسته أبدًا. لا عجب أنّه كان محبوبًا من كلّ الناس، بغض النظر عن اختلاف الناس الذين يحبونه.

وكان بيننا، كما هو في كلّ وسط من الأوساط، أناس مختلفون شكلًا وخُلُقًا ومزاجًا، ولكنّه كان يتعامل مع الجميع بنفس الطريقة التي تعبّر عنه هو، لا عمّن يتعامل معه. وكان شديد الاحترام للجميع، فكسب احترام الجميع.

أذكر أنّ العقّاد كتب مرّة ما معناه أنّ عليك أن تعامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم؛ فالناس فيهم الغشّاش والخائن والكاذب، ولو عاملتهم بأخلاقهم لاجتمع فيك ما تفرّق فيهم فصرت أحطّ النّاس.

أيّ واحد سيقرأ هذا الكلام من زملائي في الكلّيّة سيعرف عمّن أتكلّم.

عرفتُ مرّة شخصًا مهذّبًا قراءة المزيد »

نَسَمات الرّحمة

أذكر أنّي كنتُ أطوف حول الكعبة المشرّفة بالمسجد الحرام في يومٍ شديد الحرارة، وأثناء الطواف، وفي الزحام الشديد، إذا بنسمة هواء باردة تمرّ بي، فكأنّها تروي الظمأ.

وقبل يومين، في يوم مزدحم في العمل، وفي وسط اليوم في وقت الذروة، إذا بطفلة بريئة لم تدخل الصفّ الأوّل بعد، تمرّ عليّ في عملي فتدخل على قلبي البهجة والسرور. وشعرت حينها كأنّها نسمة هواء باردة تهدّئ من حرارة اليوم. كتلك التي مرّت بي في الحرم.

في كلّ يوم، مهما بلغت صعوبته، هناك تفاصيل دقيقة قد تعادل كلّ هذه المشقّة. ووجودها في هذه الأوقات الصعبة بالذات، يجعل لها قيمة خاصّة. كلّ ما علينا هو أن نراها، حين ننظر إليها.

نَسَمات الرّحمة قراءة المزيد »

إشارة (٢٣)

لا تفرح بالأفكار. افرح بالأعمال. طالما لم تتحوّل الفكرة من الخيال إلى العمل، لن يتغيّر أيّ شيء. كم نتجاهل هذه الفكرة، ولا نحوّلها إلى عمل!

إشارة (٢٣) قراءة المزيد »

لنلعب لعبة

سنرتدي معًا نظارات  الواقع الافتراضي الكبيرة، وسندخل إلى عالَمٍ مشابه لعالمنا الحالي، ولكن مع فرق واحد. في هذا العالَم الافتراضي، تتكوّن الأشياء عبر النطق باسمها. يعني إذا قلت “مال” ستجد المال أمامك. وإذا قلت “سعادة” ستشعر بالسعادة. وبنفس الطريقة، إذا قلت “فقر” ستخسر أموالك التي لديك، وإذا قلت ما يفيد البؤس أو الحزن، ستفقد المتعة وتشعر بالحزن حقًا.

ما رأيك؟ هل تظنّها لعبة سهلة؟

لو دخلت هذه اللعبة لمدّة شهر، وعشت في هذا الشهر كما تعيش الآن. بنفس الكلمات التي تتفوّه بها عادةً. بم ستشعر أثناء الشهر؟ كم من المال سيكون لديك؟ ما هي حالتك المزاجية أثناء الشهر؟

ربّما خمّنت ما أريد أن أقوله لك الآن. أنا لم أخترع هذه اللعبة من خيالي. لقد استوحيتها من الواقع! كلماتنا تصنع حياتنا، وتتشكّل أمامنا كلّ يوم. ولكننا لا ننتبه.

لنلعب لعبة قراءة المزيد »

سأحكي لك قصّة (٢)

كنت أتصفّح، في العام الماضي، صفوف الكتب المصفوفة على رفوف المحل، المريح للعين، (فيرجين) وإذا بصورة المهندس نجيب ساويرس على أحد الكتب. لفتت نظري صورته فاقتربت من الكتاب وقرأت عنوانه (مصر من غير لفّ ودوران). ودار في بالي حوار سريع مع نفسي بشأن هذا الكتاب، الذي لم أسمع عنه قبلها. هل أشتريه، أم لا؟

لم أقرأ شيئًا للمهندس نجيب ساويرس من قبل. ولا أعرف أصلًا إن كان قد كتب كتابًا غير هذا الكتاب. وهذه أول مرة أرى فيها الكتاب، ولم يقم أحد أصدقائي بترشيحه مثلًا أو أي شيء من هذا القبيل. وكذلك، لست متابعًا جيّدًا للمهندس نجيب ولا أعرف الكثير عنه. كلّ ما أعرفه هو أنه أحد أغنى أغنياء مصر، والعرب.

ثمّ حسمت الموضوع في نفس اللحظة بأن اشتريت الكتاب. والسبب البسيط هو أنّ كاتب هذا الكتاب هو أحد أغنى أغنياء العرب! أليس هذا سببًا كافيًا لأعرف ماذا لديه كي يقول؟ أليس هذا سببًا كافيًا لأن أنصتَ إليه حين يتكلّم، وأن أقرأ له، حين يكتب؟

لا أخفيك سرًّا لم يكن الكتاب كما رجوت أن يكون. كان كتابًا سياسيًا من الدرجة الأولى. ويناقش الكاتب فيه أحوال مصر العامّة (كما هو واضح من عنوانه) وكنت أرجو لو كان يحكي فيه عن قصّته هو وأظنّ أنني كنت سأستفيد بشكل أكبر في هذه الحالة. ولكن، على أي حال،  لقد ساعدني في الكتاب في رؤية بعض الأمور من زاوية مختلفة. وهناك بعض الأمور التي انتبهت إليها على الصعيد العام للدولة التي أعيش فيها.

سمعت جيم رون -المحاضر الشهير- مرّة يقول: إذا اكان الشخص ثريًّآ وسعيدًا، لا بدّ أن تنصت.

ولا أستطيع التفكير في أيّ طريقة أفضل من هذه الطريقة لصياغة هذا المبدأ. وكرّرتُ نفس الموضوع مرّة أخرى قبل أسابيع قليلة في نفس المكان عندما رأيت كتابًا يحكي فيه ريتشارد برانسون، مؤسس مجموعة فيرجين عن قصة حياته في العشرين عامًا الأخيرة. فكّرتُ مباشرةً: هذا الشخص ثري، وسعيد. واشتريت الكتاب.

سأحكي لك قصّة (٢) قراءة المزيد »

لا بدّ من إقالة المدير الفنّي

بعد هزيمة مريرة في مباراة، يهتف الجمهور: لا بد من إقالة المدير الفنّي. وربّما -كما نشر في صفحة لمشجّعي النادي الأهلي االيوم، إقالة رئيس النادي!- ويحمّلوه وحده المسؤولية التي تتدخل فيها عوامل عديدة. لا أدّعي أنني متابع جيّد لكرة القدم، ولا حتى متابع غير جيّد. ولكن، للمساحة التي تحتلّها الكُرة عند الناس، لا بدّ لكل من يتابع أو لا يتابع أن يعرف نتائج المباريات.

وبنفس الطريقة، نتعامل مع كل شيء. بتسرّع وجَهل، نحكمُ على “عنوان” الموضوع، وليس على ملابساته وتركيباته الداخليّة. عندما تنهار عمارة مثلًا، نطالب بإقالة رئيس مجلس إدارة الشركة المنفّذة. عندما تنكسر ماسورة صرف صحي -كالعادة- نطالب بإقالة المحافظ. وعندما تزيد الأسعار، نطالب برحيل رئيس الجمهوريّة!

لا أقف هنا في أيّ صف. فكما قلتُ من قبل، والحمدلله على نعمة الاعتراف بالجهل عند الجهل، أنّي متابع بليد. قد أتابع بعض الأخبار في مجالات محددة، قصدًا أو عن غير قصد، ولكنني، لإدراكي لهذا الأمر، ووعيي بتقصيري في معرفة الحقائق المركّبة داخل كلّ مجال من هذه المجالات، أتجنّب إصدار الأحكام. وأعطي أولويّة لحسن الظنّ فيما لا أعرف دليلًا على سوء النيّة فيه.

غير أننا نتناسى أنّ أكبر مدرّبي العالم -عودة لمثال كرة القدم- يخسرون العديد من المباريات، والبطولات. وأكبر أندية العالم تفشل كثيرًا في تحقيق ما تريد. وإلّا لفقدت اللعبة إثارتها، إذا كنّا نعرف من البداية من الفائز!

لا أظنّ أنّ ثقافة إقالة المدير الفنّي ستفيد أي جهة من الجهات. ولا أظنّ أنّ لأحد، كان من كان، أن يتّخذ هذا القرار وهو مرتاح على أريكته الوثيرة، أو حتّى حصيرته الخشنة. لا بدّ لمن يجرؤ على الكلام بمثل هذا أن يكون له أساس متين من الدلائل والحقائق والمعلومات والاستنتاجات الذكيّة التي أدّت به لهذا القرار. وليس فقط نوعًا من العاطفة الثائرة المؤقّتة التي لا تنفع.

وحدّث ولا حرج عن انعدام خطة مسار استئناف العمل بعد إقالة المدير الفنّي. وحدّث ولا حرج عن طريقة اختيار المدير الفنّي الجديد التي تعتمد فقط على نتائج الموسم الأخير، بغض النظر عن الفريق وإمكانياته وتاريخ هذا المدير. وحدّث ولا حرج عن الخروج عن حدود الأدب واللياقة في الكلام عن المدير الفنّي السابق والذي لا يوجد له مسوّغ في أي دين، أو أي ميثاق أخلاقي مجتمعي. وحدّث ولا حرج أنّ كثيرًا ممّن يقومون بهذه التصرفات يقومون بها باسم الدّين، أو باسم الأخلاق، أو باسم حقوق الإنسان.

لا بدّ من إقالة المدير الفنّي قراءة المزيد »

سل نفسك هذا السؤال

ما هو الشيء الذي أقوم به يوميًا ويسهم في تقدّمي في حياتي؟

إذا لم تجد إجابة على هذا السؤال، أدعوك أن تفكّر به جيّدًا، وأن تبدأ بتطبيق خطوات عملية، ولو صغيرة، في كلّ يوم.

لا يشترط أن تكون الخطوة واسعة أو عظيمة. فقط خطوة، مهما كانت صغيرة. قالوا إنّ أفضل وقت للبداية هو منذ عشرين سنة. ولكن، ستمرّ عشرين سنةً أخرى بعد اليوم. وستصل إلى هناك متسائلًا: لماذا لم أبدأ منذ أربعين؟!

لا تحقرنّ من الخطوة شيئًا. ابدأ بأصغر خطوة ممكنة، ولكن ابدأ اليوم، واجعلها عادة لكلّ يوم.

سل نفسك هذا السؤال قراءة المزيد »

دورات الحماس والفتور

سأحكي لك قصّة:

في كلّ مرّة أقتني فيها كتابًا جديدًا، أشعر برغبة كبيرة، وفضول شديد، أن أبدأ في قراءته وأستكشف ما تحتويه صفحاته. ولا فرق في ذلك في نوع الكتاب، سواءً قصّة، أو كتاب علمي، أو غير ذلك. ولاحظتُ أنني بمجرّد مروري بالصفحات العشرين الأولى أكون قد كوّنت انطباعًا عن الكتاب وما يحتويه، وتبدأ مرحلة جديدة يقلّ فيها الحماس، وربّما، في بعض الأحيان، يحلّ محلّه الملل.

ولمّا لاحظتُ أنّ عندي الكثير من الكتب المفتوحة التي لم أنهِ قراءتها بعد، فكّرتُ أن أستغلّ حماسي لبداية كتاب جديد، في إنهاء الكتاب الذي بين يديّ الآن. أي أنني سأحاول أن أستمرّ في الكتاب وأنهيه قبل أن أسمح لنفسي بالبدء في تصفّح الكتاب الجديد. وسيدفعني فضولي الشديد لمعرفة ما في الكتاب الجديد لإنهاء الكتاب الحالي في وقت مناسب.

ليست القصّة التي أحكيها لك الآن عن الكتب. المثال حقيقيّ فعلًا، وأنا أحاول تطبيقه، ولكن ليس هدفي هو المثال. فقد اكتشفت أنني أحب البدايات في كلّ الأشياء، وليس في الكتب فقط! إذن، أنا أحاول أن ألقي الضوء على شيء أوسع. وهو فكرة الحماس والفتور.

أنا اكتشفت ما يحمّسني للقراءة، وما يقلّل رغبتي فيها. فحاولت أن أستغلّ حماسي لإحراز النتيجة التي أرجوها؛ وهي إنهاء هذا الكتاب الذي قررت أن أقرأه لأنه سيفيدني بشكل ما.

ماذا عنك؟

ما هي الأشياء التي تدفعك للأمام؟ إذا عرف كلّ منّا ما يحمّسه حقًا ويدفعه نحو العمل ويثير اهتمامه وفضوله، سيمكننا، أولًا، أن نفهم الأوقات التي لا نشعر فيها بهذه الطاقة القويّة، وبالتالي نتعامل معها بشكل أهدأ، وليس بطريقة أنا فاشل لأنني غير متحمس الآن. وثانيًا، سيمكننا استغلال فترات الحماس في دفع أنفسنا نحو الأشياء المفيدة التي لا نندفع لها عادةً.

دورات الحماس والفتور قراءة المزيد »

إشارة (٢٢)

تجاهل المعلومات غير المهمّة، أو غير الموثوقة مهمّ بنفس قدر أهمّيّة الاهتمام بالمعلومات الجيّدة والمفيدة والموثوق بها.

وللأسف، تجاهلنا لتجاهل التافه من الأمور يعطيها أنفاس الحياة.

إشارة (٢٢) قراءة المزيد »

لهذه الأسباب الخمسة، أشكر الله اليوم

اليوم سأكتب قائمة امتناني على الملأ، لأنها ليست قائمتي وحدي. يجب أن تكون قائمتك أيضًا، اليوم، وكلّ يوم. ولن أتوقّف عن تشجيع شمعارفي أن يكتبوا في كلّ يوم بضعة أشياء يعترفون فيها بفضل الله عليهم. وإذا قلت لا أعرف علامَ أشكر الله اليوم، فهاكَ خمسة تشكر الله عليهم في كلّ يوم.

أنا ممتنّ اليوم من أجل:

١- الصحّة الجيّدة، والتمتّع. بنعم البصر والسمع واللمس والشمّ والتذوّق والقدرة على الحركة.
٢- نعمة القراءة، التي لا تعادلها نعمة. والتي تفتح لك أبواب العلم والمعرفة.
٣- نعمة الوصول للإنترنت في البيت وفي أي مكان. والتي تفتح لنا وسائل التواصل مع العالم كلّه.
٤- امتلاك الجهاز الذي أكتب عليه الآن، وتقرأ أنت عليه الآن. وهذه الشاشة الصغيرة التي لدينا لها قوّة خارقة لو تخيّلها أجدادنا لربّما أصابهم الجنون.
٥- نعمة المأوى والسكن الآمن، والطعام الذي يكفيني ويزيد.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.”
أخرجه الترمذي

لهذه الأسباب الخمسة، أشكر الله اليوم قراءة المزيد »

أغرب مفاجأة هي تلك التي تفاجؤك كلّ يوم!

إذا كان ضيق الوقت هو المسوّغ لتأخّرك في تحصيل ما تريد، فربّما من الأفضل أن تنسى ما تريده، ولا تفكّر فيه مرّةً أخرى؛ فالوقت لن يتّسع أبدًا.

ولا أدري من أين جاءتنا هذه الفكرة الغريبة بضيق الوقت دائمًا. المشكلة ليست في الوقت. المشكلة في استخدامنا لهذا الوقت.

منذ قليل، كان يحدّثني زميل لي عن طموحه في التقدم في مجال معيّن ولكن يمنعه ضيق الوقت. وبعد قليل أخبرني بأنه يقضي ٤ ساعات يوميًا في اللعب بألعاب الفيديو!

وللأسف، كلنا هذا الرجل. لكلّ منا عادات يومية غير نافعة على الإطلاق تستهلك وقتنا بدون أن نشعر بها. ثمّ نتفاجأ أغرب مفاجأة؛ بأنّ الوقت قد انتهى. والأعجب من ذلك، أننا نتفاجأ نفس المفاجأة، كلّ يوم!

أغرب مفاجأة هي تلك التي تفاجؤك كلّ يوم! قراءة المزيد »

زاحم بالخير

في ظلّ القبح المنتشر، ليس لنا إلا أن نزاحمه بالخير.

في هذا العالَم الافتراضي، الواقعي جدًا، المملوء بالأفكار المظلمة، والسباب، والجدال بغير طائل، ماذا نعمل؟ هل نعتزله تمامًا؟ ونحرم أنفسنا من الخير الذي فيه؛ فهو، على أيّ حال، فيه الخير الكثير.

كلّا. علينا أن نزاحمه بالخير. توثّق من معلوماتك، وانشر الخير، وتجنّب كلّ ما لا يفيدك والناس. كن شمعةً مضيئة في الظلام، واشتعل بقدر استطاعتك.

لا تدري؛ لعلّ هناك من يهتدي بضوئك في صمت.

زاحم بالخير قراءة المزيد »

انقراض كلمة

كلمة “لا أعرف” أشرفت على الانقراض. وأرى أنّه لا بدّ من تدخّل لجان حماية الكلمات النافعة. وبناء محميّة لغويّة تضمّ هذه الكلمة، عسى أن ننقذ أنفسنا من خطر انقراضهما.

الكل أصبح يعرف كل شيء. والإنترنت أعطى لكلّ واحد ميكروفونًا يخاطب به الناس. والضوضاء تملأ المكان، في كلّ مكان.

لا أعرف هي الكلمة التي تحميك من الإقدام غير المحسوب على المجهول، ومن الغرور. لا أعرف هي أفضل ما يمكن أن تقول في كثير من الأمور التي لا تعرفها فعلًا، وترفض الاعتراف بذلك.

أحلم بعالمٍ يعترف فيه كلّ الناس بأنّهم لا يعرفون. واطمئنّ، سأبدأ أنا بالاعتراف. فأنا، حقًا، لا أعرف، ولا عيب في ذلك.

انقراض كلمة قراءة المزيد »

وهم السعي

يقضي الكثيرون أوقاتهم يتأمّلون فكرةً ما، ويشعرون أنها معضلة لا حلّ لها. ويفكّرون ويفكّرون، باحثين عن حلّ لهذه المشكلة، مهما كان الثمن؛ أو هكذا يعتقدون!

والحقّ أنهم لا يبحثون سوى عن الرضا الناتج عن توهّم السعي. هم يبحثون عن البحث، والتفكير، ولا يريدون رؤية الحلّ الواضح، المباشر، الذي يحدّق في أعينهم بجرأة.

يقول سيث جودن في مقال قويّ مكوّن من سطرين: الحلّ أمامك. أنت فقط لا تريد أن تراه، لأنّه يتضمّن الكثير من المشقّة.

ولكي لا نشعر أننا متخاذلون، نفكّر. ثمّ نعيد التفكير. ثمّ نقول، لقد فكّرنا ولم نجد الحل، ولكن، لا مشكلة. المهم أننا قد سعينا!

وهم السعي قراءة المزيد »

مرّن عقلك على التشبيهات

كثيرًا ما يكون من المفيد لفَهم موضوعٍ ما أن تشبّهه بموضوعٍ آخر يلتقي معه في بعض الوجوه. فتستوعبه عن طريق فهمك للمثال الذي شبّهته به.

مثلًا: يستخدم الناس كثيرًا مقارنة سيّارة مثل مرسيدس مع سيّارات فيات من أجل وصف شخصين أو حتى دولتين أحدهما إمكانياته أفضل بكثير من الآخر.

هكذا مرّن عقلك على التشبيهات لفهم ما يعسر فهمه بشكل مباشر.

مرّن عقلك على التشبيهات قراءة المزيد »

مصادر للمعرفة

لو سألوني عن أفضل مورد أعرفه للقراءة الإنجليزية -غير المتخصّصة- لأشرت إلى مدوّنة سيث.

ولو سألوني عن خير ما يقرأ المرء باللغة العربية لأشرتُ إلى كتاب وحي القلم.

ولو سألوني عن أفضل مورد صوتي عربي لزيادة الأفق، لأشرت إلى بودكاست حياة أكثر.

ولو سألوني عن أفضل محتوى مرئي بالعربية، لا أعرف ماذا سأقول. لا أظنّ أنني أتابع شيءًا واحدًا ثابتًا من حيث الجودة ومنتظمًا في أدائه وبه إفادة تستحق المتابعة. وأحب أن تدلّني إذا لديك المكان المناسب.

مصادر للمعرفة قراءة المزيد »

إشارة (٢١)

والشعور الدائم بالامتنان، والعودة المتكرّرة لتأمل نعم الله عليك، من أساسيّات الاستمرار في حياة سعيدة، أو تغلب عليها السعادة.

إشارة (٢١) قراءة المزيد »

فخّ المرة الواحدة (بالعكس)

يمكننا أن نطبّق فكرة المرة الواحدة التي تكلمنا عنها بالأمس بشكل عكسيّ. ومع قليلٍ من التفكّر، نجد أنها فكرة جيدة جدًا.

يقول توماس إديسون، المخترع الشهير، أنّ السرّ المضمون للنجاح هو أن تقول: “سأحاول مجدّدًا مرّة واحدة فقط”.

إذا قارنت حجم قرار المحاولة مرة واحدة فقط بحجم قرار عدم الاستسلام مطلقًا ستجدّ أن القرار الأخير يبدو صعبًا جدًا، بينما قرار المحاولة مرّة واحدة فقط قرار سهل جدًا.

ومع كلّ محاولة، تحاول مجددًا مرة واحدة فقط، حتى تتفاجأ بأنك قد وصلت.

توقّف عن هذه العادة فقط هذه المرّة، في كلّ مرة.

ابدأ هذا العمل فقط هذه المرة، في كل مرة.

فخّ المرة الواحدة (بالعكس) قراءة المزيد »

فخّ المرّة الواحدة

مرّة واحدة هي كلّ ما تحتاجه لتتخلّى عن مبادئك للأبد.

مرّة واحدة. هذا الحاجز الذي إذا كسرته، يظلّ في ذهنك مكسورًا ما حييت. حاجز المرّة الواحدة. في كلّ مرّة تالية ستفكّر: لقد قمت بهذا من قبل، ليست هذه المرة الأولى. أو ستفكر: هي فقط مرّة واحدة، كيف يمكن لمرّة واحدة أن تضرّني؟

ولا تتوقّف المرّات الواحدة بعد هذه المرّة الأولى أبدًا. أفضل ضمان لتحمي نفسك من فخ المرّة الواحدة هو ألّا تسمح لنفسك بهذه المرة أصلًا.

لا تسمح لنفسك بأن تختار الكسل مرّة، أو التجاهل مرّة، أو الاستسلام مرّة. هذه المرّة التي تختارها أنت هي فخّ لم ينصبه لك أحد، ولم يضعه القدر في طريقك. هذه المرّة فخّ أنت نصبته لنفسك، واخترت أن تقع فيه.

فخّ المرّة الواحدة قراءة المزيد »

إن شكرتم

بالنسبة إلى أجدادنا، نحن أفضل حالًا منهم بكلّ المقاييس. ليس علينا أن نواجه الطاعون مثلًا، وعندنا إنترنت، ونستطيع باستخدام قطعة معدنية صغيرة أن نصل إلى كلّ الناس حول العالم.

وفي ظلّ هذه النعم العظيمة كلها، نشتكي.

تأمّل قوله تعالى: (ما يفعلُ الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا) النساء: ١٤٧.

إن شكرتم قراءة المزيد »

وُحوش يعيشون بيننا

تدخل إلى مكتبها المشترك مع زملائها في العمل وترمي أشياءها بقوّة على سطح المكتب مسبّبة إزعاج لمكان من المفترض، لطبيعة العمل، أن يكون هادئًا.

يدخل من باب البيت غاضبًا وعلى جبهته علامة ١١١، جالبًا الكآبة معه إلى المنزل.

لا يتوقّف عن إطلاق بوق السيارة في ازدحام الإشارة المرورية الحمراء وشدّة حرّ الصيف، مزعجًا لجميع خلق الله من حوله، وليس الإنسان فقط.

في ليلة زفافها، تريد أن تشعر بأنها ملِكة فتسير سيارتها في الشارع محفوفة بموكب هائل من الدراجات النارية التي يقودها المراهقون والسيارات، ويتهادى الموكب بسرعة السلحفاة في الطريق السريع، مثقلًا لحركة المرور.

هذه بعض نماذج أسوقها إليك لنتأمّل معًا إن كنا نشارك فيها أو في بعضها أو في مثلها. هذه نماذج ليست لبني آدم. هذه نماذج لوُحوش لا تعرف معنى التقدير، ولا معنى الرحمة. هذه نماذج لوُحوش تقودها غريزتها، ولا عقل لها. وللأسف كثير من هذه الوحوش يعيشون بيننا.

وُحوش يعيشون بيننا قراءة المزيد »

عادة بسيطة تكسبك حبّ الناس

للكلمة الطيبة أثر عميق في نفوس سامعيها. لا تبخل على الناس بمجاملة رقيقة صادقة.

في كتابه، كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، يعتبر ديل كارنيجي إبداء الإعجاب الصادق بصفة ما عند الآخر من أساسيات كسب حب الناس وتقديرهم لك.

والسرّ في هذا الموضوع هو صدق المجاملة. فلو كانت مزيّفة أو من باب التنمّق فهي غير فعالة وساذجة.

والظريف أنّك عندما تحاول الالتزام بإبداء الإعجاب بصدق، تتحوّل بشكل تلقائي للبحث عن صفة أو شيء يعجبك في كل شخص تقابله حتّى تقدم له الثناء عليه. وهي عادة جميلة.

عادة بسيطة تكسبك حبّ الناس قراءة المزيد »

الكلمة تسبق الفعل

صحيحٌ أن الفعل أصعب كثيرًا من الكلام، وأنّ الكلام وحده لا يكفي.

ولكن صحيحٌ أيضًا أنّ كلَّ فعلٍ قد بدأ بكلمة.

اتخذ من كلماتك بداية لطريق الفعل. وإن كنت لم تستطع بعد أن تطابق الأفعال والكلمات، ليس الحلّ في التوقّف عن الكلام، بل في البدء بالفعل.

لا يشترط أن يكون الكلام على الملأ، أو لأناس آخرين. الأفضل أن بكون كلامك موجهًا لنفسك، إلى أن تطابق الفعل والكلمة. عندها تتكلّم مع الآخرين بكل ثقة، وثبات.

الكلمة تسبق الفعل قراءة المزيد »

الدليل: قالوا له

من الخطأ أن نحكم على أمر لم نجرّبه، أليس كذلك؟

هذا سؤال سهل جدًا. كلنا يعرف الإجابة. بالتأكيد، نعم. ولكن، مع ذلك، ما زلنا نحكمُ باستمرار على ما لم نختبر بأنفسنا.

على هذا الشخص الجبان، الذي هرب من خطر ما، ولم يواجه.

وعلى هذا الخائن، الذي باع مبادئه، بحجّة الظروف.

بل وعلى هذا الوزير، وعلى هذا الرئيس، وعلى سياسات أمريكا، وإسرائيل!

عن ماذا تتحدثون؟

على ماذا تحكمون؟

وما الدليل؟! وأين الإثبات؟ ومَن الشهود؟

وللأسف، الدليل: “قالوا له”. والشاهد الذي يتكلّم، “ماشافش حاجة”.

الدليل: قالوا له قراءة المزيد »

أنت لا تستحقّ

تذكّر أنك لا تستحقّ.

استبدل شعورك بالاستحقاق بشعور الامتنان.

شعورك بالاستحقاق يجعلك تهمل النعمة التي تملكها بالفعل، وتركّز على ما تفقد. وتفكّر بطريقة لماذا لا أملك؟ أنا أستحقّ. بينما شعورك بالامتنان يجعلك تنتبه لما لديك بالفعل. ويجعلك شاكرًا وسعيدًا.

أنت لا تستحقّ شيئًا.

أنا لا أستحقّ شيئًا.

ولكلٍّ ما كسبت يدُه.

أنت لا تستحقّ قراءة المزيد »

للمرة الثالثة

بتغيير نظام اليوم، تختلف العادات. يسقط بعضها، ويظهر بعضها. لأنّ العادات تعتمد على إشارات محدّدة مسبقًا. إذا غابت، تغيب العادة كاملةً.

تغيّرت مواعيد عملي هذا الأسبوع، ووسيلة انتقالي إلى العمل. فلم أستطع الكتابة في الباص كالمعتاد، أو في الوقت المعتاد.

ولذلك، علينا أن ننتبه.

ملحوظة: لقد كتبت عن هذا الأمر مرتين من قبل. ولا أستطيع التنبّؤ به والانتباه له حتى الآن. وهذه الثالثة!

للمرة الثالثة قراءة المزيد »

لم يظهر المريض!

ومن أمثلة الانغماس في النفس (السلسلة التي بدأناها في مقالات سابقة) أنْ تجد بين الأطبّاء من يحاول تزييف عدم ظهور المريض لشريكه التسويقي حتى لا يعطيه نسبته في الرّبح.

هذا التفكير المنحصر في المنفعة الشخصية، ومحاولة الكسب بشتّى الطرق، المشروعة وغير المشروعة، منتشر في كلّ المجالات وبين كلّ الطبقات. وما ضربتُ المثال بالطبيب إلّا لأنّ مهنة الطب أكثر المهن إنسانيّة وشرفًا (المفروض!).

ولكن، ماذا يعنينا الآن من هذا الكلام؟

أن نبدأ بأنفسنا في أن نعطي كلّ ذي حقٍّ حقّه. وأن نشهد، في حال طلب الشهادة منّا، بالحقّ. وأن نقدّر من يتعامل بنزاهة.

وبانتشار هذا الأمر، سيصبح الغشّاش أو المخادع تحت ضغط مجتمعي نحو احترام الحقوق. ولكن، هيهات.

لم يظهر المريض! قراءة المزيد »

لا متعة تفوق متعة الكتب الجديدة

كلّما مللتُ من القراءة، أذهب إلى المكتبة، وأقضي فيها وقتًا طويلًا أتصفّح الكتب وعناوينها، ومؤلفيها، وصفحاتها الأولى، وأغلفتها. وهذه الأوقات هي أكثر الأوقات متعةً عندي.

وأكثر ما يُثير اهتمامي في تصفّح الكتب هو مساحة الجَهل الشاسعة التي أستكشفها صفحةً صفحة، وعنوانًا عنوانا. كأنّني أسير في بقعة شاسعة من الأرض المظلمة ومعي بطّارية ضوء صغيرة، أوجّهها يمينًا وشمالًا.

حتّى تقع عيني على مشهد يستوقفها، ويثير اهتمامي، فأمشي في هذا الاتجاه، وأشتري الكتاب.

عندي، لا متعة تفوق متعة الكتب الجديدة.

لا متعة تفوق متعة الكتب الجديدة قراءة المزيد »

انظر إلى الأرض. انظر إلى السماء!

كنتُ أنظر إلى أحد المباني العالية ذات الواجهة الزجاجية الفخمة. والأنوار تشعّ عبر الزجاج دالّة على النشاط والعمل داخل المبنى، عندما خطرت لي فكرة، أكتبها الآن لأستكشفها.

وردنا أنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء.

لستّ خبيرًا في الثقافة الإسلامية ولا أدعي علمًا ليس عندي، ولكن فكّرتُ أن السبب في هذا هو أنه كان في السماء؛ فينظر إلى الأرض تواضعًا.

أما أنا -أو نحن، إن شئت- فنحتاج أن نقيّم أنفسنا، ووضعنا الحالي، موقعنا بين دوائرنا القريبة، والبعيدة، وموقعنا على خريطة العالَم.

علينا أن نتفكّر لنعرف أين نحتاج أن ننظر. هل نطيل النظر إلى الأرض؛ تواضعًا، أم نطيل النظر إلى السماء؛ طموحًا وأملًا.

انظر إلى الأرض. انظر إلى السماء! قراءة المزيد »

نصف العلم = نصف الجهل

قرأتُ للرافعي مرّة أنّ من أتى بنصف العلم فقد أتى كذلك بنصف الجهل.

وهذه حقيقة هامة، كثيرًا ما نغفل عنها. وكثيرًا ما نحاول تعليم غيرنا نصف العلم الذي لدينا، ظانّين أننا نفيدهم بذلك.

وحسب سياق الموضوع وخطورته ربما يكون هذا مقبولًا. ولكن علينا أن ننتبه للحد الفاصل بينهما.

نصف العلم = نصف الجهل قراءة المزيد »

صيانة الأفكار

لا تخرب الأجهزة والماكينات مع الصيانة الستمرّة.

ونحن نرى في الشوارع سيارات عمرها عقود وما زالت بحالة جيّدة، لأنّ صاحبها يعتني بها. بالطبع لكل قطعة من السيارة عمر افتراضي تنتهي صلاحيتها عنده. ولكن بدون الصيانة، سينتهي عمرها مبكّرًا.

هذا صنع الإنسان، فماذا عن صنع الله؟

ما أريد أن أشير إليه باستخدام هذا التشبيه هو الفكرة الشائعة، السهلة، أنّ الإنسان لا بدّ وأن يأتي عليه وقت لا يستطيع فيه أن يكون منتجًا. أيًا ما كان نوع هذا الإنتاج.

هذه الفكرة -أنّ الإنسان في مرحلة ما يفقد القدرة على الإنتاج- لا أظنّها صحيحة، أو منطقيّة. وأظنّ أن سبب انتشار هذه الحالة هو عدم صيانة الإنسان لنفسه وأفكاره.

بالضبط كسيّارة تلف جزء منها بسبب عدم الصيانة. ومع العناية الجادّة يعود إلى طبيعته.

احفظ نفسك واحفظ أفكارك واعتنِ بها. وإذا لم تكن تعرف كيف، فربّما تضع اكتساب هذه المعرفة في قائمة أولوياتك من الآن.

صيانة الأفكار قراءة المزيد »

ابتسم

لاحظتُ أنّ أغلب الناس لا يبتسمون. حتى عندما يسلّمون على أصدقائهم! قد يُبدوا علامات الدهشة، أو يرفعوا حواجبهم، لكنهم لا يبتسمون.

ولاحظتُ أنّ القلّة القليلة الذين يبتسمون يبدون أكثر إشراقًا، وبهجة.

ولاحظتُ أنني لا أبتسم كثيرًا، ولم أنتبه لهذا الأمر.

ولكن اليوم، سأبتسم لكلّ من أقابله.

راقب نفسك أثناء اليوم. وابتسم. فتبسّمك في وجه أخيك صدقة.

ابتسم قراءة المزيد »

إشارة (٢٠)

في رأيي، أنّ بعض لحظات السعادة أغلى من أن تُشارَك، وبعض لحظات الحزن، أقسى من أن نبوح بها لأحد.

إشارة (٢٠) قراءة المزيد »

ابدأ بالفَهم، ثمّ اقترح

لا يمكنك تغيير الطريق إذا لم تعرف الوِجهة. لا يمكن أن تقترح على من يعطيك التوجيهات طريقًا بديلًا. طريق بديل إلى أين؟

ربّما كان الطريق الذي تسلكه الآن ليس الطريق الأسرع، أو الأقصر، أو الأفضل. ولكن كيف لك أن تعرف قبل أن تصل؟

ولهذا، إذا أردتَ اقتراح تغيير الطريق الحالي، عليك دائمًا أن تبدأ بالسؤال عن الوِجهة، وعن سبب استخدام هذا الطريق من البداية.

لا تقترح التغيير قبل أن تفهم.

ابدأ بالفَهم، ثمّ اقترح قراءة المزيد »

التافُه أهمّ!

نعشقُ التوافه، والسفاسف، واللغو. وعندما يحاول أحد الجالسين أن يتحدّث في أمر هام، يتناوله الآخرون بنظرات الاستنكار، وربّما قالوا منكرين عليه رغبته في التعلّم وإثراء النقاش: يا أخي، دعكَ من العمق والتفكير، واضحك معنا.

وكأنّ التفكير دعوة للنّكد!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

التافُه أهمّ! قراءة المزيد »

أوقات الانتظار هي الأفضل

أكثر وقت ممتع بالنسبة لي، وأكثره حماسًا، هو الوقت الذي أكون فيه منتظرًا حدوث شيء ما ..

أنتظر استقبال جهاز جديد، أو وظيفة جديدة، أو انتقالي إلى مكان جديد …

انتظار أيّ شيء جديد..

أكون متحمّسًا في هذا الوقت أكثر بكثير من حماسي عند حصول الأمر المنتظر وظفري به حقًا.

ولذلك، أستمتعُ جدًا بهذا الانتظار، وأحاول استغلاله بأفضل شكل ممكن. عادةً بالبحث عن معلومات أكثر حول هذا الأمر، وتأهيل نفسي لاستقباله والتعامل معه بشكل جيّد.

وعادةً ما تكون هذه الفترة هي الفترة الأكثر خصوبة من حيث قدرتي على التعلّم. حتّى بعد حصولي عليها.

أوقات الانتظار هي الأفضل قراءة المزيد »

حلّ جزء كبير من أزمة المرور

بعض المشكلات حلولها واضحة وسهلة، ولا ألهم كيف لم يتمّ تنفيذ هذه الحلول حتى الآن.

مثلًا: مشكلة المرور في مصر والزحام الشديد في العاصمة وما حولها. جزء لا يستهان به من الحلّ هو إجبار الشركات والبنوك وكلّ مكان بتردّد عليه الناس على توفير مواقف خاصّة لسيارات العملاء والزبائن تحت مبنى الشركة أو البنك.

مهما كان اتساع الشارع، بدون مواقف تحت الأرض، لن يجدي الاتساع شيئًا.

وكذلك لن يكلّف وجود هذا القانون، أو الشرط، الدولة جنيهًا واحدًا. ولن يمتنع أحد الملّاك أو يتباطأ نتيجة هذا الشرط؛ فالتكلفة، بالنسبة إليه، ليست كبيرة.

وستوفّر هذه المواقف على الدولة ملايين الجنيهات المصروفة على صيانة وتصليح الشوارع نتيجة الازدحام والوقوف الطويل للسيارات، وكذلك البنزين الذي يستهلك بدون فائدة، والعوادم المتكدّسة.

وسيرتاح الجميع من بلطجة “السايس” الذي امتهن الوقوف بجوار أي رصيف لينادي على السائق: تعالى يا باشا، ويسلّم عليه بـ كل سنة وأنت طيب، لكي “يسترزق، ويستفتح” بخمسة جنيهات!

وفوق كلّ هذا، سيجد أي مواطن مكانًا يوقف سيارته فيه، في أي مكان. وهو حلمٌ، لو تعلمون، كبير.

(ياللا بقى)

حلّ جزء كبير من أزمة المرور قراءة المزيد »

عدم الرضا يوجب التغيير

حين تكون غير راضٍ عن وضعٍ معيّن، فتغيير هذا الوضع ومحاولة تحسينه هو أمرٌ محمود بالبديهة.

ولكن، قد تتفاوت درجات عدم الرضا. حين تكون على ثقة تامّة أن الوضع القائم سيّء تمامًا، ولا فائدة من استمراره ألبتّة؛ يصبح التغيير ضرورة حتميّة.

المضحك المبكي هو أن تجد من يعترض على الوضع القائم، ويعترض كذلك على تغييره!

هذا ما يحدث اليوم بالنسبة إلى التعليم المصري. أرى أنّ ما يُواجَه به الدكتور طارق شوقي من مقاومة من بعض المصريين، أمر مضحك، ومبكي. وكذلك شبه التجاهل الخاص بمدينة زويل العلميّة.

عدم الرضا يوجب التغيير قراءة المزيد »

لا تختفي المشاكل من تلقاء نفسها

عندما تقوم بتشخيص مشكلة سلوكية عندك، أو مشكلة نفسيّة، كأن تعرف مثلًا أنّك أصبحتَ مؤخّرًا متقلّب المزاج، أو حادّ المزاج، يسهل استفزازك من أيّ عارض؛ حين تعرف هذا الأمر وتنتبه إليه، فقد شخّصت مشكلةً وتحتاج إلى الشروع في الحلّ على الفور.

عليك أن تبدأ بتحليل أسباب هذا التغيّر، وأن تحاول البحث عن كيفية منع هذه الأسباب أو تفاديها مستقبلًا، وعن طريقة للعلاج بالضدّ، كما تحدّثنا من قبل.

عليك أن تتحرّك من مكانك الذي أنت فيه. لا يمكنك أن تبقى كما أنت، وأن تتوقّع اختفاء المشكلة من تلقاء نفسها. والوقت الذي يضيع بلا حراك منك، هو وقت ضائع قد تندم عليه. وقد تخسر فيه ما كان يمكن أن تربحه.

لا تختفي المشاكل من تلقاء نفسها قراءة المزيد »

أصبحتُ انطوائيًا

منذ أعوام، كنتُ أستمدّ طاقتي ونشاطي، من وجودي مع الناس. من الخروج من المنزل والسهر مع الأصدقاء.

وعلى غير ما توقّعتُ، صرتُ الآن، بمخالطتي للناس، أستنفذ طاقتي، وإرادتي. وأصبحتُ أنشط وأكثر حماسًا حين أكون وحدي.

اليوم، أحبّ أن أبقى في بيتي. مع كتبي، وحاسوبي، والهاتف. لا أحبّ الضوضاء. ولا أحبّ الأماكن المزدحمة.

حين أخرج، أخرج في النّهار، أو في أيام العمل؛ هربًا من الزحام.

أصبحتُ انطوائيًا قراءة المزيد »

نصف الحلّ لا يفيد

تشخيص المشكلة نصف طريق حلّها.

ونصف الحلّ ليس حلًّا.

فلا يغرّنّك أنّك استطعت تشخيصها، إذا لم تعمل على حلّها.

نصف الحلّ لا يفيد قراءة المزيد »

إشارة (١٨)

من المحتمل أن تأتي عليك أيّام تكون فيها على غير طبيعتك، تتغير فيها عاداتك، وتختلف طريقة تعاملك مع نفسك، ومع من حولك.

لا تكن قاسيًا على نفسك في تلك الأيام. فقط انتبه لنفسك، وأدرك ما يحدث. وانتقل بسلام إلى مرحلة الاستقرار الجديدة.

خذ وقتك للوصول إليها. ولكن احرص أن يكون هناك خيط ممتدّ بين ذاتك التي تعرفها، وبين ذاتك الجديدة هذه. خيط أمل يطمئنك ويخفّف عنك.

إشارة (١٨) قراءة المزيد »

أنا أولًا، وأخيرًا

للطريق العام حُرمة يجب أن تُحترم، من قِبل الجميع. وأيّ انتهاك لهذه الحرمة، بأي شكلٍ، هو جريمة لا تغتفر، وتعبير صارخ عن شعار “أنا أوّلًا وأخيرًا”.

وللأسف، نرى كلّ يوم هذه الجرائم ترتكب. تارة باسم الأفراح، وتارةً تحت مظلّة الأحزان، وتارةً باسم الحكومة.

وكلّ هذه السلوكيات المنحرفة تدلّ بشكل قاطع على ثقافة الانغماس في الذات التي نعاني منها الآن.

ابدأ بنفسك. احترم الطريق. احترم من حولك. كن جزءًا من المجتمع.

أنا أولًا، وأخيرًا قراءة المزيد »

الثّقات

أرى أنّ اختيار مجموعة من “الثّقات” يسهّل علينا الكثير من الأمور في حياتنا.

هؤلاء الثقات هم أناس أنت تثق في تفكيرهم وأسلوب حياتهم، وهم خبراء في مجالات معيّنة تهمّك ولكن ليست من تخصّصك، وليس لديك الفرصة أن تكون متخصّصًا فيها.

مثلًا: علوم الدّين تهمّ جميع المتديّنين، وليس جميع المتدينين علماء في الدين. ويحتاج المتديّن أحيانًا إلى من يرشده لأمر فقهيّ أو شرعيّ، وعليه أن يختار منهم من يثق به ويتّبعه.

مثال آخر هو ما يمكن أن نطلق عليه فلسفة الحياة، مثل طريقة اتخاذ القرارات الصعبة التي نحتاجها بين الحين والآخر. على كلّ منّا أن يختار هؤلاء الثقات الذين يتّبع خطواتهم، أو يتبنّى فلسفتهم في الحياة.

ويبقى السؤال: كيف نختار الثّقات؟ وسيكون هذا موضوع مقال قادم، إن شاء الله.

الثّقات قراءة المزيد »

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

في بلاد المسلمين، تُمنع الفتاة المحجّبة من الدخول إلى بعض الأماكن؛ حفاظًا على هويّة المكان وصورته!

في بلاد المسلمين، يُمنع الرجال ذوي الزوجات المحجّبات من شراء العقارات في بعض الأماكن؛ حفاظًا على هويّة المكان وعلى مشاعر الجيران!

في بلاد المسلمين، تباع الخمور، ويتمّ إصدار تراخيص للراقصات وفقًا للقانون!

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون قراءة المزيد »

فليذهب الجميع إلى الجحيم

وما زلنا في حديث الانغماس في الذات وعدم مراعاة الآخرين.. ويجلس أمامي في الباص شابّ يحمل حقيبة سفر، هداه عقله أن يضعها بجانبه في الممرّ بين جانبي الباص.

وبالطبع، أصبح الممرّ أكثر ضيقًا، وبدأ المارّون بالميل أو المشي الجانبي ليستطيعوا المرور. مع العلم أنّ هناك مكانًا واسعًا بجوار الباب مخصص لذوي الاحتياجات الخاصّة، يمكنه أن يجلس فيه ويضع حقيبته معه بدون أن يؤذي أحدًا.

تكلمت معه محاولًا نصحه أن يضعها هناك ويراقبها من مكانه أو أن يجلس بجانبها إذا أراد، وأن يفسح الممرّ للناس. ابتسم بسماجة وقال: “خلاص، محدش هيركب تاني” مشيرًا إلى امتلاء الباص.

أو بمعنى آخر: أنا مرتاح هكذا، وليذهب الجميع إلى الجحيم.

فليذهب الجميع إلى الجحيم قراءة المزيد »

دعني أتكلّم حتى أراك

ومن الأمثلة على الانغماس في الذات (وهو الموضوع الذي طرحته بالأمس) أن ترى من يحدّثك عن نفسه وحياته وعمله وهواياته ولا يملّ ولا ينقطع حديثه دقيقة لترتاح أذنك قليلًا من الاستماع. رافعًا شعار “دعني أتكلّم حتى أراك”.

وفي الغالب، إذا استمر الحديث في اتجاه واحد هكذا لعدّة دقائق، يفقد الطرف المستمع الاهتمام، ويبدأ ذهنه يشرد ويفكّر في أيّ شيء آخر، وهذا طبيعيّ.

ما ليس طبيعيًا هو أنّه نادرًا ما ينتبه المتكلّم لشرود المستمع! فتراه يكتفي منه بالإيماءات المتتالية في الأماكن المناسبة لذلك (السكتات التي يلتقط فيها المتكلّم أنفاسه).

يحزنني أن نكون منغمسين في أنفسنا لهذه الدرجة. وللحديث بقيّة ..

دعني أتكلّم حتى أراك قراءة المزيد »

اقرأ وجوه الناس

نحن ننغمس في أنفسنا حتّى أننا لا نستطيع أن نقرأ في وجوه الآخرين ما يفكّرون فيه. نكون بجوارهم ولا نعرف إذا كانوا قلقين، أو متوتّرين، أو مطمئنّين، ولا نهتم أصلًا أن نعرف.

هذه الحالة من الانغماس في النفس، وتجاهل الآخرين أصبحت عامّة، وهي حالة خطيرة، وقد تكون سببًا في كثير من المشكلات التي نراها اليوم في مجتمعنا.

والحلّ بسيط جدًا. فقط انتبه لمن حولك، واقرأ في وجوههم ما يحتاجون إليه، ولبِّهِ، إن استطعت.

اقرأ وجوه الناس قراءة المزيد »

هل طريقة الاستعداد تؤثر في النتيجة؟

قبل أعوام، قمتُ بطباعة بطاقات عمل Business Cards تحمل اسمي، ومكتوب تحته اللقب: Chairman (رئيس النشاط).

و كنتُ، في ذلك الوقت، مرشّحًا لرئاسة نشاط طلّابي في الجامعة، ولم تكن الانتخابات قد أُجريَت بعد. ولكنني كنت أراهنُ نفسي على الفوز وكانت هذه من وسائل الاستعداد للمنصب الجديد، والذي تصاحبه رحلة جديدة كنت متحمّسًا لها كثيرًا.

وبعد شهر، أجريت الانتخابات، وفزتُ.

قبل أيام، وأنا في مرحلة تدريبية للتأهيل لوظيفة ما، وقبل الاختبار النهائي، أخبرتني إحدى زميلاتي في التدريب أنها تبحث عن وظيفة أخرى وتقوم بتقديم طلبات التوظيف في عدة أماكن، لعلّها تحتاج إليها إذا لم تنجح في الاختبار.

خطرت ببالي مباشرةً تلك الذكرى من أعوام مضت، وتساءلتُ: هل حقًا طريقة استعدادك تحدّد مصيرك؟

وبعد الاختبار، كالمتوقّع، ظهرت النتيجة بأنها رسبت.

أرجو أن تخبرني برأيك في إجابة هذا السؤال.

هل طريقة الاستعداد تؤثر في النتيجة؟ قراءة المزيد »

إشارة (١٧)

في كلّ عقبة، فرصة للنموّ. فرصة لأن تكون أفضل، وتصبح حياتك أغنى. لا تستسلم لظاهرها المؤلم، ولا تغضب. لا تستنفذ طاقتك في مقاومة المشكلة. بل أعطها حقّها من العرفان، والتقدير.

هي فرصة أتت إليك وأنت غير راغب فيها، ولكنّها أتت لتشير إلى احتياج لم تكن تدرك وجوده من قبل.

إشارة (١٧) قراءة المزيد »

العودة للأساسيات

من المفيد أن نعود بين حين وآخر لمراجعة الأساسيّات. أساسيات التواصل مع الناس، أو أساسيات العمل، أو أي شيء آخر اهتممنا به يومًا وتعلّمنا أساسياته التي نبني عليها حياتنا.

فالإنسان معرّض دائمًا للنسيان، واختلاف الظروف والأحوال يغيّر منّا دون أن نشعر.

وسأعطيكم مثالًا شخصيًا:

لاحظتُ في الأسابيع الأخيرة قلّة حماسي للمعرفة عن الآخرين والاستماع إليهم، وانجرافي مع الميل الفطري لكلّ منّا في الحديث عن نفسه ومشاركته بالحصة الأكبر من الكلام. ولم تكن هذه عادتي منذ قرأت عنها في كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس.

ولا شكّ أنّ الأساس، إذا اختلّ، اختلّ المبنى وتضعضعت أطرافه.

العودة للأساسيات قراءة المزيد »

سبّوبة التعليم

أظنّ أنّ أهم ما يجري في مصر حاليًا هو تجربة نظام التعليم الجديد تحت رعاية د. طارق شوقي. وقد أتت هذه التجربة بعد انهيار المنظومة التعليمية في مصر والتي أصبحت مجرّد “سبوبة” على مختلف المستويات.

ففي المدارس الشعبية تكمن “السبوبة” في الدروس الخصوصية التي تعمّمّ بشكل إجباري على جميع الطلاب تقريبًا في كلّ المواد؛ فنجد طالبًا في السنة الدراسية الأولى، وربما في مرحلة سابقة أيضًا، يذهب للدروس الخصوصية. بأي شيء يمكن أن نفسر ذلك؟

وفي أرقى المدارس وأغلاها (المدارس الدولية International) تكون “السبوبة” أكبر. فالطالب في مرحلة الحضانة يدفع سنويا عشرات الآلاف من الجنيهات، ولا تكتفي المدرسة -المحترمة- بهذا، بل تطلب من أولياء الأمور مبالغ إضافية للباص، والزي المدرسي، والتبرع الإجباري! ناهيك عن مستلزمات الحمّام من مناديل ورقية وخلافه، وكذلك الأقلام والكتب وجميع الأدوات المكتبية. لم يبقَ سوى أن يطلبوا من الأهالي أن يدفعوا إيجار الكرسي الذي يجلس عليه الطفل في المدرسة!

كلّي أمَل أنّ النظام الجديد سيكون خطوة راسخة على طريق التغيير للأفضل، فعلى أيّ حال، أي شيء غير الوضع الحالي سيكون أفضل.

سبّوبة التعليم قراءة المزيد »

دراسة المرحلة من أهمّ أسباب تخطيها بسلام

ومما يساعد الإنسان على تخطّي المراحل الانتقالية في حياته في هدوء وسلام، أن يفهم موقعه منها وموقعها منه. وأن يدرك أنّها فترات من التكيّف، وأن يدرس عن هذه المرحلة ويفهمها من تجارب من سبقوه.

فهو بهذا يحصّن نفسه، قدر المستطاع، ضدّ التخبّط، والتهوّر في قرارات غير مدروسة. ويأمن بذلك على نفسه من الانجراف نحو ما لا يريد.

دراسة المرحلة من أهمّ أسباب تخطيها بسلام قراءة المزيد »

المراحل الانتقاليّة

نعيش حياتنا بين فترات من الاستقرار، ومراحل انتقاليّة بين كل فترة استقرار والأخرى.

نولد فنظلّ في بيت أهلنا يرعَونا ويهتمّون بنا ونحن لا ندري شيئًا عن دنيانا، ثمّ ننفصل عنهم جزئيًا في المدرسة. فترى الطفل في أوّل أيامه في المدرسة يبكي بكاءً شديدًا متواصلًا يطلب أمَّه التي لم يعتد أن تتركه ولا يشعر بالأمان إلا معها.

ثم تنتهي المدرسة بعد حين لندخل الجامعة، ويقلّ اعتمادنا على أهلنا في أعمالنا اليومية، ويبقى الاعتماد المادّي. ثم تنتهي الجامعة لتبدأ رحلةٌ جديدة من البحث عن عمل، وتستقلّ مادّيًا عن أهلك، أو تتزوّج وتستقل ببيت خاص منفصل.

ومرحلة جديدة عندما يرزقك الله بذريّة ترعاها لتبدأ الرحلة من جديد. وربما بين الحين والآخر تنتقل من عمل إلى عمل، أو من سكن إلى سكن. فبين كل هذه المراحل من الاستقرار، مراحل انتقاليّة تكون خلالها مضطربًا ومرتبكًا ولا تعرف بالتحديد ماذا تخبّئ لك الأيام المقبلة، وتقلق على الأيام الفائتة وتخاف من التغيير.

ولكن هذه المراحل لا بدّ منها، ولا يمكن بحال أن نعيش حياتنا دون المرور بها. ومن المهم أن نراها ونعترف بوجودها وأن نحترمها ونقدّرها ونتركها تأخذ وقتها المطلوب لننتقل لمستوى الاستقرار الجديد .. وهكذا.

المراحل الانتقاليّة قراءة المزيد »

ليس معنى الرحمة أن نتهاون

هناك فرق بين الرّحمة،  والتساهل وبين إحسان الظنّ والتجاهل. لا يمكن أن نترك السارق طلقًا وندّعي أنّنا نرحمه ونحسن الظنّ به، وأنّه ربما يكون محتاجًا.

ولا يمكن أن نترك الراشي والمرتشي دون معاقبة، ونحاول أن نلتمس لهما الأعذار بأنّ هذا هو حال الدنيا اليوم، وهكذا تُقضى، في بلادنا، المصالح.

وكذلك لا يمكن أن نسامح أو نتساهل مع من يقيم عزاءً في نهر الطريق، ومن يقيم الأفراح في الشارع، بحجّة أنّهم لا يملكون المقدرة المادّية على الاحتفال في الأماكن المخصّصة لذلك. مع أني لا أرى أن هذا هو العائق أبدًا.

هناك قاعدة تقول: “درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح” ولا مفسدة أكبر من قطع الطريق، ولا جريمة أكبر من إزعاج الناس ساعات متوالية بدون حقّ.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ليس معنى الرحمة أن نتهاون قراءة المزيد »

إشارة (١٦)

إنّ من أكثر الاستثمارات خسارةً تلك الطاقة التي نستنفذها في القلق والغضب مما لا يمكن لنا التأثير فيه أو تغييره.

فانتبه.

إشارة (١٦) قراءة المزيد »

إشارة (١٥)

علينا أن نتعلّم احترام الاختلافات بين النّاس حتّى تكتمل إنسانيّتنا. ليس لكلّ البشر نفس القدرة على الفهم، وليس لكل البشر نفس القوّة، وليس لكلّ البشر نفس المقدار من الذكاء ونفس النوع. إذا لم نحترم هذه الاختلافات، لا تكتمل إنسانيتنا.

كن رحيمًا مع الضعيف، وصبورًا مع بطيء الفهم، وحليمًا مع الجاهل.

إشارة (١٥) قراءة المزيد »

العالم الافتراضي الواقعي

إذا كنت ما زلت، حتى عام ٢٠١٨، تظنّ أنّ المواقع مثل فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام، ويوتيوب، وغيرها هي عالم “افتراضي” فأرجوك أن تعيد التفكير في هذه التسمية.

إنّ هذا العالم “الافتراضي” يحدث فيه تفاعل “حقيقي” بين أشخاص “حقيقيين” في زمن “حقيقي”، وتحدث فيه صفقات بيع وشراء، وتحديد مواعيد لمقابلات ستحدث على أرض الواقع، وغيرها الكثير من الأمور التي تنعكس مباشرةً في الواقع.

لماذا أكتب عن هذا الأمر؟

لأنني عبرت منذ قليل على منشور في إحدى هذه المواقع يفيد بأنّ صاحب الحساب عاد بعد غياب طويل إلى هذا الموقع وأنّه كان في راحة بال من هذه الضوضاء في هذا العالم الافتراضي، ويطلب من أصدقائه أن يسامحوه لأنّه لم يكن متاحًا لهم خلال الفترة السابقة وما إلى ذلك من كلام لا بدّ أنّك تستطيع تخمين ما تبقّى منه.

أريد أن أؤكّد أن هذا هو العالَم الذي نعيش فيه الآن، وهو عالَم حقيقيّ بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، ولا أظنّ أنّ الأمر يحتاج إلى زيادة في الإيضاح. وعدم وجودك في هذا العالَم يعني انقطاعك عن جزء أساسي ومهمّ من العالَم والحياة، ويعني أنّك تبني سياجًا حول منطقة ما حتى لا تقترب منها أو لا تقترب منك.

والأفضل من الانقطاع التامّ، عندي، هو أن تتخيّر ما تسمح له بالظهور أمامك، وأن تبتعد عن كلّ ما يؤذيك، وتتابع كلّ ما يضيف إليك. وبهذا، تستطيع بسهولة أن تستمتع بالمزايا الخالصة، تقريبًا، بدون عيوب.

 

العالم الافتراضي الواقعي قراءة المزيد »

الداءُ يُعالَجُ بضدّه

من البديهيّات التي نتجاهلها كثيرًا أو نغفل عنها أن الداء يعالج بضدّه. بمعنى أننا عندما نعاني من ارتفاع حرارة الجسم، ينصحنا الطبيب بوضع كمّادات باردة لتخفيض الحرارة. بديهيّ، أليس كذلك؟

للأسف، ليس هذا ما نقوم به عادةً. فعلى سبيل المثال، لا الحصر: إذا كنا نعاني من الاكتئاب (بالمعنى الاصطلاحي وليس بالمعنى المرضي) لا نفكّر في تفعيل تمرين الامتنان.

وإذا كنا نعاني من الأفكار السلبية، لا نقوم بشكل تلقائيّ بتزويد عقولنا بالأفكار الإيجابية.

وإذا كنا نعاني من الشعور بالفقر، والحاجة، لا نقوم بالتركيز على النِّعم التي نملكها ولا نستطيع حصرها.

في أكثر الأحيان، يكون الأمر بسيطًا وبديهيًا، لمن يتأمّل قليلًا.

الداءُ يُعالَجُ بضدّه قراءة المزيد »

الأساتذة

أظنّ أنّه من واجبنا تجاه أنفسنا وعقولنا أن نرقّيها باستمرار عن طريق التعرّض لأفكار الأساتذة العالميين بشكل دوري.

ودائمًا ما أنصح المقرّبين منّي بهذا الأمر. دعني أوضّح لك ما أعنيه.

إنّ المواقف والأفكار التي نتعرض إليها يوميًا، مهما اختلفت، هي محدودة بحدود دائرتنا. وكذلك كل الناس. وبما انّ هناك أناس من دوائر أكبر أو أرقى، أو أصغر أو أدنى، فالمواقف التي يتعرضون إليها مختلفة عنا.

وهذه المواقف والأفكار اليومية تشكّل، بشكل أو بآخر، جزءًا من حياتهم بشكلها الحالي. فإذا كان هذا الشكل يعجبنا ونطمح إليه، علينا أن نحاول التعرّض لأفكارهم بأكبر شكل ممكن.

ونحن محظوظون بالطبع لأن هذا سهل جدًا الآن، عن طريق الإنترنت والمحاضرات المسجّلة وكذلك الكتب.

وبناء على ما سبق، أرى أن على كلٍّ منا تخصيص وقت محدد بشكل يوميّ، ربما ساعة، وربما عشر دقائق، يطّلع فيه على أفكار من يطمح أن يكون مثلهم.

ومن الأشخاص الذين أحبهم أنا شخصيًا:

سيث جودن. (الذي ألهمني بإنشاء هذه المدوّنة)

جيف بيزوس.

جيسون سيلفا.

مالكولم جلادويل.

الأساتذة قراءة المزيد »

إشارة (١٤)

الحمدلله الذي رزقني هذا من غير حول منّي ولا قوة.

لا تتوقف عن التأمّل والتدبّر في كلّ نعمة لديك، وفكر كم إنسانًا، بل كم من الكائنات الحيّة، سخّره الله لك حتى تصلك هذه النعمة.

إشارة (١٤) قراءة المزيد »

إشارة (١٣)

الحياة متقلّبة بين الأفراح والأحزان، بين الرّخاء والشدّة. فانعم في وقت الرخاء، وافرح. لا تبحث عما يحزنك، ولا تخشَ شدّة الغد. فمن يدري، ربّما لا يأتي الغد، وتكون قد خسرت اليوم.

إشارة (١٣) قراءة المزيد »

البُعد الخفيّ في تقييم الشخص لنفسه

يتحدّد شعورنا نحو أنفسنا عادةً بالنسبة إلى من حولنا، ويرتبط بهذه الفكرة، بشكل مباشر، أمران لا يسعنا أن نغفلهما.

أوّلًا: أن ننتبه بمن نحيط أنفسنا. من هم أصدقاؤنا؟ وأيّ أقربائنا قريبون منا حقًا؟ ومن من زملاء العمل نتقرّب إليهم؟

ولن أطيل الحديث في هذه النقطة، لانتشار الكلام عنها وبداهته. ولكن النقطة التالية هي الأخطر، من وجهة نظري.

ثانيًا: ما معنى هذا في المطلق؟

ربّما تكون الأقوى في دائرتك، أو الأمهر، أو الأذكى، وسيعزّز هذا من ثقتك بنفسك جدًا، وسيجعلك سعيدًا، وتشعر بالتميّز. ولكن إن كانت هذه الدائرة مليئة بالضعفاء، والبلداء، والأغبياء، فهذه الثقة التي تكوّنت لديك من مخالطتهم هي ثقة زائفة، لا أساس لها.

وإذا استسلمت لها، سترضى بمكانة دنيئة، ومستوى وضيع. وبمعنًى آخر، ستعيش بلا حياة.

وعلى الجانب الآخر، هناك من هو أذكى منك، وأمهر، وأقوى، ولكنه في دائرته يحتلّ المرتبة الأخيرة. ستهتزّ ثقته كثيرًا، وسيشعر أنه فاشل.

أظنّ أن علينا أن ننظر في الجانبين معًا. أن نقيم أنفسنا بين من حولنا، وأن نقيّم من حولنا بين الناس. وبهذا فقط، نعرف مكاننا الحقيقيّ، فنطمح للمزيد، ونسعى، وننمو.

البُعد الخفيّ في تقييم الشخص لنفسه قراءة المزيد »

من أهم مسببات السعادة في مصر

ومن العجيب في بلادنا أنّ الموظفين المسؤولين عن تقديم الخدمة لك عادةً ما يعاملونك على أنّهم ذوي فضل عليك، وأنّ خدمتهم لك (بالأحرى، قيامهم بمهام وظيفتهم) هي نوع من الجَميل، أو المعروف الذي يُلزمك الامتنان والشعور بفضلهم عليك!

فتجد مثلًا سائق عربات الأجرة يتردّد في الوقوف إليك، ويفكّر مليًّا قبل أن يوافق أن يوصلك المكان الذي تريد. وسائق “الميكروباص” يقول لك، حين “يحالفك الحظ” وتجلس بجواره على الكرسي الأمامي، مازحًا، أنّ عليك أن تدفع أكثر من الأجرة. والموظّف المسؤول عن الأختام يطلب دائمًا أن تعطيه الثمن “فكّة” ويتأفف في وجهك قبل أن يعطيك الباقي، ولا يخلو الأمر من نظرة احتقار حقيرة، مع أنّ الباقي معه!

وموظفة شؤون الطلبة المشهورة التي لا بدّ لها أن تفطر أوّلًا في حوالي ساعة كاملة قبل أن تبدأ عملها. وطبعًا لا وقت للإفطار في البيت فلا بدّ أن تعذّب الطلّاب بجوارها حتى تنتهي.

والأمثلة اليومية التي نشهدها لا تنتهي. حتّى أصبحت، من صعوبتها وثقلها، من أكثر مسببات السعادة لدى المواطن المصريّ أن ينتهي من أيّ إجراء يتطلب التعامل مع البشر!

من أهم مسببات السعادة في مصر قراءة المزيد »

إشارة (١٢)

ليس من حقّ الناصح على المنصوح أن يتّبع نصيحته. وبالتالي، ليس له أن يغضب عندما يختار المنصوح طريقًا آخر.

إشارة (١٢) قراءة المزيد »

إشارة (١١)

من حسن أدب المتعلّم، أن يحترم العلم والعلماء، بأن يعيرهم انتباهه الكامل أثناء التعلّم. إعطاؤهم نصف عقلك فقط نوعٌ من الاستهانة، وقد يضيّع منك فوائد عديدة.

إشارة (١١) قراءة المزيد »

جرائم الأحزان

واستكمالًا لما بدأناه بالأمس، وقد رأينا نموذجًا من طريقة “الفرح” لدينا، دعونا نسلّط الضوء على النموذج المضادّ، نموذج “الحزن”.

الحزن.. ذلك الشعور الرّاقي، الكامن، الدّفين.. الذي، في أصله، يُلقي على صاحبه بالهدوء والضعف، تحوّل لدينا إلى مباهاة ومفاخرة ولا يخلو، كالعادة، من قلّة الأدب، والبلطجة!

فترى “الصوانات” تسدّ الشوارع، ومكبّرات الصوت تصمّ الآذان، والأنوار الكاشفة السّاطعة تحوّل ظلمة الليل إلى نهارٍ (وبااطبع فكهرباء هذه الأنوار ومكبرات الصوت مسروقة من عامود الكهرباء الضعيف على رصيف الشارع!)

ولو كان أهل الميّت يرجون رحمة الله له، حقًا، لما توسّلوا إليها بالجرائم (قطع الطريق، والسرقة)، ولكنّهم لا يرجون إلّا “الفشخرة”. ولا أدري كيف تكون هذه “المناسبة” مدعاة للتفكير في مثل هذه الأمور!

وما هذه إلا مقتطفات بسيطة من جرائم الأحزان في بلادي.

جرائم الأحزان قراءة المزيد »

لا بارك الله لكما

قبل أمس، وعند عودتي من زيارة أحد أقاربي، في حوالي الساعة العاشرة والنصف مساءً على طريق الكورنيش، كان الطريق مزدحمًا بشكل عجيب. بالطبع، لا يخفى عليكم أنّ الزّحام في القاهرة ليس عجيبًا أبدًا! ولكنّه كان أكثر من المعتاد. وظننتُ، كالعادة أنّ السبب في هذا الزحام هو الملفّ الذي يبعد بضعة مئات من الأمتار من موقعي الحالي؛ فسائقو السيّارات المجاورة عادةً ما يفضّلون أن “يأخذوا الملفّ على الواسع جدًا” من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، معطّلين بذلك جميع الممرّات في الشارع إلى حين انتهائهم من الالتفاف!

ثمّ اكتشفت، بعدما اقتربنا قليلًا من الملفّ، أنّ هناك “زفّة” على الناحية الأخرى من الطريق هي السبب في هذه الأزمة. في هذه الزفّة، وقف العروسان في نهر الطريق، يطوف عليهم شابّ متهوّر بدرّاجته الناريّة التي يقودها، بمهارة، على عجلة واحدة رافعًا مقدّمتها إلى الأعلى، وحولهم الألعاب الناريّة لإضافة بعض الإثارة. ناهيك عن أنّ هذا الصّخب والضوضاء يحدث في الجهة المقابلة مباشرةً لمستشفى.

يبدأ هذان العروسان حياتهما الجديدة بقطع الطريق العام من أجل الاحتفال. أيّ حياة هذه؟ وأيّ بداية هذه؟ وأيّ تربية سيربّونها لأولادهم؟

أما أنا، فاضطررت أن أمشي في طريقٍ آخر، أطول كثيرًا من طريقي المعتاد، لكي يفرحوا هم بالزفّة. ألا لا بارك الله لهما!

لا بارك الله لكما قراءة المزيد »

إشارة (١٠)

نحن نرى العالَم من خلال عدسات خاصّة بنا وحدنا. ولكننا لا نرى العدسات، وقد لا ندرك وجودها. وهذا هو سرّ تمسّكنا الشديد بآرائنا. نحن نظنّ أنّ ما نراه هو الحقيقة. نحن نظنّ أنّ عدساتِنا شفّافة، لا لون لها. نحنُ واهِمون!

إشارة (١٠) قراءة المزيد »

نسبيّة المعايير

علينا أن ننتبه إلى المعايير التي نقيس بيها الأشياء وتصرّفات الغير. علينا أن ندرك أنّنا، عادةً ما نقيسها بمعاييرنا الخاصّة، ونظنّ أنّ هذه المعايير “قياسية” أو “صحيحة”.

يجب علينا الأخذ في الاعتبار -إذا كان لا بدّ أن نحكم- معاييرهم هم، وتصوّراتهم هم عمّا يقومون به. عندها فقط، يمكننا أن نتفهّم بشكل أفضل، ويصبح حكمنا أدقّ.

نسبيّة المعايير قراءة المزيد »

من يتحدّث أخيرًا، يتحدّث كثيرًا

عادةً ما يميل الإنسان إلى أن يكون هو المتكلّم، هو البطل، هو صاحب الدور الرئيسيّ في الحوار. وإذا كان هذا هو حالُ طرفَي الحوار، فسيخرج الحوار بالشكل الذي نراه يوميًا في المواصلات، والشارع، وعلى صفحات الإنترنت.

هذا الشكل السّمج، الأبله، الذي لا فائدة منه لأيّ من المتكلمين، أو المستمعين.

ويغفل الواحد منّا، حين يستسلم لتلقائيّته، أن عليه -إذا أراد أن يقنع الطرف الآخر بأيّ شيء- أن يسمع أولًا، وينصت لما يقوله محاوره، ويحاول فقط أن يفهم جيدًا ما يقوله. وإذا انتهى الآخر من كلامه تمامًا، وأصبح مستعدًّا أن يسمع الردّ، حينها فقط يمكن أن نبدأ بالكلام.

حينها فقط، يكون بحثنا عن “الأرضية المشتركة” التي سننطلق منها إلو مرمانا يجدي نفعًا. حينها، يمكننا أن نستغل الأمر أكثر ونوجّه الأسئلة؛ بهدف استكشاف هذه الأرضية، وبهدف إثبات اهتمامنا (الحقيقي أصلًا) للطرف الآخر.

وبعد ذلك، ستكون فرصة الخروج المثمر من هذا النقاش أكبر بكثير.

ولكنّنا نعشق التكلّم. نعشق أن يسلّط الضوء علينا نحن. لم ندرك بعد أنّ من يتحدّث أخيرًا يتحدّث كثيرًا، ويعيره الناس انتباههم، لأنهم قد انتهوا من الكلام.

من يتحدّث أخيرًا، يتحدّث كثيرًا قراءة المزيد »

إشارة (٩)

إذا كنت تعيش في هذا العصر، عصر الإنترنت، وثورة الاتصالات والمواصلات، وما زلت تعتقد أنّ هناك شيئًا مستحيلًا، فأنت بحاجة إلى مراجعة هذا الاعتقاد. فما زالت الأيّام تثبت لنا أنّ المستحيلَ ممكن جدًا، بل وأقرب من الممكن.

إشارة (٩) قراءة المزيد »

البدايات مثيرة دائمًا

دائمًا ما تكون البدايات حماسيّة، ومشوّقة. وأظنّ أنّ ذلك يرجع، بنسبة كبيرة، للفضول. يكون لدينا الفضول نحو اكتشاف المزيد عن الأمر.

هذه المرحلة الاستكشافية هي مرحلة ممتعة. تميل، بالتدريج، نحو الملل. كلّما تخطيت بابًا من المعرفة بالأمر وأصبحت ملمًّا به أكثر، كلّما أصبح الأمر أكثر مللًا. وهنا، يكمن الاختبار، ويكون الاختيار بين التوقّف والاستمرار.

وأرى أنّ التوقّف، في مرحلة الملل، عبث. لأنّك، لا محالة، واصل إليها في أيّ أمر تبدأ فيه. فلن تستطيع إكمال شيء أبدًا.

وأظنّ أنّ هذه الفكرة هي التي دعت الدكتور يوسف زيدان أن يكتب: إتمام الخيرِ خيرٌ من بدئه وأشقّ؛ لأن الابتداء هوى، والاستكمال صبر. والصبر أشق من الهوى، وأعمق، وأدقّ، وأليق بالمبدعين.

البدايات مثيرة دائمًا قراءة المزيد »

مزيد من التفهّم، مزيد من الحياة

أشرتُ إلى موضوع “التفهّم” سابقًا، ولكنّني أرى أنّ بعض التوضيح فيه سيفيد.

قلنا أنّ التفهّم لموقف شخصٍ ما هو أن ترى الأمر من زاويته. وقلنا أيضًا أنّه لا يتطلّب منك أن تعترف بهذه الزاوية أو تقتنع بها، أو تعتقد في صحّتها. ولكن فقط أن تتفهّم أنّ هناك رأي آخر مخالفٌ لرأيك وتستطيع تحليل هذا الرأي وإدراكه.

وأظنّ أنّ أهميّة التفهّم تكمن في مجالات التعامل التي، بدونه، لا يمكن أن تفتح لك. فبالتفهّم فقط يمكن أن تتعامل مع الموقف بشكل حكيم لا يغضب الطرف الآخر. أو، باختصار، بالتفهّم فقط يمكن أن تضع الشخص الآخر في الحسبان. وبدونه، أنت لا تحسب إلّا حساب نفسك.

ومن البديهيّ، أنّك، إن كنت لا تحسب إلا حساب نفسك، فلن تستطيع حلّ شيء. ومما يجب علينا الاعتراف به أيضًا أنّه لا أحد منا يملك الحقّ المطلق أو الحقيقة الكاملة، وأنّه ربّما كنّا مخطئين فيما نرى. وإذا سلّمنا بهذَين، لا غناء لنا عن مجاهدة الغرور، والمحاولة بإخلاص لأن نتفهّم الآخر.

مزيد من التفهّم، مزيد من الحياة قراءة المزيد »

لماذا تقرأ؟

أظنّ أنّ أكثر ما يثير دهشتي ومتعتي عند القراءة هو معرفتي بمساحات ما لا أعرف. وفضولي لزيادة المعرفة بهذه المساحات.

قيل أنّ المعرفة ثلاثة أنواع: معرفةٌ تعرفها، وتعرف أنّك تعرفها، وهي ضئيلة محدودة. ومعرفةٌ لا تعرفها، وتعرف أنّك لا تعرفها. ومعرفةٌ لا تعرفها، ولا تعرف أنّك لا تعرفها، وهي الأوسع والأكبر.

وأكثر ما يجذبني للقراءة، وتصفّح الكتب في المكتبات هو أن أعرف أنّني لا أعرف عن عِلمٍ ما، أو زمنٍ ما، أو شخصٍ ما. ولا أدري إن كان هذا الأمر خاصّ بي وحدي، ويختلف بين كلّ قارئ، أو كان عامًّا يشعر به غيري كما أشعر به.

ولكنّني أحبّ أن تشاركني بأكبر متعة تشعر بها عند القراءة، لأستفيد منك، وأكوّن صورةً أكثر وضوحًا. فقل لي، بربّك، لماذا تقرأ؟

لماذا تقرأ؟ قراءة المزيد »

هل هناك علاقة حقيقية بين هذا وذاك؟

نميل كثيرًا للربط الخاطئ بين أشياء لا علاقة لها ببعضها. مثلما حدث مع الصحابة يوم وفاة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وانكسفت الشمس. فسارع الناس إلى الظنّ بأنّها انكسفت لوفاة ابن النبيّ. فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لمولده.

وكان هذا النفي هامًّا جدًا لكيلا يربط الناس هذا الحدث بالآخر. وإذا تأمّلنا قليلًا، نرى مثل هذه الروابط المفتعلة في كثير من المواقف التي نمر بها يوميًا.

فهذا كُسرت يده لأنّه اشترى ساعةً جديدة ورآها الجيران. وآخر صار له حادث بسبب أنّه، وبعد طول انتظار، ابتسمت له دنياه العابسة، فكان على ثقة أنّ الراحة لن تستمرّ، وقد كان!

ربّما لأنّ بهذه الطريقة تكون القصة أكثر إثارةً. وأسهل للتداول بين الناس. ونحن نعشق الإثارة، ونحبّ أن تنتشر القصص التي نرويها. ماذا سنقول لأصدقائنا لو لم نختلق هذه الروابط الزائفة؟ أين الخبر إذا كسرت الساعة قدَرًا؟!

*ملحوظة: عادةً ما يكون اختلاق هذه الروابط تلقائي، نقوم به بغير قصد.

هل هناك علاقة حقيقية بين هذا وذاك؟ قراءة المزيد »

إشارة (٨)

أسهل شيءٍ نقوم به لنشعر بالرضا (الزّائف، والمؤقّت) عن أنفسنا هو إلقاء الاتهامات على الآخرين، والتركيز على عيوبهم. حينها تبدو عيوبنا وكأنّها ضئيلة جدًا بالنسبة إلى عيوبهم. حينها نبدو لأنفسنا أقرب إلى الملائكة. فمهما كان، نحن لا نقوم بما يقومون به!

إشارة (٨) قراءة المزيد »

من الجهل أن نحكم على ما نجهل

أظنّ أنّ بعد قيام ثورة ٢٥ يناير (وقبلها أيضًا، ولكن الأمر بات مبالغًا فيه بعدها) وبعد ظهور “الخبراء الاستراتيجيين” في كل مكان، أصبحنا جميعًا نحبّ أن نلعب دور هذا الخبير.

نكوّن آراء حول قضايا معقّدة جدًا بدون أيّ خلفية أو أرضيّة حقيقية نقف عليها لتكوين هذا الرأي. فنقول، مثلًا، أنّ حال البلد سيّء بسبب غلاء الأسعار. هكذا فقط. بدون معرفة بأسباب هذا الغلاء وبالعوامل التي تؤثّر عليه. لا أقول أنه أمر جيّد، ولكن الحكم بهذه البساطة في مسألة شديدة التركيب هو حكم، لا محالة، متسرّع وغير دقيق.

وغيرها من القضايا الكثيرة المتخصّصة التي صار يتحدّث فيها “عوامّ الناس”. بالمناسبة، كامة عوام الناس ليست سُبّة، وإنّما تدلّ على غير المتخصّصين.

علينا أن نعود ونتدارك أنّ لكلّ لعبة قواعدها، ولكلّ علم مداخله، وأنّه لو أردنا حقًا أن نكوّن رأيًا ونتحدّث مع المتحدّثين، علينا أن نبدأ بفهم ما يقوله المتخصّصون، ومتابعة الأمرِ مدّة من الزمان، واللجوء إلى الآراء المختلفة، وفهم حجج أصحابها، ثمّ تفنيد ما فهمنا، ثمّ تكوين رأينا الخاصّ. ولا نكون قد أحطنا بالأمر بعد، ولكن، على الأقلّ، نكون قد بنينا رأينا على أساس.

ولكننا، للأسف، لا نريد بناء الرأي، ولا نعبّر عنه لنؤثّر في إصلاح الأمر. نحن فقط نريد أن نلعب دور “الخبير الاستراتيجي”!

من الجهل أن نحكم على ما نجهل قراءة المزيد »

من مقتضيات الصداقة

ليس من المعقول، أو المنطقي، أن نتوقّع من الآخرين أن يتنبّأوا بمشكلاتنا، دون أن نخبرهم نحن بها. ودعوني أوضّح ما أعنيه.

ربّما تمرّ بظرفٍ سيّء أو تنغمس في حالة نفسية سيئة، وفي أثناء هذه الحالة، تتذكّر صديقك (فلان) الذي تزوّج حديثًا، أو تخرّج حديثًا، أو انتقل من مكان سكنه إلى حيٍّ آخر… إلخ، فتقول آسفًا لحالك: “وهذا فلان لا يدري ما أنا فيه!”. وكأن صداقتكما أصبحت، فجأة، سطحيّة.

وما أدراه بما أنت فيه؟! وهل تدري أنت ما هو فيه؟ لماذا نفترض دائمًا أنّ وضعنا هو الأسوأ؟ أو أن كل الناس سعداء إلّا نحن؟ لماذا ننتظر سؤالهم عنّا ولا نبادر نحن باللجوء إليهم وتعريفهم بحالنا؟

من مقتضيات الصداقة أن أتابع أحوالك وأتشوق لمعرفة أخبارك. ومن مقتضياتها أيضًا أن ترتاح في اللجوء إليّ عند الحاجة. دون انتظار لسؤالي عنك.

من مقتضيات الصداقة قراءة المزيد »

إشارة (٧)

هل تقضي يومك تفكّر: هذا سيّء. هذا خطأ. هذه مصيبة؟

أم تفكّر: هذا حسن. ما أجمل هذا. هذه نعمة؟

لاحظ ما تلاحظه.

إشارة (٧) قراءة المزيد »

الحَيْرةُ عنوان المرحلة

أظنّ أنّ سنّ ما بين العشرين والثلاثين في عصرنا الحالي خاصّة هو سنّ ارتباك وتخبّط وحيرة. قبل الإنترنت،. كان كلّ شيء واضحًا. الاتجاه قد رُسم بمجرّد اختيارك لكلّيّتك. أما الآن، الكلّيّة لا تكاد تعني شيئًا.

وقد قرأنا منذ أيام قليلة أن شركات مثل جوجل وآپل قد أسقطت المعيار الجامعي من معايير قبول الموظفين لديهم. المهم، هو أن تمتلك المهارة. ويمكنك امتلاك أيّ مهارة تشاء وأنت في بيتك.

وبهذا التعدد من الاختيارات أصبحت أمامنا فرص لا نهاية لها. وأصبح المجال مفتوحًا أمام الجميع للتجربة واختبار أنفسهم في مجالات عديدة؛ لاكتشاف المجال الأنسب لهم.

أقول هذا الكلام لأنّني لا أعرف بالتحديد ماذا يخبّئ لي الغد. ولأنني لا أعرف بالتحديد ما هو المجال الذي سأقضي فيه باقي حياتي، أو إذا كان هناك مجال واحد سأقضي فيه عمري. ولأنّني لا أظنّ أنّ حالة الحيرة هذه غريبة أو مكروهة. بل أظنّها شيء حسن، ومطلوب أيضًا.

فإن كنت مثلي، لا تقلق. كلّ ما عليك فعله هو أن تنتهز الفرص الحالية بأفضل شكل ممكن، وأن تصحّح المسار كلّما رأيت أنّك تبتعد. عادةً ما يكون تصحيح المسار (التغيير) مخيفًا، ولكن عليك أن تقوم به على أيّ حال. وربّما نناقش الخوف في مرّةٍ لاحقة.

الحَيْرةُ عنوان المرحلة قراءة المزيد »

الفخّ الساذج

فخّ آخر نقع فيه عادةً، وهو خطأ ساذج إذا تفكّرت فيه قليلًا، هو أننا كثيرًا ما نقارن أنفسنا في المرحلة الحالية (بداية حياتنا العملية) بشخص ما في مرحلة متقدّمة من حياته.

كأن تقارن نفسك وأنت في العشرين بشخص في الخامسة والثلاثين مثلًا. بالنسبة إليك، يبدو شابًا مثلك. ولكن الحقيقة أنّه متقدم جدًا عنك. والمقارنة هنا ظالمة جدًا. وكذلك أن تقارن نفسك بأشخاص كلّ ما تعرفه عنهم هو الصور التي ينشرونها عبر الإنستجرام! وأنت لا تعرف خلفيّة هؤلاء الأشخاص أو لا تضعها في حساباتك. فتظنّ أنّك متأخّر.

لا أقول أن تقارن نفسك بمن هو في نفس عمرك. لأنّك -كما ذكرنا من قبل- لا تعرف سوى جزء صغير من الصورة.

وتجدر الإشارة هنا إلى توضيح معنى “تحمّل المسؤوليّة”، وهو المبدأ الأوّل للنجاح عند كلّ من كتب عن النجاح. تحمّل المسؤوليّة يعني أن تركّز بالكامل على نفسك، وعلى دائرة تأثيرك. كلّ ثانية تقضيها في متابعة شخص آخر لا علاقة لك به ولا تستفيد منه، هي ثانية تضيع من وقتك الثمين.

فلنتحمّل مسؤوليّة أنفسنا، ونتائجنا، ولنعترف بكلّ شيء أمام أنفسنا. حينها فقط، نبدأ الطريق نحو الأمام.

الفخّ الساذج قراءة المزيد »

إشارة (٦)

لن نستطيع أن نتفهّم ما يمرّ به الآخرون ونحن ننظر بعيوننا نحن.

ليس هذا الأمر جديدًا، نظريًا. ولكنّه جديد كلّيًّا من الناحيّة العمليّة، حسبما نرى في أغلب النقاشات، سواءً على صفحات الإنترنت، أو وجهًا لوجه.

إشارة (٦) قراءة المزيد »

ثانية زيادة

أظنّ أنّنا لا نعطي الأمور حقها في التفكير قبل أن نقول رأينا فيها. لا أعرف لماذا بالتحديد، ربما نظنّ أنّ سرعة تكوين الرأي من سداده.

أرى أنّنا بحاجة إلى التمهّل قبل إبداء الرأي في أيّ شيء. نحتاج أن نسأل بدل أن نفترض. نحتاج أن نسمع قبل أن نتكلّم.

ويذكّرني هذا الموضوع بالحملة الذكية التي أطلقتها “كوكاكولا” قبل سنتين تقريبًا: حملة “ثانية زيادة”. نحن حقًا نحتاج أن نتمهّل “ثانية زيادة”.

ثانية زيادة قراءة المزيد »

لماذا يصيح المصريون ضد نظام التعليم الجديد؟

رغم أنّ جميع المصريين يعرفون أنّ النظام التعليمي (السابق) هو عمليّة محو للشخصية وطمس للعقول، إلا أنهم يدافعون عنه باستماتة حين تغيّر.

أشار الدكتور يوسف زيدان إلى هذا الأمر قبل أسابيع على صفحته على فيسبوك.

يبدو الأمر غير منطقيّ طبعًا. ولكن، مع إمعان النظر، نجد أنه لا يمكن أن يحصل غير هذا.

فالأمر كلّه نتيجة تغيير المألوف لديهم. الإنسان بطبعه يميل لمقاومة التغيير أيًا يكن اتجاهه. وقد تعوّدنا لعشرات السنين على النظام الحالي.

وهذا التعوّد هو الذي يدفع أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في الدروس الخصوصية الآن رغم عدم فعاليتها مع النظام الجديد. وهو الذي يدفعهم لتصديق المدرّسين -الذين كانوا ينتفعون من الدروس الخصوصية سابقًا- حين يقولون لهم أنّه نظام فاشل وسيقضي على مستقبل أولادكم، غافلين عن المصلحة الشخصية للمدرّس.

وهذا التعوّد هو الذي سيجعلهم، مع أول امتحان، يتظاهرون ضدّ هذا النظام ويعلنون غضبهم ويحكمون عليه بالفشل، حين يحرز ابنهم أو بنتهم درجة أقل من النهائية، ولو بدرجتين فقط. وفي أثناء هذا الغضب والثورة سينسون تمامًا أنه حتى لو لم يتغير نظام التعليم، وامتحن الطلاب مع المدرّس الخصوصي امتحانًا تجريبيًا، لم يكن ليحرز الدرجة النهائية أيضًا!

علينا أن نقاوم رغبتنا في المقاومة؛ لأننا ندرك تمامًا أنّ أيّ تغيير في منظومة التعليم هو تغيير محمود لا محالة؛ فليس هناك أسوأ مما نحن فيه.

لماذا يصيح المصريون ضد نظام التعليم الجديد؟ قراءة المزيد »

تأكّد قبل أن تنشر

نشرتُ بالأمس صورة للممثّل الشهير أرنولد شوارزنيجروهو نائم على الرصيف بجوار تمثالٍ له. وقد أُرفق مع الصورة قصّة تحكي كيف تبدّل به الحال بعدما كان في منصب رفيع كحاكم لولاية كاليفورنيا إلى أن ينام في الشارع!

وقد دفعني إلى نشر هذه القصة ما فيها من عِبرة لعلّنا نستفيد منها شيئًا. ثمّ اتضح أن القصّة ملفّقة، رغم أن الصورة حقيقية.

أخطأتُ حين نشرتُ القصّة دون بحث عن مصدرها ومصداقيتها، وهو خطأ شهير نقع فيه جميعًا نظرًا لسهولة النشر بضغطة زرّ (أو بلمسة إصبع).

نحن في حاجة ماسّة إلى التأكّد من كلّ ما نساعد في نشره. الأمر خطير ونحن نستهين به أكثر من اللازم.

تأكّد قبل أن تنشر قراءة المزيد »

دينُ المناسبات

الدّينُ عندنا حالة، وليس حياة. هكذا يقول الدكتور مبروك عطية.

نحن نتديّن جدًا في “المناسبات”. يوم عرفة، شهر رمضان، يوم عاشوراء… إلخ. في هذه المناسبات، نتذكّر المصاحف ونقرأ القرآن، نتذكّر أنّ لنا نبيًا ونقضي اليوم في الصلاة عليه، وربّما نقوم ببعض النوافل مثل الصدقات والصلوات وما إلى ذلك.

وبمجرّد انتهاء “المناسبة” الدينية، تمامًا كالمناسبات الأخرى، نخلع الزيّ الذي لبسناه ونعود كما كنّا، بالـ”بيجاما”!

دينُ المناسبات قراءة المزيد »

إشارة (٥)

إذا فكٌرنا قليلًا في مشاكلنا التي نشكو منها وقمنا بعمل مقارنة بسيطة بين هذه المشكلات وبين ما كان يشكو منه أجدادنا، سنعرف قدر النعمة التي نتمتّع بها.

نحن نملك من المعجزات ما لم يكونوا يحلمون به. الهاتف الذي أكتب من خلاله هذه الكلمات، وشاشات التلفاز، والإنترنت، وحتّى الحمّامات!

لم يكن لديهم أيّ من هذا.

ممّ تشكو؟!

إشارة (٥) قراءة المزيد »

الوحدة شعور زائف أحيانًا

كثيرًا ما يكون شعورنا بالوحدة شعور زائف. لأنّ ربّما السبب في هذا الشهور هو بحثنا عن أناس محدّدين نريد صلتهم ودعمهم. في حين أنّ هناك آخرين وضعهم الله في طريقنا، يقدّمون لنا الدّعم، أو الحبّ، ونحن عنهم غافلين أو متغافلين.

الوحدة شعور زائف أحيانًا قراءة المزيد »

إشارة (٤)

لا ينبغي أن تغضب من ظنّ الآخرين فيك، أو أن تحزن. ولا ينبغي أن تفرح، أو تفخر. ففي النهاية، لا أحد يعرفك حقًّا إلّا أنت.

لا ينبغي أن تحاول تغيير الآخرين. فقط شجّع من يريد أن يتغيّر. ألهمهم بتغيير نفسك أوّلًا. اجعلهم يرَون نتيجة ما تدعوهم إليه فيك أنت. اجعلهم يتطلّعون إليك. حينها، ربّما تستطيع تغييرهم. ليس بالكلمات، ولكن بالإلهام.

إشارة (٤) قراءة المزيد »

هل أناقضُ نفسي وأنصحكم بما لا أقوم به؟

منذ يومين، كتبت عن النصيحة التي قدّمها لي رجلٌ جلس بجانبي لمدّة خمس دقائق. وكتبتُ عن تضييع فرصٍ كثيرة تظهر لنا في شكل نصائح من المقرّبين أو العابرين.

انتهز أبي هذه الفرصة ليناقشني في نصيحة قدّمها لي ولم أنفّذها بعد. وفتح هذا باب النقاش لفكرة “المعيار” الذي نقوم على أساسه باتّباع نصيحة ما على الفور، أو تأجيلها، أو التغاضي عنها تمامًا.

وكما أدعو إلى اعتبار النصائح وتنفيذها وأخذها مأخذ الجدّ، وكما أرى أنّ تجاهلها قد يضيّع من أيدينا فرصةً للتغيير، أرى أيضًا أنّه من المستحيل أن ننفّذ كلّ النصائح المقدّمة لنا. وأنّه لا بد لنا من الاختيار.

ونعود إلى السؤال: ما هو المعيار؟

بالنسبة إلى أبي، المعيار هو احترامك للشخص الذي ينصحك وتقديرك أنه يحبك ويريد مصلحتك وأنه مخلص لك، حتّى لو لم تكن النصيحة متماشيةً مع هواه. فبما أنّ من قدّم لك النصيحة مخلص وأنت تحترم رأيه، فلم لا تقوم بتنفيذها على الفور؟

وأقول: أتّفق مع هذا الكلام، ولكنّي أظنّ أنّ الأمر أكثر تركيبًا. وأظنّ أنّ طبيعة شخصيّة المتلقّي تلعب دورًا كبيرًا. وفقًا لجريتشن روبن، هناك نمط من الشخصيّات متسائل دومًا Questioner. هذا الشخص لا يفعل شيئًا إلا إذا اقتنع به منطقيًّا. فإذا قلت له: افعل كذا، يسألك: ما الفائدة؟ وهكذا حتى يقتنع. وبغير هذا الاقتناع، لن يقوم به. وعلى النقيض منه، هناك الشخص المطيع Obliger. وهو يحاول جاهدًا تلبية توقّعات الغير، حتى لو لم يقتنع بها. مجرّد أن تطلب وتتوقّع منه تنفيذ ما تريد كافٍ بالنسبة إليه.

أما أنا، فأكاد أجزم أنّني من النوع المتسائل. وأظنّ أنّ أبي من نفس النّوع أيضًا. وقد أثّر والدي كثيرًا في تكوين رؤيتي عن الحياة، وعن حياتي، وفي طريقة استيعابي للأمور. ودائمًا ما أرى تأثير كلامه معي في طريقة تفكيري، على الرّغم من أنّه قد لا يشعر بهذا.

وهناك عاملٌ آخر أرى أنّه يجب أن يُضاف إلى المُعادلة، وربّما يكون هو المفتاح النهائي الذي نستطيع أن نضمّ إليه كلّ ما سبق من احترام النّاصح وقدره عند مستقبلِ النصيحة، وطبيعة شخصيّة المتلقّي، وهذا الأمر هو ما سمّاه العقّاد في كتابه عبقريّة عمر: الاستعداد.

قال العقّاد: بل سمع الاقتراح ولبّاه لأنّه كان قبل ذلك مستعدًّا للتحوّل ماضيًا في طريقه. ولو سمعه مائة معه لم يكونوا مستعدّين مثله لما عملوا به ولا التفتوا إليه.

لا ينقصُك شيئٌ، مع الاستعداد، سوى الشرارة. 

ولكن بدون الاستعداد، ألف شرارةٍ لن تعمل شيئًا.

ونعود إلى سؤالنا: ما المعيار؟ والإجابة، في كلمةٍ واحدة، الاستعداد.

وعاملٌ رابع يدخل في الحكم على النصيحة هو الموازنة بين الثمن الذي ستدفعه إذا قررت تنفيذها، والثمن الذي ستدفعه إذا لم تنفّذها. فإن كان ثمن التنفيذ زهيدًا، مثل أن تقضي بعض الوقت في القراءة، أو أن تستمع إلى محاضرة في وقت فراغك، فلا شكّ أنّ الأمر يستحقّ المحاولة؛ فربّما تغيّر هذه المحاضرة حياتك أو الكتاب.

أما إذا كان الثمن باهظًا، مثل أن تغيّر مسار حياتك بالكلّيّة، أو أن تترك عملك، أو أن تتزوّج فلانة، فهذا ثمن يستحق التروّي والدراسة قبل أن تقرّر القيام به. وأخيرًا، إذا لم تكن النصيحة مرتبطة بوقت محدود، وتستطيع تنفيذها في وقت لاحق دون أن تخسر شيئًا، فلا داعي للعَجَلة.

وكنتُ أودّ أن أكتب أيضًا عن مسؤوليّة الناصح، ومسؤوليّة متلقّي النصيحة، وحدود دور كلّ منهما. وربّما أعود للكتابة عنها في يومٍ جديد.

سيفيدني جدًا ويسعدني أن تشاركني، بعد أن وصلت لنهاية المقال، بمعيارك أنت في اختيار النصيحة التي تنفّذها، إذا أردت.

هل أناقضُ نفسي وأنصحكم بما لا أقوم به؟ قراءة المزيد »

المال أمامك، كلّ ما عليك أن تلتقطه

يتساءل جيم رون مستغربًا: هل تعلمون أنّ هناك كتبًا سطّرَ أصحاب الإنجازات فيها كيف حققوا هذه الإنجازات، وأن الناس لا يقرؤونها، مع أنهم يستطيعون القراءة؟! بم تفسّرون هذا؟!

أقول، له كلّ الحقّ في العَجَب. حقًا كيف لا نقرأ تجارب الناس الذين سبقونا، خاصّة من نرى في حياتهم أثر هذه التجارب الرائع الذي نرجوه لأنفسنا؟!

كيف نعلم أنّ هذه الكتب موجودة، ونحن نستطيع القراءة، ثمّ نتجاهلها؟ كيف نعلم أنّ المال أمامنا، ولا نلتقطه؟! أو الحب، أو السعادة.

أظنّ أنّه حان وقت الانتباه.

المال أمامك، كلّ ما عليك أن تلتقطه قراءة المزيد »

لا تضيّع الفرصة، أو، على الأقل، حاول.

منذ شهور، كتبتُ عن مصادفةٍ عجيبة حدثت معي. أثناء انتظار دوري في البنك، جلس بجانبي رجلٌ تخطّى عمرُهُ الستّين. وكنت أقرأ كتابًا للعقّاد -كعادتي في محاولة استغلال أوقات الانتظار في التعلّم- لا أذكر اسمه الآن.

نظر الرّجل وسألني بشيءٍ من العَجَب: أتقرأ للعقّاد؟ أجبته: نعم. وكانت هذه بداية حوار لم يدُم أكثر من خمس دقائق. ولكن هذه الدقائق الخمس كانت سببًا في أحداث لا أظنّها خطرت على بال الرجل أثناء الحديث.

فقد نصحني بقراءة كتاب “الفتنة الكبرى” لطه حسين، كما نصحني ألّا أسمع لمن يتّهمونه بالكفر وما إلى ذلك من أقاويل، وأن أقرأ بنفسي.

لم أستهن بالأمر وعزمت على قراءته. ووجدته في مكتبةِ دار المعارف في منطقة وسط البلد بالصدفة أيضًا؛ حيث كنت أنتظر صديقًا لي فوجدت المكتبة هناك. ولم أدخلها مرّة أخرى منذ ذلك الحين!

ساعدني هذا الكتاب كثيرًا في تغيير فكرتي عن الدّين وعن المتديّنين وعن صحابة رسول الله. وكان كأنّه المفتاح الذي من خلاله عرفت أنّ هناك الكثير ممّا لا أعرفه حول هذه الأمور. وكان بداية رحلة قراءة متقطّعة في هذا المجال على مدار السنوات الثلاثة أو الأربعة الماضية، قرأتُ فيها عدّة كتب.

ولم يقف الأمرُ عندي، بل كنتُ أنا سببًا في التأثير فيمن حولي وشجعت الكثيرين على قراءته، ومن أكثر من تأثّر به أبي، وأصبح كلًّا منّا الآن يشجّع الآخر على البحث في هذا الموضوع، ونشتري الكتب معًا ونقرأها معًا ونتناقش حولها ويسمع كلّ من في البيت نقاشنا.

وما زالت الأحداث تتوالى ولا أظنّها تنتهي.

كلّ هذا، بسبب كلمة عابرة قالها لي رجل عابر، ربّما نسي أنّه قد قابلني أصلًا. وبسبب استعدادٍ كان عندي، ومجهود بذلته في اتّباع النّصيحة. ووجدتُ أنّ الأمر يستحقّ. وتغيّرت حياتي بسببه.

فتأمّل كم فرصة نضيّعها بتجاهلنا نصيحة عابرة، من شخص عابر، أو نصيحة متكرّرة، من شخص نحبّه ونقدّره!

لا تضيّع الفرصة، أو، على الأقل، حاول. قراءة المزيد »

أنا لا أعلمُ شيئًا

كثيرًا ما يردّ عليّ أحدٌ من أصدقائي حين أرشّح لهم كتابًا أو محاضرة عن موضوعٍ معيّن بـ “ماذا سنتعلّم من هذه المحاضرة أصلًا؟ الأمر لا يحتاج إلى تعلّم.”

أظنّ أنّ كلّ شيء وكلّ مجال، فيه أعماق لا تعرفها دون الغور فيها. وربّما تظنّ أنّك تعلم كلّ شيء عن شيء ما لأنّك لا تعلم عنه شيئًا! وإذا بحثت ستتأكّد من جهلك. قال أحد العلماء: كلّما ازداد علمي، زادت معرفتي بمساحة جهلي. وأنا أعيش هذه الجملة مع كلّ فكرة جديدة أتعلّمها.

لا أظنّ أنّ أيًّا منّا له الحقّ في التعالي على العِلم أو له الحقّ في أن يظنّ نفسه عالمًا بشيء قبل أن يختبر علمه بهذا الأمر حقًا ويبحث فيه. وحين يفعل، سيدرك الحقيقة. والخاسر، على أيّة حال، هو من ظنّ نفسه يعلم ما لا يعلم.

أنا لا أعلمُ شيئًا قراءة المزيد »

خزّان الحبّ

بداخل كلّ منّا خزّان حبّ، يشبه خزّان الوقود في السيّارات. هذا الخزّان يفرغ ويمتلئ.

يمتلئ كلّما قال لنا أحدٌ كلامًا مشجّعًا، أو لمسنا لمسة حنونة، أو أنصت لمشكلتنا، أو قدّم لنا خدمة … إلخ. ويفرغ كلّما احتجنا أحد هذه الأشياء ولم نجد من يلبّيها.

لكلّ منّا احتياجات محدّدة لو لم يتمّ إشباعها سنشعر أنّنا غير محبوبين، وستقلّ ثقتنا في أنفسنا، ويفرغ خزّان الحب بداخلنا. وبامتلاء هذا الخزان نشعر وكأنّنا نستطيع أن نغزو العالَم.

أظنّ أنّ هذا هو السبب الذي يدفع كثيرًا من المراهقين نحو العلاقات المبكّرة بالجنس الآخر (على الأقل في مجتمعنا). هم يبحثون عمّن يملؤ خزّان العاطفة لديهم.

وربّما هذا هو السبب أيضًا في فشل أغلب الزيجات، وارتفاع نسبة الطلاق. أظنّ أنّ على كلّ أسرة أن تهتمّ بصغارها وكبارها، وأن يبحثوا عمّا يملأ خزّان الحبّ عند كلّ فرد داخل الأسرة، ويقدّموا له الحبّ بطريقته، بلغته التي يفضّلها.

*ملحوظة: تعلّمتُ فكرة خزّان الحبّ من كتاب لغات الحب الخمسة لجاري تشابمان.

خزّان الحبّ قراءة المزيد »

نسيت أن أكتب اليوم!

فات اليوم، وتجاوز الليل منتصفه، ونسيت أن أكتب.

وقد مرّ بي في الأيام الماضية فترات نسيت فيها أن أكتب، وتذكّرت في وقت متأخّر. وانتبهت لفكرة ترتيب العادات.

علماء السلوك يشجّعون فكرة اختيار عادة موجودة بالفعل لتكون هي إشارة البدء للعادة الجديدة التي تريد تكوينها. وهذا يساعدك ألّا تنسى مثلما فعلتُ أنا اليوم.

المشكلة التي أواجهها حاليًا هي عدم استقرار المهام اليومية التي أقوم بها. يتغيّر يومي باستمرار ولا أستطيع أن أجد شيئًا ثابتًا أو مناسبًا للكتابة بعده. وأقول هذا فقط للتنبيه أنّ تغيير نظام اليوم يربك العادات.

نسيت أن أكتب اليوم! قراءة المزيد »

إشارة (٣)

الخوف والإيمان كلاهما يتطلّبان التصديق في أمرٍ لم يحدث بعد. لماذا نختار الخوف في أغلب الأحيان؟

فرض حسن النّيّة وفرض سوء النّيّة كلاهما يتطلّبان “الفرض”، لماذا نختار فرض سوء النيّة في أغلب الأحيان؟

الخوف والإيمان يتطلّبان نفس المجهود. التصديق في الخير والتصديق في الشّرّ يحتاجان إلى نفس الطاقة. فرض حسن النية أو سوء النية يحتاجان نفس مقدار التفكير. الأمر كلّه أن تفكّر في اتجاه معاكس.

لماذا نستسهل الشرّ والخوف وسوء الظّنّ؟

إشارة (٣) قراءة المزيد »

إشارة (٢)

أصبحنا نفكّر في أناس لا نعرفهم أصلًا أكثر مما نفكّر في أنفسنا، وأحبّائنا!

أظنّ أنّ علينا أن نراقب أفكارنا أكثر، ونبذل الجهد في توجيهها نحو ما ينفعنا، وألّا ننساق وراء الموجات الفكرية التي لا تنفعنا.

أظنّ أنّنا بحاجةٍ إلى تخصيص وقت محدّد من كلّ يوم لنفكّر في حياتنا نحن، أين نحن الآن وأين نريد أن نذهب؟ وماذا نفعل بوقتنا، بعمرنا؟

إشارة (٢) قراءة المزيد »

اللغةُ

كثيرًا ما نظنّ أنّ اهتمام المرء بلغته هو نوعٌ من الرفاهية، أو نوعٌ من التخصّص. أي أنّه مقصورٌ على من يريد أن يكون عالِمًا لغويًّا. ولكن، أظنّ أنّ الأمر غير ذلك.

أظنّ أنّ اهتمام الإنسان بلغته هو اهتمامٌ بأصله الذي جاء منه، واهتمامٌ بعينه التي يرى بها الحياة.

اهتمامٌ بأصله من حيث أنّ اللغة ومعاني الكلمات تصل بيننا وبين ماضينا. فرجلٌ يجهل لغةَ بلده هو رجلٌ يجهل تاريخها مقطوعٌ عن ماضيه. وأظنّ أيضًا أنّ هذا الجهل بالتاريخ يسبّب قصرًا في النظر، وضيقًا في النّفس.

واهتمامٌ بعينه التي يرى بها الحياة من حيثُ أنّنا لا نعرف حقًّا إلّا ما نستطيع أن نعبّر عنه بالكلمات. كالطفل الصغير الذي لا يعرف الفرق بين الحزن والغضب، فإذا نهرتهُ أمّهُ واشتدّت عليه في أمرٍ فعله قال: “أمي حزينة.” والحزن أعمق من الغضب، وأهدأ. ولكنّ الطفل لا يدري.

هكذا أيضًا كلّما تعلّمنا كلماتٍ جديدة، وأضفنا إلى قاموسنا معانٍ لم نعرفها من قبل، ازدادت الدنيا وضوحًا وصار فهمنا لها أعمق.

اللغةُ قراءة المزيد »

لا حول ولا قوّة إلّا بالله

لاحظتُ اليوم أنّ كلّ شيء أراه في البيت الذي أسكنُ فيه قد سبقه العديد من عمليّات “التمهيد” حتّى أتمكّن من رؤيته أمامي. الحائط الملوّن، والأرض الناعمة، والفراش الوثير، والتلفاز، والتليفون، والإنترنت، والجبن الذي بالثلّاجة … كلّ هذه الأشياء وراءها ملايين العمليّات التي سبقت ظهورها أمامي. وقليلًا ما أنتبه إلى هذه التمهيدات.

لنأخذ الجبن فقط كمثال (ذكر أحمد الشقيري هذا المثال في برنامجه: خواطر). بدأ الأمر ببقرة تمّت رعايتها لتدرّ حليبًا نافعًا. يتمّ إجراء عمليّات كثيرة معقّدة على هذا الحليب ويتمّ تحويله إلى جبن. ثمّ يحفظ الجبن بطريقة معيّنة لفترة زمنيّة معيّنة، ثمّ يتم شحنه إلى تاجر، ثمّ إلى السّوق، ثمّ أشتريه أنا لأضعه في ثلّاجتي!

ربّما تُجرى بعض هذه العمليّات في بلاد أخرى بعيدة، وربّما يمرّ هذا الجبن على أكثر من ١٠٠ عامل قبل وصوله إليّ، وربّما يقطع آلاف الكيلومترات. كلّ هذا سخّره الله لي، لأشتريه جاهزًا، ولا حول لي ولا قوّة!

ربّما نستشعر بهذا المثال صدق قوله صلّى الله عليه وسلّم: {من أكل طعاماً فقال: الحمدلله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه.}

وكذلك في الملبس، والمركب، والمسكن، والمشرب… إلخ

لا حول ولا قوّة إلّا بالله قراءة المزيد »

إشارة

يجدر بنا ألّا ننسى، ونحن نشيرُ إلى أخطاء الآخرين، أنّنا مخطئون أيضًا. وربّما يكون خطؤنا أكبر؛ لأنّنا برغم خطايانا ما زلنا نشير بأصابع الاتّهام إلى النّاس، وكأنّنا لا نخطئ.

إشارة قراءة المزيد »

قصة الرّجل وثمار النخل

مرّ رجلٌ جائع ببستان من النخيل في فصل الخريف. وأعجبه منظر البلح بألوانه المتناسقة مع ألوان النخل، وكثرته. وتفكّر قليلًا في المال الذي سيجمعه صاحب هذا البستان من البلح بعد بيعه للتجّار، فلمعت في ذهنه فكرة!

سوف أشتري قطعة أرض صغيرة وأشتري بضع نخلات، وفي كلّ عام، سأحصد البلح وآكل منه وأبيع ما يزيد عن حاجتي. وأربح مالًا كثيرًا.

وقام على الفور باستثمار ماله في هذا المشروع. وخسر جميع ماله!

لا تتعجّب. فهناك قطع ناقصة من الصورة التي رسمتُها لك.

هذا الرجل يعيش بالمدينة، لم يزرع أرضًا في حياته. ولا أحد ممن يعرفه يستطيع العناية بالأرض والزرع كالفلّاح. لقد مرّ من جوار هذا البستان أثناء سفره من مدينة إلى أخرى لإجراء بعض الأعمال.

لم يدرك الرجل أنّ البلح الذي رآه لا يظهر بمجرّد زراعة النخلة. لم يدرك أنّ الأمر يتطلّب رعاية يوميّة على مدار سنوات طويلة. وأنّ البلح لا يستمرّ طول العام، فقط في فصل الخريف. لم يمهل نفسه أن يراقب الفلّاح الذي يزرع، ولا عملية الزراعة. رأى الثّمرة فاندفع.

كانت هناك قطع ناقصة من الصورة التي رسمها الرجل لنفسه.

كم من مغرور بالثمار!

قصة الرّجل وثمار النخل قراءة المزيد »

لا تطمع. ولكن إيّاك ألّا تطمح!

مرّت سيّارة فخمة من جانبنا ونحن نسير في الشارع أنا وصديق لي، فتأمّلناها معًا وقلتُ له مداعبًا: رزقك الله بمثل هذه السيّارة يا صديقي. فردّ بسرعةٍ شديدة: ولو كانت سيّارة ١٢٨، أنا راضي!

ليست هذه الأحداث حقيقيّة. ولكنّها، في نفس الوقت، حقيقيّة جدًا.

أكثر الناس لا يجرؤون حتى على أن يحلموا حلمًا كبيرًا. ما ضرّك إن حلمت بأفضل سيارة؟ وأفضل مسكن؟ وأفخم ملبس؟ لا أقول أن تطمع ولا ترضى، ولكن أقول أن تطمح وتحلم.

وتجد هؤلاء الناس يتعاملون حتى مع الحياة الآخرة بنفس المبدأ، فيقول أحدهم: لا أريد الفردوس، أنا راضي ولو بغرفة فوق السطح في أسفل درجة من الجنّة!

ولماذا لا تسأل الفردوس وتطمح إليها؟ إلى أين تظنّ هذا الحلم سيقودك؟

يقول الدكتور مصطفى محمود: لكلٍّ ما سأل، وهذا هو منتهى الكَرَم.

فانظر ماذا تسأل.

لا تطمع. ولكن إيّاك ألّا تطمح! قراءة المزيد »

المشكلة أنّ مَن في الأسفل يغفلون عن موقعهم!

نرى في أفلام البحّارة عاملًا في السفينة يصعد برجًا عاليًا ليراقب البحر من بعيد وينبّه القبطان في حال رأى شيئًا غريبًا.

ماذا لو رأى هذا الرجل جبلًا ثلجيًا وأخبر القبطان بوجوده؟ رغم أنّ القبطان لا يستطيع رؤية الجبل من موقعه داخل المقصورة، سيقوم على الفور بتوجيه السفينة بعيدًا عن مسارها الحالي.

ما السّرّ؟! لماذا يسمع القبطان -رغم منصبه العالي- لعاملٍ بسيط؟ الإجابة بديهية، أليس كذلك؟ العامل يرَى ما لا يراه القبطان، بسبب موقعه العالي.

نحن نغفل عن هذه الحقيقة في أغلب الأحيان، وننسى فكرة المواقع العليا والسفلى. لا أتكلم عن البحار بالطبع، ولكن عن الهيكل المؤسّسي والوظيفي.

مديري في العمل يرى ما لا أراه بحكم موقعه الأعلى. ومديره يرى أكثر منه.. وهكذا! وبالتالي، لا يشترط، بل لا يمكن أصلًا، أن أفهم كلّ شيء يقوم به هذا المدير. ولا بدّ لي أن أعترف بعدم أهليّتي لمحاسبته ما لم أرَ الصورة التي يراها، أي ما زلت في مكاني.

فتأمّل!

المشكلة أنّ مَن في الأسفل يغفلون عن موقعهم! قراءة المزيد »

صديق العائلة

كعادتي، كنت أستمع إلى محاضرة صوتيّة أثناء الطريق. كان المُحاضر يتحدّث عن الموت والحياة.

أثناء الكلام، سأل السؤال التالي: “لو متَّ الآن، ستوصّي من مِن أصدقائك العناية بأمّك وأبيك؟”

فكّرت في السؤال قليلًا، ثمّ صُدمت! لا أحد من أصدقائي يعرف أمّي أو أبي أصلًا، إلّا سماعًا! ولا يعرف أبي أو أمي أصدقائي.

ولا أظنّ أنّني الوحيد. لأنّي لا أعرف أيضًا أهل أصدقائي. إذن هي حالة عامّة بيننا اليوم. ولا أعرف تحديدًا ما سبب اختفاء أصدقاء العائلة.

ربّما انتشار المولات والمقاهي يسمح بالمقابلات خارج المنزل، وربّما وجود الإنترنت في كلّ هاتف وتسهيل التواصل يقلّل من الداعي للاجتماع وجهًا لوجه مع الناس أصلًا.

ولا أدري إن كان هذا الموضوع أصلًا مهمّ أم لا! ولكنّني فوجئتُ حقًّا لمّا لم أجد للسؤال جوابًا.

ماذا عنك؟ من الذي ستوصيه بأهلك إذا متّ اليوم؟

صديق العائلة قراءة المزيد »

لغات الحبّ

تعلّمت مُؤخّرًا أمرًا أذهلني جهلي به رغم بساطته وبداهته!

من المعروف أنّك إذا أردت أن تتواصل مع شخص بشكل فعّال، عليك أن تتكلّم بلغةٍ يفهمها، فإن كان لا يعرف غير اليابانيّة، وأنت لا تعرف غير العربيّة، فالتواصل صعبٌ جدًا بينكما.

الجديد الذي تعلمته مؤخرًا هو أنّ التعبير عن الحبّ له لغات مختلفة أيضًا، باختلاف الأشخاص. وربّما تكون تحاول التعبير عن حبّك للطرف الآخر بلغة لا يفهمها، ولا يتعامل بها، فلا تصل رسائلك إليه.

ثمّ تجد أنه لا يقدّر حبّك ورسائلك المتكرّرة، فتغضب وتشعر أنّك غير مقدّر. ولكن، الحقيقة أنه لم يستقبل كل هذه الرسائل لأنها بلغة لا يفهمها.

عليك أن تبذل الوقت والجهد في تعلّم لغة الحبّ الخاصّة بك، وبالطرف الآخر. وستجد التواصل بينكما يتحوّل تدريجيًا إلى الأفضل.

لغات الحبّ قراءة المزيد »

معجزة التدبير الإلهي

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرّضت لأكثر من مرّة إلى شيء أشبه بالمعجزة.

أحاول التخطيط لتحقيق هدفٍ محدّد أرغب فيه، ولا يحالفني الحظّ في البداية. أبحث في كلّ مكان عن سبيل إلى تحقيقه، وأبذل جهدًا كبيرًا، ولكنّني لا أصل إلى شيء. أحاول بكلّ طاقتي أن أعدّل الخطّة وأبحث عن طريقٍ آخر. ولا فائدة.

إلى أن أصل إلى نقطة اليأس من تحقيقه في الموعد المحدّد. وأقول لنفسي، لا بأس، ربّما هو شرٌّ لك إن حصل، فالحمدلله على كلّ حال.

ثمّ تدفعني الرّغبة لمعاودة المحاولة مرّةً أخرى والتفكير في حلّ جديد. إلى أن أجد، فجأةً، هدفي قد تحقّق بطريقة أفضل من خطّتي التي كنت أرغب في تحقيقها في البداية. أجد أنّني حقّقت أكثر مما أريد.

وأنظر ورائي فأجد أنّ كلّ العقبات التي واجهتُها خلال الفترة السابقة وكنت أكرهها وأنزعج منها، أجد أنّ كلّ هذه العقبات، كانت تدبيرًا من الله، لأنّه أراد لي المزيد. أراد لي تحقيق أكثر مما أريد.

ولكن، لم تكن النتيجة النهائية لتحصل، لولا أنّي سعَيت بجهد حثيث نحو التخطيط وتعديل المسار كلّما سنحت لي فرصة. وكان جزاء هذا الجهد، هو التحقيق الأكيد لما أريد، بل وأكثر ممّا أريد.

سبحان مدبّر الأحوال.

معجزة التدبير الإلهي قراءة المزيد »

عن الإخلاص

الحبّ مكفولٌ لجميع المخلوقات عند من يعي.

ولكنّه يزيد تجاه المُخلصين.

ربّما لا يستطيع صديقك أن يهديك كلّ الانتباه الذي تريد، ولكنّك تستطيع، بلا شكّ، أن تشعر بإخلاصه تجاهك، وهذا هو المهمّ. ربّما لا يستطيع زوجُكِ أن يحقّق لكِ كلّ ما تريدين، ولكنّك تعلمين أنّه أخلص في سعيه.

ربّما لا تتّفق مع رؤية مديرك في العمل، ولكنّك تستطيع أن تكنّ له الاحترام الكامل، رغم الاختلاف، لأنّك تعلم أنّه مخلص في عمله، ويقوم بما يراه الأفضل.

لا ينقص الحبّ باختلاف الرّأي، أو بأي شكل من أشكال النّقص، ما دام الإخلاص موجودًا.

أحبِب المخلصين. وادعُ لهم.

عن الإخلاص قراءة المزيد »

عن البدايات

البدايات دائمًا مثيرة، وممتعة.

ربّما يكون هذا بسبب الفضول الذي يصاحبها، والتشوّق لمعرفة أشياء لم نعرفها، واختبار تجارب لم نعشها من قبل.

ولكن، بعد أن تختفي هذه الإثارة، وهي حتمًا ستختفي، يكون الامتحان الحقّ. امتحان الصبر. وامتحان قوّة الرغبة في الاستمرار. وامتحان الإصرار.

استمتع بالبدايات، ولكن كن مدركًا أنّها دائمًا مؤقّتة. وأنّك داخلٌ لا محالة في المنتصف، حيث لا شيء سوى الملل والتعب والفوضى.

إتمام الخير خيرٌ من بدئه، وأشقّ. لأنّ الابتداء هوَى، والاستكمال صبر.. والصّبر أشقّ من الهوى، وأعمق، وأدقّ، وأليق بالمبدعين.
د. يوسف زيدان

عن البدايات قراءة المزيد »

من أمراض السّلوك المزمنة

استأجرت اليوم عاملًا ليقوم بإصلاح خطّ التليفون في المنزل. وذكّرني سلوك هذا العامل بمرض من أمراض السّلوك المزمنة. وهو مرض الشّكوى الدائمة.

وليست هذه هي المرّة الأولى التي يأتيني فيها، تقريبًا في كلّ عامٍ مرّة. وأوّل تعاملي معه كان تقريبًا منذ ثلاث سنوات. وما زال هذا الرّجل كما عرفته أوّل مرّة. لم يتغيّر حاله، أو ربّما زاد سوءًا.

ولا أعرف عن حاله الكثير، ولكنّه على عادة المصريّين، كثير الكلام، ومن كثر كلامه زلّ لسانه بما يدور في خاطره وما يشغل فكره ولو لم يقصد. وعلى مدار السنوات الثلاث، لم يتغيّر كلامه أبدًا. ولم يحصل شيئًا جديدًا! نفس الشكاوى المعادة مرّة بعد مرّة. ونفس طريقة الاعتذار بأعذار لا أساس لها. واتّخاذ دور ضحيّة الحياة المظلومة منهاجًا وديدنًا.

أشفقت عليه، واتّخذت دور طبيب القلوب، وأخبرته -ولا أدري إن كان يسمع لي- أنّ المسؤوليّة عليه وحده، وأنّ المرض داخليّ وليس خارجيّ. وأرشدته إلى كتابة قائمة من عشر نِعَم يحمد الله عليها في كلّ يوم. وقلت له إن مارست تمرين الامتنان هذا، ستسعد سعادةً لا تحلم بها.

عندما أنهى عملَه، وأعطيته الأجرة -المتّفق عليها قبل بدء العمل- مع زيادة بسيطة، شكى لي قلّتها، وأنّ العمل كان أصعب مما توقّع (ولم يكن بالطّبع)، وأنّه مظلوم بهذه الأجرة! فقلتُ له: اذهب، واكتب النّعم العشرة كلّ يوم، ثمّ اتصل بي بعد شهر، لعلّ النّصيحة تكون أغلى من الزيادة الّتي تطلبها وأنفع.

طبعًا، لم يعجبه الكلام.

من أمراض السّلوك المزمنة قراءة المزيد »

الإنترنت يخلق عالَمًا بلا حدود

قبل شيوع الإنترنت، لم يكن أحد يطّلع على الناس من غير طبقته، فضلًا أن يتطلّع إليهم. كانت كلّ معرفة الناس ببعضهم عن طريق الاتصال المباشر.

إذا كنت تسكن في قرية صغيرة متواضعة من حيث الإمكانيّات المادّية والرفاهيات، كانت هذه القرية هي العالَم باانسبة إليك. لم تكن تتعرّض مثلًا إلى فلان الذي يعيش في كاليفورنيا ويملك ما لا تملك. ولم تكن تعرف ماذا يحدث في الصين ولا في إنجلترا.

وبالتالي، لم تشغل هذه الأشياء تفكيرك مطلقًا. كنت تعلم، بلا شكّ، أنّ هناك أماكن أخرى في العالَم وبشر يعيشون حياةً مختلفةً عنك. ولكنك لم تكن تتعرّض إليهم مئات المرات في اليوم الواحد!

الآن، أنت ترى العالَم كلّه بلمسات قليلة على شاشة هاتفك. وهو تقدّم مذهل ورائع. ولكن، في نفس الوقت، اختفت الحدود بين الطبقات المختلفة. فأصبح الفقير يشاهد الغنيّ كلّ يوم ويتابع أخباره، فيصاب بعدم الرّضا عن حاله. وأصبح يتعرّض بشكل مستمرّ لدعايا مختلفة وإعلانات تحثّه على امتلاك هذا الشيء الذي يملكه “الجميع” إلا أنت.

أضف هذا إلى تسهيلات الشراء مثل بطاقات الائتمان والأقساط تجد نتيجة مروّعة. وهي أنّ كل الناس تشتري باستمرار ما لا تحتاجه، وما لا تستطيع إيجاد ثمنه حتّى! وما يزالون يتذمّرون ويشكون.

الإنترنت يخلق عالَمًا بلا حدود قراءة المزيد »

لكلّ مدينة توقيت، ولكلّ إنسان أيضًا

لكلّ مدينة توقيت خاصّ بها وفقًا لموقعها الجغرافي (دوائر العرض وخطوط الطول). وكذلك لكلّ إنسان توقيت خاصّ به.

ليس شرطًا أن تتزوّج في سنّ معيّنة، ولا أن تنجب في سنّ معيّنة، ولا أن تحقق إنجازًا ما في وقت محدد مسبقًا.

ربّما تكون في التاسعة عشرة من عمرك وتصبح أحد أهم لاعبي كرة القدم في العالم، وقد رأينا اللاعب الفرنسي “إمبابي” وأداءه في كأس العالم هذا العام. وربّما تكون في التاسعة عشرة ولم تحقّق شيئًا بعد.

لا يعني هذا أنّك فاشل. أو أنّه عليك أن تكون مثل فلان. لا تقارن نفسك بالآخرين. أنت لا تعلم العوامل التي أثّرت عليهم ليصبحوا في هذه المكانة في هذا السنّ. أنت لا تعرف موقعهم الجغرافي.

كما أنّك لا تعرف عن أحد سوى ما يظهر لك فقط. ربّما لا تعرف عنه سوى الصور ومقاطع الفيديو التي تشاهدها عبر حسابه على وسائل التواصل الجماعي الإلكترونية. وربّما للصورة بقيّة لا تعجبك.

لا تقارن نفسك بالآخرين.

فقط فكّر في خطوتك التالية، بإمكانيّاتك الحاليّة، في حدود قدراتك، ماذا يمكنك أن تفعل لتصبح أكثر قيمةً؟ ما هي الخطوة التالية التي ستؤثر بالإيجاب على حياتك أنت، في توقيتك أنت؟

لكلّ مدينة توقيت، ولكلّ إنسان أيضًا قراءة المزيد »

اختر ذكرياتك

ما هي الأشياء التي تسترجعها من ذاكرتك بشكل متكرر؟

هل هي مشاكل ومواقف كنت تشعر فيها بمشاعر سلبيّة؟ أم هي ذكريات جميلة إيجابيّة؟

إنّ ذكرياتك التي تسترجعها باستمرار تؤثّر على حاضرك. فكلّ مرّة تسترجع فيها ذكرى ما يعيشها عقلك مرّةً أخرى كأنّها حاصلة الآن. والدليل على ذلك أنّك عادةً تشعر بنفس المشاعر التي شعرت بها حينها.

فإذا كانت الذكرى جميلة، تؤثر عليك بشكل جميل وتجعلك أكثر سعادة وبهجة، وإذا كانت ذكرى أليمة، تجعلك أكثر حزنًا وألمًا. وهذه المشاعر تجذب إليها المزيد من المشاعر المشابهة لها في الحاضر.

فكّر فيمَ تفكّر. واختر ذكرياتك.

اختر ذكرياتك قراءة المزيد »

العالَم يفسح الطريق لمن يعرف أين يذهب

في كلّ مرّة حقّقتُ فيها شيئًا أو حصلت على شيء أريده، كان هناك عاملان موجودان. سواء انتبهت لهما أم لا: هما التحديد، والتوقّع. أي أنني أعرف بالضبط ماذا أريد، وأتوقّع أن أحصل عليه.

فكّر في كلّ ما حصلت عليه حتّى الآن.

ألم تكن هناك أسباب منطقيّة تمنعك من الحصول على هذه الأشياء أو بعضها؟

ولكن رغم وجود هذه الأسباب، استطعت أن تحصل عليها. ذلك لأنّك كنت تعرف بالتحديد ماذا تريد. وكنت تتوقّع حصوله، ربّما لأنّك لم تفكّر في المعوّقات أصلًا!

والآن فكّر في كلّ ما أردت أن تحصل عليه، ولكنّك لم تحصل عليه بعد. هل تتوقّع حقًا أن تحصل عليه؟ أم أنك تؤمن أنّه بعيد جدًا عنك؟ وهو ما يطلق عليه بالإنجليزيّة Self-fulfilling proficy. أي أنّ هذا الاعتقاد بالتحديد -اعتقاد أنّك لن تحقق ما تريد- هو الذي يمنعك من تحقيقه!

عليك أن تعرف ما تريد وأن تصدّق في إمكانية حصولك عليه.

ليس هناك سبيل آخر.

العالَم يفسح الطريق لمن يعرف أين يذهب قراءة المزيد »

إذا أردت أن تكون، افعل

لا بأس في أن تفكّر وتتأمّل فيما تريد أن تكون. ولكن عليك أن تعي تمامًا أنْ لن يتغيّر شيء ما لم تقم بعمل شيء.

وهذا هو الفرق بين التمنّي المجرّد وبين الهدف المحدّد.

حين تحلم أن تكون غنيًا أو تحلم بامتلاك سيّارة فارهة أو السكن في مدينة ما، كلّها مجرد أحلام وأمنيات ما لم تقم بالعمل على تحقيقها.

قال شيكسبير: “إمّا أن أكون، أو لا أكون.”

فإذا أردت أن تكون، افعل.

إذا أردت أن تكون، افعل قراءة المزيد »

كيف تغيّر الواقع؟

“أنت لا تغيّر الأشياء بمحاربة الواقع الموجود. أنت تغيّر الواقع ببناء نموذج جديد تمامًا يجعل النموذج القديم لا قيمة له.”

هكذا قال المهندس المعماريّ الأمريكيّ بكمنستر فولر. وأظنّ أنّ علينا تأمّل هذه المقولة جيّدًا.

لأننا في أغلب الوقت نحارب ما لا نريد. يزعجنا. ويؤلمنا. ونقاتله.

أحيانًا ليس عليك أن تقاتل هذا الواقع، عليك فقط أن تتجاهله، وتركّز تفكيرك على واقع آخر. واقع جديد أنت تبنيه كما تحبّ.

ازرع بذرة جديدة في مكان مجاور للشجرة القديمة التي تكرهها. وكلّما وجدت نفسك تزور هذه الشجرة، حوّل نظرك إلى البذرة الصغيرة تحت الأرض، واسقِها. وفي كلّ مرةٍ تسقي فيها هذه البذرة، أنت تمنع الماء عن الشجرة القديمة، فتذبل، ثمّ تموت.

 

كيف تغيّر الواقع؟ قراءة المزيد »

بمن تحيط نفسك؟

يتأثّر الإنسان كثيرًا بمن حوله.

أفكار من حولك وكلامهم وسلوكيّاتهم كلّها تؤثّر فيك بشكل مباشر. ربّما لا تعرف أنّ هذه الأشياء تؤثر عليك. وربّما تنكر ذلك ادّعاء منك أنّ لك شخصيّتك المستقلّة و و و … إلخ. ولكن تبقى الحقيقة أنّ عقل الإنسان يتأثّر بكلّ ما يدخل إليه.

وما زال الإنسان أبدًا شاكيًا غير راضٍ عن وضعه الحالي. ولكن بعد زمن الإنترنت، أصبح هناك عوامل لم تكن موجودة في الماضي. منها:

لم يكن بإمكانك أن تطّلع إلّا على حياة من تعرفهم فقط. وبالتالي لم يكن بإمكانك أن تطّلع على تفاصيل حياة نجوم السينما والفنّانين والمشاهير ولم تكن تتطلّع أن تعيش مثل حياتهم. وكلّ دقيقة تقضيها في متابعة أخبار الفنّانين ونجوم العالَم هي دقيقة ضائعة من وقتك كان يمكنك استغلالها في تطوير ذاتك أو التركيز على حياتك أنت.

ومنها أيضًا كثرة المحتوى الذي تتعرّض إليه يوميًا. فالآن، فقط بضغطة زرّ، أكتب شيئًا ويعترض هذا النّص طريقك عبر صفحة الفيسبوك الخاصّة بك مثلًا. وعلينا أن ننتبه إلى المحتوى الذي نسمح له بالدخول إلى عقولنا. علينا أن نُقصيَ تمامًا كلّ ما هو سلبيّ بغير إفادة. مثل الشكاوى المستمرّة من الناس عن الأوضاع السياسية أو عن غلاء الأسعار أو أو أو .. كل ما هو غير موضوعي وغير بنّاء، عليك أن تمنعه من الظهور أمامك. هناك الكثير من الخيارات مثل “عدم المتابعة” و”المنع” و”مسح الصداقة” وما إلى ذلك.

لا تستهن بما تعرّض عقلك إليه. لا تستهن بمن تحيط نفسك بهم. احرص على أن تحيط نفسك بما تريد أن تكون.

 

بمن تحيط نفسك؟ قراءة المزيد »

بسم الله الرحمن الرحيم

سيرًا على خُطى الملهم سيث جودن، خصّصتُ هذه الصفحة لنشر فكرة واحدة يوميًا لمن يحبّ أن يقرأها.

أوثّق أفكاري هنا لعلّي أقرأها بعد مرور شهور وسنوات فأقول هذا أنا، هذا ما كنت أفكّر به. أو يقرأها من يخلفني، إن شاء، فيقول هذا أحمد وهذا ما كان يفكّر به.

أوثّق أفكاري هنا لعلّها تعطيك إشارةً نحو فكرة ربّما تنير لك طريقًا أو تفتح لك بابًا.

أوثّق أفكاري إيمانًا منّي بأنّ كلّ الأفكار تستحق النّشر. وكلّ التجارب تستحقّ الدراسة. وإيمانًا منّي بأنّ بين كلّ تجاربنا أشياء مشتركة قد نستطيع التعرّف عليها إذا ما اطّلعنا على أفكار بعضنا البعض.

أوثّق أفكاري هنا تدريبًا لنفسي على مَلَكة الكتابة. فهي، ككلّ المواهب، تتحسّن بالممارسة الجادّة.

أوثّق أفكاري هنا لتتّضح وتنتظم. فالأفكار في الرّأس مختلطةٌ جدًا ومُبَعثَرَة.

 لا أحدّثكم من موقع الخبير، أو العارف، فلست أيّهما .. ولكن أتحدّث هنا بصفتي أنا. أفكّر مع نفسي على هذه الصفحة، ومعك، إذا شئت أن تقرأ.

فكرة واحدة كلّ يوم. لنفسي، ولك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم قراءة المزيد »